‫توتر في صنعاء مع تسابق صالح والحوثي للقفز من سفينة التمرد الغارقة‬
‫توتر في صنعاء مع تسابق صالح والحوثي للقفز من سفينة التمرد الغارقة‬‫توتر في صنعاء مع تسابق صالح والحوثي للقفز من سفينة التمرد الغارقة‬

‫توتر في صنعاء مع تسابق صالح والحوثي للقفز من سفينة التمرد الغارقة‬

تسود حالة من التوتر والترقب لما ستؤول إليه مواجهة مستعرة بين طرفي تحالف التمرد، المخلوع علي عبدالله صالح، وميليشيا الحوثي، في ظل دعوة كل طرف لإقامة فعالية منفصلة بمناسبة الذكرى الأولى لعملية عاصفة الحزم، ما يؤكد قرب وصول العلاقة بينهما إلى مرحلة الانهيار التام.

وأمرت ميليشيا الحوثي بمنع الطلاب والموظفين الحكوميين، من التوجه إلى ميدان السبعين في صنعاء، حيث من المقرر أن يُقيم أنصار صالح فعالياتهم المرتقبة، اليوم السبت، كما وزعت تعميمًا على خطباء المساجد، حذرت فيه من المشاركة في تلك الفعالية، فيما أصدرت قرارًا بإقامة فعالية أخرى منفصلة.

ويقول مراقبون للشأن اليمني، إن "الانشقاق بين الطرفين، ازداد وظهر للعلن جليًا، مع دعوة كل منهما لإحياء الذكرى الأولى لعاصفة الحزم، في وقتين وموقعين مختلفين في صنعاء، اليوم السبت".

وكتب القيادي في حزب صالح، كامل الخوداني، على صفحته في "فيسبوك": "آخر إبداعاتهم، جمعوا عقال الحارات، وخطباء المساجد، ووزعوا  عليهم عشرة آلاف مسبحة وختمه وملزمه، وطلبوا منهم توعية الناس وتحذيرهم من الخروج في مسيرة المؤتمر لأنها مسيرة فتنة".

وأضاف الخوذاني، "لأنكم بلا وطنية، بل تجار وطنية ودماء، استغليتم معاناة ومظلومية الناس بسبب ارتفاع البترول والفساد، لتستولوا على الدولة تحت شعاراتكم المزيفة".

ولم يكن منشور الخوداني الجارح لحليف حزبه هو الوحيد، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن صفحات نشطاء طرفي التمرد، زخرت بالكثير من المنشورات والتغريدات، والتي كالوا من خلالها التهم لبعضهم، وتبدلوا  السباب والشتائم، إضافة إلى تراشق إعلامي بين الطرفين عبر وسائلهما الإعلامية، المرئية منها والمقروءة، في صورة أظهرت حجم التصدع الذي وصلت إليه العلاقة بينهما.

وتعليقًا على ذلك، قال الصحافي اليمني حسين حنشي، في تصريح لـ إرم نيوز، إن "الانقسام بدأ قبل دعوتهما لفعاليات اليوم، التي أظهرت الخلافات إلى العلن، فتحالفهما الذي نتج عن طموحات إيرانية، وشعور انتقام لدى صالح من ثورة 2011، كان يحمل بذور الخلاف في داخله منذ البداية".

وأضاف حنشي، "صحيح أن تحالف التمرد أظهر تعاونًا في البداية، إلى أنه وبعد عام من ضربات التحالف العربي وإصراره على الحسم، كان لا بد أن تطفو الخلافات إلى السطح لأن هناك من يريد أن يترك السفينة الغارقة"، على حد تعبيره.

ورأى أن "الفعاليات المرتقبة ستكون لها انعكاسات كبيرة على الشارع المؤيد للطرفين، وستجعل كل طرف يقدم تنازلات أكبر للفوز برضى الحكومة الشرعية والتحالف، حتى يكون هو في سفينة المستقبل بعد الحل السياسي".

وتابع "يبدو أن التحالف العربي اختار حليفه بعنايه حيث أن الحوثيين أضعف من صالح، ومن السهل السيطرة عليهم، كونهم لا يملكون أدوات الدولة العميقة، التي تعد سلاحًا بيد صالح، والتي ستعوق تطبيع الحياة في المستقبل، وواضح أن صالح سيكون الخاسر الأكبر".

من جانبه، قال الناشط السياسي عبدالباسط القاعدي، أن "الانقسام هو تعبير عن خلاف حقيقي بين الحوثي والمؤتمر، ومؤشر على حالة الإنهاك التي وصل إليها الطرفان، لذا لجأ الطرفان لتفعيل أدوات السياسة المتمثلة بالمظاهرات وحشد الشارع، على حساب أدوات العنف".

وأضاف القاعدي، في حديث لـ إرم نيوز، "كما أن مؤشرات اقتراب الحل السياسي تدفع تحالف الحوثي والمؤتمر، إلى نقطة النهاية، كون تحالفهما بدأ يفقد أسباب بقائه".

وأشار إلى أن "الحشد، محاولة استعراض عضلات وإظهار الحجم الحقيقي لكل طرف، لتحديد حصته في التفاهمات السياسية المقبلة"، مضيفًا "لكل طرف أهدافه الخاصة من وراء الحشد ويحمل رسائل متعددة سواء لبعضهما البعض أو الداخل والخارج".

وشدد على أنه "إذا انتعشت فرص الحل السياسي على حساب الحرب، فمسألة  تفكك تحالف الحوثي والمؤتمر أصبحت حقيقة".

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد حرمل: "المهرجان الذي دعا له المخلوع صالح في صنعاء، كان نتاجا طبيعيا للتقارب السعودي الحوثي، فصالح أراد من هذه الاحتفالية أن يوجه عدة رسائل".

وأضاف حرمل، "أراد صالح أن يقول للمجتمع الدولي، إنه  ما زال يتمتع بشعبية، وإن قرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦، المؤيد لعبدربه منصور هادي والداعم بعودة الشرعية، يصعب تطبيقه".

وتابع "وأراد صالح أن يقول للسعودية، من خلال تجمهر أتباعه، إن أي تسويات يجب أن تتم معي وليس مع الحوثيين".

لكن حرمل يرى أن "الحوثيين هم الأقرب للدخول في تسوية سياسية مع قوات التحالف، وذلك لعدة أسباب أولها أن معقلهم الرئيس يقع في صعدة وهي مساحة جغرافية محاذية للسعودية، لذا من الضروري تأمين الحدود الجنوبية للمملكة".

وشدد على أن "مصلحة اليمن وجيرانه، في عدم استبعاد الحوثيين من أي تسوية قادمة، لأن إقصاءهم سيجعلهم عبارة عن لغم موقوت قابل للانفجار في أي لحظة".

وتابع "إن قَبَلَ الحوثي، بالتخلي عن السلاح والعودة إلى العملية السياسية، فإن أي مكاسب سيحققها في المفاوضات، ستكون مؤقته، باعتبار عدم تواجدهم سياسيًا في معظم المحافظات، وباعتبارهم أقلية مذهبية".

محادثات السلام

ويرى محللون سياسيون أن "الانتقال إلى عملية سياسية تصالحية شاملة في اليمن، ينضوي تحتها جميع الأطراف والتيارات والاتجاهات بمن فيهم جماعة الحوثي صالح، هو المدخل لاسقرار طويل الأمد يُخرج اليمن من زمن الحروب والصراعات المسلحة وحالة الاستقطابات الحزبية والقبلية المزمنة".

وأضافوا أن "ثمة مؤشرات كبيرة ومهمة لنجاح الجولة القادمة من محادثات السلام اليمنية المزمع عقدها في الكويت في نيسان/ أبريل المقبل بإشراف الأمم المتحدة، تشارك فيها جميع أطراف الأزمة، لعل أبرزها قبول فرقاء الصراع في اليمن وقف إطلاق النار".

وتابعوا "وهناك مؤشر آخر لنجاح محادثات الكويت وهو ما سُرب مؤخرًا عن تفاهمات بين السعودية وجماعة الحوثي حول قبول الأخيرة شروط السلام بعد خسارتها المواجهة العسكرية".

ويقترح باحثون ومحللون خليجيون "إطلاق خطة مارشال خليجية شاملة لإعادة بناء اليمن سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وإعادة بناء مؤسسات الدولة والتعليم والصحة والمواصلات، وتأهيله لإمكانية أن يصبح عضوًا فاعلًا في منظومة مجلس التعاون الخليجي". لكن هذا الاقتراح يبقى رهن ما ستسفر عنه محادثات السلام في الكويت.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com