اعتذار حوثي لأمريكا.. عداء علني وتقارب خلف الكواليس
اعتذار حوثي لأمريكا.. عداء علني وتقارب خلف الكواليساعتذار حوثي لأمريكا.. عداء علني وتقارب خلف الكواليس

اعتذار حوثي لأمريكا.. عداء علني وتقارب خلف الكواليس

قالت مصادر سياسية يمنية، الإثنين، إن الحوثيين قدموا اعتذارًا رسميًا لواشنطن، عن حادثة استيلائهم على مقر السفارة الأمريكية في صنعاء، أواخر عام 2014، في موقف اعتبره مراقبون يتناقض مع التوجهات الحوثية المعلنة، حيث أن الجماعة الشيعية لطالما تغنت بشعار "الموت لأمريكا".

ونقلت وسائل إعلام يمنية، عن مصدر سياسي في مفاوضات الكويت، قوله، إن "رئيس وفد الحوثيين، محمد عبدالسلام، قدم اعتذارًا للسفير الأمريكي فـي الكويت، على خلفية ما حدث مـن مضايقات واعتداء عـلى طاقـم الـسـفارة الأمريكية وجنود المارينز أثـناء مغادرتهم مطار صنعاء، والاسـتـيـلاء على سيارات الـسفارة عـقـب اجتياح الـحوثيين لصنعاء".

وقال عـبدالسلام للسفير –بحسب المصدر- "نأسـف لـحـدوث تـلـك الـتـجاوزات غير المنهجية في ثقافتنا، والخارجة عن إرادة قيادتنا، وأنها حدثت نتيجة للإرباك الذي حصل خلال تلك الفترة الحرجة"، بحـسب تعـبيره.

وأشار المراقبون إلى أن "هذا الاعتذار الحوثي، يعزز ما ذكرته تقارير صحافية، مؤخرًا، بشأن تقارب أمريكي حوثي، ظهر جليًا أولًا في ضغوطات واشنطن على الحكومة اليمينة لتقديم تنازلات للحوثيين، ثم في اعتذار عبدالسلام للسفير الأمريكي في الكويت".

وكانت تقارير أشارت إلى أن واشنطن "مارست في الآونة الأخيرة ضغوطًا مكثفة على التحالف العربي والحكومة اليمنية الشرعية، من أجل القبول بتسوية سياسية يحصل فيها الحوثيون على تنازلات كبيرة".

وكان السفير الأمريكي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، ألمح في معرض رده على أحد الصحافيين قبل نحو عامين، بأنهم يتعاملون مع شعار الموت لأمريكا باعتباره مجرد استهلاك إعلامي.

وكانت الأوساط اليمنية أبدت دهشتها من تغاضي واشنطن عن إدراج الحوثيين ضمن لائحة الإرهاب، على الرغم من انتهاكاتهم العديدة بحق اليمنيين، وفقًا لما تؤكده مصادر محلية وحقوقية.

قاعدة صلبة

وبشأن محادثات السلام، التي تجريها الأطراف اليمنية في الكويت، أكد وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي، عبدالملك المخلافي، أن "مشاورات الكويت فرصة لليمنيين من أجل إحلال السلام".

وقال المخلافي في كلمة ألقاها في افتتاح جلسة المشاورات، اليوم الاثنين، بحضور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، ووفد الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح: "الآن هي فرصة أخيرة لنا جميعًا لنثبت أننا جئنا فعلًا من أجل السلام، وأننا سنقدم كل ما يمكن تقديمه من مرونة وحتى تنازلات في سبيل شعبنا وفي سبيل السلام، ونأمل بأن يكون لدى الطرف الآخر نفس الرغبة ونفس الاستعداد".

وأضاف المخلافي "لدينا الثقة والأمل بأننا الآن سنعمل على قاعدة صلبة، ولدينا الاستعداد والحرص لتقديم كل ما يمكن أن يسهل إنجاح هذه المشاورات على أساس هذه القاعدة الصلبة، وأن نقدم لشعبنا وفي أقرب وقت وبمناسبة ذكرى قيام الجمهورية اليمنية ومع قرب رمضان، ما يؤدي إلى السلام وعودة الاستقرار إلى وطننا على الأسس الثابتة".

وشدد على أن "الوفد الحكومي جاء اليوم بتأكيد واضح على المرجعيات، وعلى ما تم الاتفاق عليه حتى الآن، وعلى ما جاء في لقاء الرئيس عبدربه منصور هادي، مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعلى ما جاء في رسالة المبعوث الأممي، ونأمل أن تكون مناقشاتنا هذه المرة مختلفة".

وعقد المشاركون في مشاورات السلام اليمنية، الاثنين، جلستين لاستكمال بحث عدد من القضايا الرئيسية والأطر المقترحة للاتفاق عليها، تماشيًا مع القرارات الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216.

وتخلل جلسات اليوم عقد لقاءات "منفردة" بين ولد الشيخ والأطراف اليمنية، لبحث عدد من بنود الأجندة بما يتوافق مع الأولويات والمستجدات، وذلك لضمان نجاح سير المشاورات.

يذكر أن وفد الحكومة اليمنية علق الثلاثاء الماضي، مشاركته في مشاورات الكويت، بعد مرور نحو شهر على انطلاقها، احتجاجًا على رفض وفدي الحوثي وصالح، الالتزام بالمرجعيات والشرعية، والانسحاب من المدن، وتسليم السلاح.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com