ماذا وراء تقرير الأمم المتحدة بشأن اليمن؟
ماذا وراء تقرير الأمم المتحدة بشأن اليمن؟ماذا وراء تقرير الأمم المتحدة بشأن اليمن؟

ماذا وراء تقرير الأمم المتحدة بشأن اليمن؟

تتواصل ردود الفعل العربية والخليجية على تقرير الأمم المتحدة، الذي أدرج التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن  ضمن اللائحة السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال في النزاعات والحروب.

واتفقت المصادر الدبلوماسية، التي تابعت التقرير، على أن هنك ما يبرر الريبة في التقرير والقرار، شكلا ومضمونا وتوقيتا، فالمعلومات التي استند إليها مضللة، وما ترتب عليها من نتائج غير لائق بحق من أرادوا لليمن الخلاص من الميليشيات الانقلابية والتطرف والإرهاب بأشكاله.

وتعتقد المصادر أنّ المسألة  تتعدى مجرد خطأ ارتكبته البيروقراطية الأممية في المساواة بين التحالف، الذي يريد لليمن الأمن والاستقرار تحت مظلة  الحكومة الشرعية، وبين الميليشيات الحوثية الانقلابية، التي تريد لليمن الهلاك والدمار وللمنطقة عدم الاستقرار.

جيبوتي أم عدن؟

وتنوّه المصادر المطلعة إلى أن الامم المتحدة  تعلم تماما أن دول التحالف اتخذت، منذ البداية، وتتخذ إلى الآن، كافة إجراءات الحماية وفقا للقوانين الدولية والأعراف العسكرية، وتتحرك تحت مظلة القرار الأممي رقم 2216  بشأن اليمن، ورغم ذلك يتم التعامل معها على قدم المساواة مع جماعات خارجة على القانون تقوم بقصف المدنيين وبضمنهم الأطفال، عن سابق قصد وتصميم.

تتساءل المصادر، هنا، عن سرغياب الأمم المتحدة عن أرض اليمن، التي يدّعي تقريرها العلم بكل شيء عما يحدث فيه.

وتمضي المصادر في تساؤلها حول أسباب  تفضيل استمرار الأمم المتحدة بإدارة عملياتها بخصوص اليمن من جيبوتي، وليس من جنوب اليمن الذي أصبح محررا بالكامل وتحت سلطة الحكومة الشرعية نفسها المعترف بها دوليا.

استهداف وتبادل أدوار

وترى المصادر أن التوقيت الذي جاء فيه التقرير يدفع إلى قبول الشكوك بالدوافع بعيدة المدى لمن يقف وراءه، بل وبصلته المحتملة بما يتردد عن استهداف مباشر للمملكة العربية السعودية التي تعمل على ترتيب علاقاتها الدولية، سياسيا واقتصاديا، في ضوء ضبابية الموقف الأمريكي إزاء قضايا المنطقة.

وتذهب المصادر إلى أبعد من ذلك، متسائلة عما إذا كان قرار إدراج التحالف بقيادة السعودية على القائمة السوداء جزء من حملة الابتزاز السياسي التي تمارسها واشنطن ضد السعودية، وبما يعزز الشكوك بتبدل أولويات الولايات المتحدة في المنطقة منذ توقيع الاتفاق النووي مع إيران.

و تؤكد المصادر أنه في هذا السياق يصبح بالإمكان قبول التحليل القائل إن تركيز الأنظارعلى اليمن في هذا التوقيت عبر تقرير الأمم المتحدة، غير المنصف بحق التحالف العربي وعملياته، هو هدف مقصود لذاته، وبما يندرج في إطار تبادل الأدوار بين الولايات المتحدة وروسيا، إذ يشهد العراق، تحت الأنظار الأمريكية، انتهاكات وجرائم تطال المدنيين في المناطق السنية، فيما شهدت سوريا وتشهد النتائج المدمرة لقصف روسيا وايران والنظام السوري للمستشفيات والمناطق المدنية، في ما يرقى إلى جرائم الحرب التي لا ذكر لها في التقارير العتيدة للأمم المتحدة.

شق التحالف

ووفقا للمصادر، فإن قائمة الشكوك بالنوايا الخفية لمن يقف خلف تقرير الامم المتحدة، الذي وضعت نتائجه المضللة التحالف العربي على لائحة الاتهام السوداء، لها صلة أيضا بالمحاولات المتكررة الفاشلة لزرع الانقسام في صفوف التحالف العربي، وتشجيع أطراف فيه على الخروج منه، وهي المحاولات المرتبطة بالمساعي الفاشلة لتشويه الجهود الخليجية المبذولة لإيجاد حل سياسي من خلال المفاوضات الجارية حاليا في الكويت.

وتختم المصادر بالتساؤل الاتهامي القائل: ماذا يعني وضع التحالف العربي، الذي يتحرك باسم الشرعيتين اليمنية والدولية وقبل ذلك الشرعية الإنسانية، على قدم المساواة الاتهامية مع جماعات  خارجة على القانون تتعمد قتل المدنيين بالقصف، والأطفال بالقتل المتعمد ؟

وتعاود المصادر هنا التأكيد أن مثل هذا التقرير، مضمونا وتوقيتا، لا يخدم  مساعي الحل السياسي المنشود، الذي يعيد لليمن أمنه واستقراره المفقود، إن لم يكن شجّع الحوثيين بالفعل على مواصلة تعنتهم في مفاوضات الكويت، وصولا إلى اجهاضها بدعم من الأمم المتحدة هذه المرة للأسف الشديد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com