تزايد أعداد الفارين من صفوف المليشيات في صنعاء
تزايد أعداد الفارين من صفوف المليشيات في صنعاءتزايد أعداد الفارين من صفوف المليشيات في صنعاء

تزايد أعداد الفارين من صفوف المليشيات في صنعاء

في خطوة تعكس حالة التخبط التي يعيشها الانقلابيون في صنعاء، أعلن الحوثيون حالة الاستنفار بعد تواتر أخبار عن تزايد أعداد المستسلمين من قوات الحوثي لمقاتلي المقاومة وجلّهم من الشبان والأطفال، فيما ألقى كثيرون أسلحتهم بحثاً عن فرص نجاة قليلة، أفضلها الافلات من الوقوع في الأسر.

وقد نشرت المليشيات الحوثية، المزيد من الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش، في عموم شوارع وأزقة العاصمة اليمنية، في مسعاها لملاحقة الفارين من جبهات القتال.

وقال شهود عيان، إنهم شاهدوا مقاتلين حوثيين يسلمون أسلحتهم، وبعضهم يرميها، في مشهد استسلامي يحمل دلالات عدة، أبرزها حالة الانهيار المعنوي، التي بات مسلحو المليشيات يتخبطون فيها بعد تضييق الخناق عليهم، كما أن رغبة الكثير من قوات المخلوع صالح في الاستسلام، فاقمت من شكوك الحوثيين حول تنسيقهم مع المقاومة لضمان مخرج آمن.

وأرجع متابعون للشأن اليمني، هروب عناصر الحوثي من جبهات القتال، إلى التقدم السريع للجيش الشرعي وقوات المقاومة من جهة، وإلى إحساس مقاتلي صالح والحوثي، أنهم باتوا في مرمى نيران قوات الشرعية، في وقت تتسارع فيه وتيرة هروب قيادات الحوثي وعائلاتهم إلى إيران، وهو ما جعل المقاتلين في الجبهات يحسون أن قياداتهم تخلت عنهم، وباتت تبحث عن مخرج آمن، وتركتهم لمواجهة مصيرهم المجهول.

انشقاقات.. واحتجاز

ويرى مراقبون، أن آخر ضربة تلقتها مليشيات الحوثي، تمثلت في موجة الانشقاقات الأخيرة في صفوف الحرس الجمهوري القوة الضاربة للمخلوع، خصوصا بعدما أعلنت بحر هذا الأسبوع سرية مكونة من 50 جندياً وضابطاً انشقاقها ودعمها للقوات الموالية للحكومة في بلدة نهم شرق صنعاء.

ولا يستبعد محللون، أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من الانشقاقات؛ ما قد يجعل معركة صنعاء أسهل مما كان متوقعاً، مؤكدين أن انهيار معنويات المقاتلين الحوثيين، جاء بعد خسارة سلطة الانقلاب للجزء الأهم والأكثر احترافية من مقاتليها بفعل انشقاق أعداد كبيرة من قوات صالح، ورفضها مواصلة القتال في حرب خاسرة، تعتقد أنّ كسبها بات مستحيلا وأنّ الهزيمة هاهنا حتمية.

الأخبار الواردة من صنعاء، لا تسر البتة الانقلابيين، الذي يتجرعون الهزائم في غالبية جبهات القتال، وخصوصا في محيط صنعاء، بعد أن فرضت القوات الموالية للرئيس هادي، حصاراً مطبقا على الميليشيات من ثلاث اتجاهات، وسط قصف مكثف لطيران التحالف العربي.

ولأن طرفي الانقلاب يتعاملان مع مستجدات الميدان، بردات الفعل الاستفزازية، بادر الحوثيون باحتجاز كبار قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، أثناء تواجدهم في منزل الشيخ علي المقدشي بالعاصمة صنعاء أمس الأربعاء، مستغلين وجود أمين عام حزب المؤتمر عارف الزوكا ويحيى دويد وجليدان حميد جليدان وقيادات مؤتمرية أخرى، وكادت أن تعتقلهم لولا تدخل وساطات قبلية.

وكشفت مصادر قبلية، أن مليشيا الحوثي تعاملت مع عارف الزوكا وقيادات المؤتمر بشكل مهين للغاية وبالغت في إذلالهم.

نهاية ديكتاتور

 ولا يخفي اليمنيون عموما، وخصوصاً من عاشوا الأمرين في صنعاء تحت سلطة الحوثيين، سعادتهم في أن تشكل التطورات الحالية، بداية النهاية للانقلاب على الشرعية، ويرى بعضهم أن الأهم في عملية تحرير صنعاء، أنها سترسم ملامح المصير المحتوم الذي ينتظر المخلوع صالح، الذي يعتبرونه مجرم حرب، بعد ارتكابه جرائم وحشية من بينها اجتياح الجنوب، والانقلاب على مشروع الوحدة السلمي، الذي تم بين اليمن الجنوبي والعربية اليمنية في مطلع تسعينيات القرن الماضي.

ويقول إعلاميون يمنيون، إن "اعتقال المخلوع ومحاكمته هو ما ينتظره اليمنيون من الشرعية والتحالف العربي، لإعادة رسم بلد عربي كاد أن يسقط في يد القوى الفارسية".

ويرى آخرون، أن انشقاقات الحرس الجمهوري، واستسلام الحوثيين ورمي سلاحهم والهروب من جبهات القتال، كلها مؤشرات على انفراط عقد الانقلاب في اليمن، ومقدمات لنهاية ديكتاتور أهلك الحرث والنسل ليعيش ممسكاً بوطن "المصالح" الكامن في مخياله، إلا أنه قد يشرب من ذات الكأس التي سقى منها الكثيرين من أبناء بلده، خصوصا بعد أن اهتزت صورته أمام من كانوا يعتبرونه "زعيماً"، وبات مشرداً في المدينة خائفاً حتى من حليفه الحوثي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com