سلاح المصالح يعصف بتحالف الانقلابيين في اليمن
سلاح المصالح يعصف بتحالف الانقلابيين في اليمنسلاح المصالح يعصف بتحالف الانقلابيين في اليمن

سلاح المصالح يعصف بتحالف الانقلابيين في اليمن

الأحداث المتسارعة في صنعاء، وسيناريوهات سقوطها الوشيك، كشفت عن هزات كبيرة قد تعصف بتحالف الحوثيين والرئيسي المخلوع، الذي بُني في الأصل على تناقضات حقيقية غير قابلة للاستمرار، أو هي منتهية الصلاحية في وقتها الحاضر.

الانقلابيون، الذين تحالفوا ضد اليمن والشرعية فيه، من منظور مرحلة شعارها الحفاظ على "مصالح دون وطنية" في إطار الدفاع عن المذهب والعقيدة أو الجغرافيا، أظهرت الأيام الأخيرة أن طلاقهما بات مسألة وقت ليس إلا، خصوصا وأن تمارين تحرير العاصمة صنعاء، تطبخ على نيران هادئة من قبل قيادة التحالف العربي وقوات الشرعية والمقاومة الداعمة للرئيس هادي.

ويرى مراقبون للشأن اليمني، أن صنعاء تعيش على وقع خلافات كبيرة داخل معسكر الانقلابيين، خرجت عن سيطرة الرؤوس الكبيرة بقيادة صالح، وعدوه اللدود بالأمس حليف المرحلة عبد المالك الحوثي، حيث تقطعت الأوصال والاتصالات بينهما، وبات الوعد والوعيد لغة التفاهم الوحيدة بينهما وتابعيهم.

الحقائق على الأرض، تكشف الوجه القبيح لتحالف الحوثي وصالح، وسكين المصالح التي قطعت الخيط الناظم بين منظومة انقلابية، لم يعد الوقت يسعفها لترتيب مواقف أسست في الأصل على تفاهمات مريبة وغير تقليدية، بين أعداء لم تشف غليلهما 6 حروب طاحنة، أرادوا أن تكون خاتمتها حرب أهلية تحرق وطناً بأكلمه.

محللون سياسيون، كشفوا أن المتمردين دخلوا مرحلة النهب الأخيرة، والتي تمثلت في تهريبهم الكثير من العملة الصعبة خارج البلاد، فضلا عن نهب الوزارات الخاضعة لسيطرتهم، وآخرها ما كشف عنه صحفي موال للحوثيين، عندما تحدث عن اختفاء أكثر من مليار ونصف المليار ريال باسم "المجهود الحربي" من موازنة وزارة الدفاع، مشيرا إلى أنها “تلاشت في جيوب اللصوص والفاسدين في الوزارة".

ولم تسلم المساعدات الإنسانية من النهب الممنهج للحوثيين وحليفهم، وهي تصرفات يرى البعض أنها تظهر خوف الانقلابيين من قرب معركة صنعاء، التي قد تكتب نهايتهم ولو مؤقتاً.

مظاهر الخلاف بين المخلوع ومليشيات الحوثي، كثيرة وبارزة للعيان، وأكثرها رواجاً هذه الأيام ورقة الاغتيالات في صفوف الطرفين والتصفية الجسدية، حيث شهدت الأيام الماضية، اغتيالات طالت شخصيات تابعة لجماعة الحوثي، وأخرى تابعة للرئيس المخلوع، في مؤشر يعكس حجم الصراع داخل التحالف الانقلابي، ويكشف بدء حرب باردة بين الطرفين.

ولا يستبعد مراقبون، أن تتصاعد حوادث الاغتيالات، التي قد تطال قيادات الصف الأول للانقلابين، خصوصا بعد تهديدات الحوثيين بسجن صالح.

لعبة الخلاص

ويذهب إعلاميون يمنيون، إلى القول إنه لا أفق لرأب الصدع أو تسوية للخلافات الحالية، وهو ما دفع بالمخلوع في الآونة الأخيرة إلى البحث عن طوق نجاة، من خلال تقديمه لمبادرات تضمن خروجه بصورة آمنة، والتضحية بشريكه في الانقلاب، في حين يسعى الحوثيون إلى الذهاب منفردين إلى المشاورات القادمة وترك صالح خارج إطار الحل السياسي.

ويؤكد هؤلاء، أن التخبط الحالي بين قطبي الانقلاب، يحمل تفسيراً واحداً وهو أن "كل طرف بات يفكر بالخروج بأقل قدر من الخسائر، وكلما اقترب حسم المعركة من جانب الشرعية والتحالف العربي سيبحث كل طرف عن مخرج آمن على حساب الآخر"، وفق محللين.

ويرى كثيرون، أن صالح والحوثي شكلا في الأصل حلف الضرورة لمواجهة الشعب اليمني، وحافظا عليه سنة ونيف، دون أن يتطور لأنه كان تقارباً في المصالح أكثر منه في الأهداف والمشروع السياسي، كما أن نزعة السلطة لدى كل منهما لا تسمح بأن يذهب التحالف أبعد من ذلك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com