عدن النازفة "تبتسم"
عدن النازفة "تبتسم"عدن النازفة "تبتسم"

عدن النازفة "تبتسم"

بدا سكان عدن، جنوب اليمن، عازمون على رسم البسمة على وجوههم في رسالة تحدي لتطبيع الحياة بعد شهر دام شهدت المدينة خلاله سلسلة هجمات وعمليات اغتيال سلطت الضوء على الصعوبات التي يواجهها السكان الباحثون عن الأمن.

ويتسابق سكان عدن في الفعاليات المجتمعية الهادفة إلى نشر قيم التعايش المجتمعي السلمي ونبذ العنف والفوضى والتطرف .

تقول المذيعة العدنية والناشطة الحقوقية البارزة رندا عكبور لشبكة إرم الإخبارية إنه على الرغم من كل ما يحدث في عدن من إراقة للدماء في الشوارع يومياً من خلال الاغتيالات والتفجيرات إلا أن أبناء عدن يعلنون صمودهم ومواجهتهم لهذا الإرهاب، برسائل للعدو مضمونها أن عدن مدينة السلام والتعايش والحب ستبقى كذلك "رغم كل ما تعيثونه، من ترهيب وإقلاق للسكينة العامة وبث للرعب ونشر للإرهاب".

أطفال عدن



وانضم أطفال المدينة لهذا التوجه بتظاهرة من موقع التفجير الأخير الذي طال حاجزا أمنيا في منطقة العقبة بين مديريتي كريتر والمعلا حاملين لافتة، كتبوا عليها "أرواحنا أمانة في أعناقكم"، مطالبين قوات التحالف العربي بدعم تأمين عدن.

وقال الناشط الحقوقي العدني ناصر البكري لشبكة إرم الإخبارية إن أطفال عدن اختصروا معاناتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم بعبارة واحدة لعلها تصل إلى دول التحالف العربي الذين أنقذوهم سابقاً من بطش وجبروت ميليشيا الحوثي وصالح، آملين منهم إنقاذهم الآن من تلك الخلايا الإجرامية المرتبطة بتلك العصابات الإرهابية التي تستخدم عدن ورقة ضغط سياسي، معكرين على أطفال عدن صفو طفولتهم وحياتهم .

وترى عكبور أن أبناء عدن يرسلون رسائل عدة شعارها التحدي والصمود وملامحها التحضر والرقي، مرة نجد شباب عدن ينظمون حملة لتنظيف الشوارع، وتزيين الطرقات، وتارة أخرى نجد أطفالها يرفعون رسائل في منطقة التفجير تقول لهم: "نحن شعارنا الأمن والأمان".

"لن ترهبوننا"



وأطلق عدد من أبناء عدن حملة صورية مجتمعية أسموها "لن ترهبوننا"، وهي عبارة عن حملة توعوية تهدف إلى تحدي الإرهاب ونبذ العنف والتطرف وبث روح التحدي في نفوس الأهالي، مناشدين عبرها كافة أهالي المدينة مساعدة قوات الأمن للتصدي للجماعات الإرهابية وتثبيت الأمن والاستقرار في عدن .

شارك في هذه الحملة الآلاف من أبناء عدن رجالا ونساء ومن مختلف أطيافهم وتوجهاتهم، كالناشطين السياسيين والحقوقيين والرياضيين ورجال الأعمال والشخصيات الاجتماعية والصحفيين والمثقفين .

يقول ناصر البكري أن كل فئات المجتمع أعربت عن استنكارها ونبذها للعمليات الإرهابية بفعاليات في الشوارع، مثل حملة #لن_ترهبوننا لحث الناس على تجاهل الخوف وممارسة حياتهم الطبيعية.

فعاليات رياضية

وساهم رياضيو عدن من النشء والشباب في تحدي الإرهاب ونبذ العنف والتطرف، من خلال إقامة مسابقات رياضية كروية في مختلف مديريات المحافظة الثمانية، حيث تقام في الملاعب الشعبية المعروفة إلى جانب شواطئ المدينة الواسعة، ما بعث ارتياحا واسعا بين أوساط المواطنين وخفف معاناتهم جراء الانفلات الأمني.

وأقيم عصر الأحد ماراثون رياضي مصغر شارك فيه عدد كبير من الشباب من مختلف مديريات عدن بصورة تنافسية رياضية، انطلقوا فيه من مديرية المعلا صوب ساحة العروض بمديرية خورمكسر.



ويهدف الماراثون بحسب منظميه إلى تحدي الإرهاب ونشر السلام وقيم التعايش السلمي، ضمن مشروع المساحات الآمنة الذي يهدف إلى جعل عدن بكامل مدنها ومناطقها أرضا آمنة خالية من الإرهاب والتطرف .

تقول الناشطة الحقوقية في مؤسسة الضياء للحقوق والتنمية تسهيد عاصم لشبكة إرم الإخبارية إن فعالية المارثون هي تأكيد على أن عدن وكل أبنائها ومحبيها لن يقفوا عند أي عثرات وسيتابعون تحرير وإعمار وتثبيت الأمن في مدينتهم.

وأضافت عاصم أن هذه الفعالية الرياضية هي بمثابة إعادة الثقة ﻻبناء عدن والتأكيد على أنهم يد واحدة أمام تحديات المرحلة وأنه يتوجب عليهم قيادة الدينة إلى بر الأمان. مشيرة إلى أن المخاوف والفوضى تقتل الأمل و "سنستمر بعكس ذلك بفعالياتنا ومبادراتنا التي تساهم في بث الأمن والأمان وما هذه الفعالية إلا بداية اإنطلاق نحو فرض التحدي على الأرض وذلك بمساعدة محافظ عدن ومدير أمنها ."

من جانبها لفتت المذيعة رندا عكبور إلى أن هؤلاء الشباب من خلال هذا الماراثون يريدون أن يقولون من خلاله، نحن هنا نعلن أن عدن لم ولن تخضع لإرهابكم، وأن عدن لازالت مدينة الحب والسلام والرياضة وكل شيء جميل في هذه الدنيا .

بوادر خير

ونظم عدد من أبناء محافظة شبوة فعالية مجتمعية في عدن تهدف إلى تنظيف وتزيين ساحة العروض بمديرية خورمكسر، وهي الساحة التي تعتبر رمزاً ثورياً للحراك الشعبي الجنوبي الذي نفذ فيها الكثير من فعالياته الثورية خلال السنوات القليلة الماضية .

يقول الناشط مروان الخليفي الناطق الرسمي لفريق حملة بوادر خير لشبكة إرم الإخبارية إن حملة بوادر خير مكونة من فريق شبابي تطوعي أقام مبادرات تطوعية في محافظة شبوة، ونفذ مؤخراً أول مبادرة له خارج محافظته، في عدن تحت شعار "عدن تبتسم".

ويضيف أن الهدف من الحملة رسم الابتسامة على وجوه إخوانهم أبناء عدن و مشاركتهم بناء المدينة من جديد والمشاركة في حفظ أمنها و استقرارها.

وتابع الخليفي أن حملتهم في عدن شملت ثلاث مبادرات هي مبادرة ترميم وتزيين ساحة العروض و ما جاورها، وصنع مظلات من سعف النخل على شاطئي جولد مور والغدير وكليات الطب والهندسة والآداب، إلى جانب مبادرة اللوحة العملاقة والتي توضع فيها بصمات الأيادي لكل من يحب أن يشارك ويترك بصمته تحت شعار (نعم لعدن آمنه وخالية من السلاح) .



وكان مدير خورمكسر عوض مشبح دشن صباح الأحد بحضور كل من مستشار المحافظ لشؤون المديريات عبدالحكيم الشعبي ووكيلان المحافظة خالد الجعملاني ومحمد نصر شاذلي ومدير شرطة خورمكسر نصر عباد وعدد من الناشطين منظمات المجتمع المدني إفتتاح منصة ساحة العروض بعد عمليات ترميمها وتزيينها وانطلاق حملة تشجير محيطها، كما دشن اللوحة العملاقة لجمع البصمات تحت شعار "عدن آمنة وخالية من السلاح".



وقال مشبح في تصريح إعلامي إن السلطة المحلية بخورمكسر ستكون إلى جانب هذه النخبة الشبابية من المبادرات الناجحة التي تعيد لعدن بسمتها وتألقها.

وتقول عكبور: "هذه هي عدن رغم كل ماحدث ويحدث لها إلا أنها بشبابها ونسائها وأطفالها وشيوخها تتجدد كل يوم، وتكتسي بلباس التحدي والصمود".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com