ألغام الحوثيين في تعز تُؤجل طي صفحة الحصار
ألغام الحوثيين في تعز تُؤجل طي صفحة الحصارألغام الحوثيين في تعز تُؤجل طي صفحة الحصار

ألغام الحوثيين في تعز تُؤجل طي صفحة الحصار

لم يعد للحوثيين وقوات صالح وجود يذكر على أرض مدينة تعز المحررة، لكن "ألغامهم" التي وزعوها بـ"عدالة" في كل شوارع المدينة قبل انسحابهم، ما زالت تعكر صفو ساكني مدينة تخلصوا، للتو، من حصار خانق فرض عليهم لأكثر من عام.

فرحة سكان تعز بتحريرها منقوصة لحد الساعة، بفعل الألغام والمتفجرات التي تعيق حرية الحركة في شوارعها، خصوصا وأن الحياة بدأت تعود لسابق عهدها، معلنة نهاية عام "الرمادة" بنسخته اليمنية.

الجيش اليمني، دق ناقوس الخطر النائم، محذرا السكان في مدينة تعز من التحرك في شوارع ومناطق بعينها، تبدأ من ضاحية الحصب ومعسكر اللواء 35، مرورا بمعبر الدحي، وصولا إلى ضاحية الضباب، لأنها تحتوي على ألغام مزروعة قد تنفجر في أي لحظة.

أما المجلس العسكري في تعز، فقد دعا بدوره المدنيين لتجنب السير في تلك الشوارع والطرقات، "حتى يتم الإعلان عن نزع كامل الألغام منها".

عرقلة المساعدات

خطر الألغام في تعز، لم يشل حركة المواطنين فقط، وإنما أعاق خط سير المساعدات الإنسانية، التي تقاطرت على المدينة منذ إعلان كسر الحصار عنها.

وقال مراقبون، إن الألغام المزروعة في تعز من قبل الحوثيين وقوات المخلوع، ستعيق توزيع المساعدات وإيصالها إلى المناطق المنكوبة في المحافظة، فضلا عن حالة الرعب التي باتت تسيطر على المدنيين خشية التنقل بين جنبات المدن وفي أنحاء المحافظة.

ورغم أن حجم المساعدات، التي وصلت حتى الآن لا تلبي كافة الاحتياجات، إلا أنه تم تسجيل وصول 14 ألف سلة غذائية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قادمة من عدن، والتي تأتي عقب قافلة مساعدات طبية تضمنت 4500 أسطوانة أوكسجين لتغذية النقص الحاد في المستشفيات، إلا أن رجال الإغاثة لم يستطيعوا إيصالها لبعض أحياء تعز بفعل خطر الألغام.

ذكريات مؤلمة

شهادات سكان المدينة، وتقارير المنظمات الإنسانية، تروي فظائع المليشيات ومرارة المعاناة، التي عايشها سكان تعز على مدار عام من الألم النبيل، حيث كشفت تقارير أن الانقلابيين، زرعوا الألغام المضادة للأفراد في المناطق التي انسحبوا منها، أو التي يخشون أن يتقدم إليها الجيش اليمني وعناصر المقاومة الشعبية.

وقد وثق السكان، مقتل 12 شخصًا بفعل الألغام بينهم طفل، و5 نساء، كما جرح 11 شخصًا بينهم طفلان وامرأة واحدة، كما قتل الحوثيون في الفترة ما بين 15 مارس 2015 وحتى فبراير 2016، 1123 مدنيًا، من بينهم 217 طفلا و122 سيدة، بينما بلغ عدد الجرحى 7230 مدنيًا، من بينهم 1710 أطفال و1091 سيدة.

هذه المعطيات مجتمعة في تعز الخارجة لتوها من حصار خانق، تجعل منها مدينة تحاول التكيف مع مستجدات وتحديات ما بعد التحرير، والتي يتصدرها في المقام الأول الهاجس الأمني، وخطر الألغام، التي قد تعصف من حين لآخر بهدوء نسبي يسود المدينة في انتظار إزاحة مخلفات التمرد، واكتمال فرحة التحرير الموعود.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com