روسيا تتربص بالسعودية في اليمن لعرقلة تدخلها في سوريا
روسيا تتربص بالسعودية في اليمن لعرقلة تدخلها في سورياروسيا تتربص بالسعودية في اليمن لعرقلة تدخلها في سوريا

روسيا تتربص بالسعودية في اليمن لعرقلة تدخلها في سوريا

من جديد تلعب روسيا دور المتربص بـ"الحسم الموعود" في اليمن، من خلال دعوتها مجلس الأمن الدولي لعقد جلسات لبحث ما أسمته "الوضع الإنساني في اليمن"، هذا هو الجانب المعلن من استفاقة الدب الروسي وشعوره بـ"إنسانية" تغافل عنها يوم كان المتمردون يعيثون فساداً في المحافظات اليمنية تباعاً، لكنه في باطن الدعوة الروسية سعي حثيث يسابق الزمن لوأد حلم استعادة صنعاء من قبضة الانقلابيين.

ويقرأ خبراء السياسة في التحرك الروسي صوب مجلس الأمن، من زوايا عديدة لعل أبرزها أن صانع القرار في موسكو، وجد نفسه أمام خيارات محدودة وتطورات ما كانت في الحسبان، فالسعودية تجاوزت فلسفة المقايضة مع روسيا، إلى "قرار لا رجعة فيه" بالتدخل البري في سوريا، وما مناورات "رعد الشمال" إلا مؤشرات على جدية الرياض، المدعومة من إخوتها في الخليج العربي ودول إسلامية أخرى.

ويقول مراقبون، إن السعودية أتبعت إعلانها التدخل في سوريا، بقرار آخر لا يقل أهمية في اليمن، من خلال مطالبتها للمنظمات الأممية بمغادرة صنعاء لحسم المعركة فيها، عندها أدركت روسيا، أن عجلة الأحداث تجاوزتها فبادرت بدعوة طارئة لمجلس الأمن الدولي، علها تستعيد جزءً من بريقها المفقود في أكثر من جبهة، والمهدد في سوريا حال التدخل البري السعودي ـ التركي المنظور.

التحركات الروسية في الساعات الأخيرة، توضح بما لا يدع مجالا للشك التخبط الروسي، واستشعاراً لخطر بات محدقا بأطماعها في سوريا، بعد أن بات سقوط حليفتها إيران في اليمن مسألة وقت لا أكثر، من هنا بادرت موسكو إلى محاولة بعث مبادرتها السابقة بشأن الأزمة اليمنية من مرقدها، وهي تدرك تماما أن "لعبة الوقت" لن تأخر حسم معركة صنعاء، ولن تقنع السعودية بمقايضة الملف اليمني بالسوري، وإن كانت إدارة بوتين تبحث عن تنازلات من أي نوع، حتى ولو كلفها ذلك محاولة إقناع الرياض من جديد بأن التدخل الإيراني في الأزمة السورية، لا يشكل خطراً على أمنها القومي عكس اليمن، وإن كان القرار السعودي بالتدخل البري في سوريا حازماً ومنطلقاً من قراءة مفادها، أنه من دون إفشال مشروع إيران في سوريا، فإن أي تسوية في اليمن لن تغير الكثير من طبيعة النفوذ الإيراني في المنطقة.

الخبث الروسي

ويقول العارفون بدهاليز السياسة الروسية، إن لجوء موسكو لمجلس الأمن لتحريك الملف اليمني في هذا التوقيت بالذات، يعد استمراراً لمبادرتها التي أعلنت عنها بالتزامن مع مفاوضات "جنيف 3" بشأن سوريا، وهي تتخطى القرار 2216، حيث يراد منها فرض حل سياسي على الفرقاء اليمنيين خارج إطار القرار الدولي المذكور، والقائم في الأساس على إنهاء الانقلاب الحوثي.

واعتبر إعلاميون سعوديون، في تغريدات عبر موقع "تويتر"، أن الحراك الروسي الحالي، يكشف أن "إدارة بوتين تسعى للغدر بالمملكة في مجلس الأمن". مؤكدين أن الحل يكمن "في أن يتم تحرير صنعاء أسرع منهم".

وذهب آخرون، إلى القول إن الدب ثار في الوقت الضائع، محاولا احتواء موقفين بارزين، هما التحركات السعودية الأخيرة تجاه الأزمة السورية وانضمام تركيا إليها من جهة، فضلا عن تقدم التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية صوب العاصمة اليمنية صنعاء، والذي ينبئ بقرب انتهاء جزء كبير من معركة اليمن لصالح الشرعية، وهزيمة الحوثيين حلفاء إيران، ما يعني أن محاولات الروس إنقاذ انقلابيي اليمن هذه المرة بمثابة طبيب بعد الموت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com