غياب الاستخبارات وراء مأساة عدن المتفجرة
غياب الاستخبارات وراء مأساة عدن المتفجرةغياب الاستخبارات وراء مأساة عدن المتفجرة

غياب الاستخبارات وراء مأساة عدن المتفجرة

أثار التفجير الانتحاري، الذي استهدف منزل مدير أمن عدن اليمنية العميد الركن "شلال علي شائع" أمس الأحد، الكثير من علامات الاستفهام حول نجاعة الخطط الأمنية التي تطبقها السلطات الشرعية في العاصمة الجنوبية.

يقول مراقبون، إن الشرعية اليمنية والأجهزة الأمنية في عدن، تفتقد لعمل جهاز الاستخبارات المركزي والأمن السياسي والقومي، وهي الأجهزة التي اعتمد عليها الرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ فترة حكمه وما بعدها، في تنفيذ عمليات كثيرة، ابرزها الاغتيالات والاعتقالات في صفوف خصومه السياسيين .

 ويرى المحلل السياسي طارق عبد الله، أن "عملية تفجير سيارة مفخخة أمام بوابة مدير الأمن في عدن، تدل أن وكر تفخيخ السيارات الذي تم اكتشافه في منطقة البريقة قبل يومين، مجرد وكر واحد وهناك أوكار أخرى"، وأضاف "نحن اليوم أحوج ما نكون لإعادة القبضة الحديدية الاستخباراتية والأمنية، مع إيجاد عناصر أمن نسائية تساعد في عمليات تفتيش المنازل، التي يشتبه بها والتنسيق مع عناصر المقاومة الجنوبية".

وأكد طارق، في حديث لشبكة إرم الإخبارية، أنه "لابد من مراقبة انضباط نقاط التفتيش والتزامها بعملها دون تقاعس أو تكاسل، أو السماح بمرور بعض السيارات دون تفتيش تحت مبرر هذا قريبي أو هذا شخصية معروفة، فحسن الظن محمود في أوقات السلم، أما في أوقات كهذه فهو مذموم، والقانون يجب أن يسري على الجميع" .

وفي سياق آخر، ذهب مراقبون في اليمن إلى التأكيد على أن عملية التفجير الأخيرة، الذي استهدفت 7 مدنيين بينهم نساء وأطفال و ثلاثة جنود من حراسة مدير الأمن في عدن، كانت مجرد الترويج لنصر إعلامي لا أكثر، لاسيما وأنها جاءت بعد يومين فقط من ضبط معمل كبير للمتفجرات والسيارات المفخخة في عدن، واثنين من المتهمين في إحدى الفلل في مديرية البريقة .

ويقول الناشط السياسي قاسم علي الشعيبي؛ "كنت متواجدا بالقرب من موقع الانفجار الجبان حينها، ولكن من خلال ملاحظتي لموقع وطريقة تنفيذه فالهدف منه هو التفجير لغرض التفجير فقط لخلق زوبعة أمنية، فموقع الانفجار كان بالطريق العام على المدخل الغربي لنفق جولدمور، ومنزل شلال شائع، كما يعلم الكثير ينحاز عن الطريق بحدود نصف كيلو متر ، وضاق الخناق على القتلة ليفجروا المفخخة بالخط العام والهدف الأكبر كان لمدنيين سقطوا شهداء حينها" .

ويرى الشعيبي، أن هناك اختراقاً أمنياً حدث، ولكننا نواجه عصابات إرهابية متمرسة تتبع لأجهزة استخباراتية ولديهم خطط ووسائل عديدة لإخفاء المتفجرات، تمكنهم من اختراق النقاط الأمنية برغم كثرتها والتعزيزات الأمنية الكثيفة في منطقة التواهي وجولد مور .

وأكد الشعيبي، أن عملية التفجير الجبانة هي فقط للترويج والنصر الإعلامي لا أكثر ليقال نحن ما نزال هنا، وهذا آخر الإفلاس الذي وصلت اليه تلك القوى الإجرامية، بعد الإنجازات الأمنية والهزائم الكبيرة التي تعرضوا لها خلال الأيام الماضية .

تشديد الأمن

وشددت قوات الأمن في عدن، من إجراءاتها الأمنية خلال الأيام القليلة الماضي، ونشرت العشرات من نقاط التفتيش في مناطق المدينة، إلا أن ذلك العمل لم يكن كافياً وخاصة أنه لم يشمل جميع مديريات عدن الثمان، في وقت ركزت فيه  قوات الأمن على تقويض الحركة ليلاً بعد إعلان حظراً للتجول لتسع ساعات، وأحكمت قبضتها على كلا من كريتر والمعلا والتواهي وخورمكسر ، وهي المديريات المجاورة للقصر الرئاسي حيث يتواجد الرئيس هادي .

ولم تكن هذه الإجراءات كافية لإيقاف العمليات الإرهابية، التي ارتفعت وتيرتها خلال الآونة الأخيرة، وطالت عدداً من القيادات العسكرية والامنية في المحافظة، لعل أبرزها اغتيال المحافظ السابق اللواء جعفر محمد سعد، وما تلاها من عمليات فشلت في اغتيال قائد المنطقة العسكرية الرابعة احمد سيف المحرمي ومحافظ عدن الحالي عيدروس الزبيدي واخيراً مدير الأمن شلال شائع .

إثارة الفوضى

ويرى متابعون للشأن اليمني، أنه مع عودة الرئيس هادي، واستعادة السلطات الشرعية السيطرة على بعض المنشآت الحيوية من قبضة الانقلابيين. شعرت هذه الجماعات المتشددة بخروجها من المشهد والمستقبل السياسي، الذي بدأ يتشكل من عدن، وهي عوامل أساسية دفعت تلك الجماعات المتشددة وأخرى من الفلول الحوثية المتبقية، إلى إثارة الفوضى ونشر التوتر والقلق وإرباك المشهد العام في مدينة عدن وبقية المحافظات المحررة .

ويقول المحلل السياسي منصور صالح في حديث خاص لشبكة إرم الإخبارية، إن "هذه الأعمال لا تعني القوة، وإن كانت تنطوي على خطر كبير سيظل قائما، وهي دليل ضعف كونها تتم أولا عبر أدوات انتحارية، وثانيا بالتخفي والتنكر وعدم المواجهة على خلاف ما كانت عليه عند بدء الصدام مع قيادة المحافظة، عندما واجهت هذه الجماعات علنا وبقوة السلاح .

إلى ذلك، يعتبر العميد السابق في جهاز الأمن حسين القهبي، في حديث خاص لشبكة إرم الإخبارية، أن وكر البريقة لن يكون الأول أو الأخير، بل إن محافظة عدن والمحافظات المحررة تحولت الى مخازن للأسلحة والمتفجرات اثناء دحر الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح من عدن.

وطالب العميد القهبي، الرئيس هادي والحكومة ومحافظ عدن ومدير أمنها وكذا دول التحالف العربي، بإغلاق المنافذ البرية الى عدن وبقية المحافظات الجنوبية، من خلال إجراءات أمنية أكثر شدة واكثر حزماً بما في ذلك إغلاق الحدود وترحيل كل من يشتبه به، وخاصة من المواطنين الشماليين الذين يبدون اكثر قرباً من الحوثيين والمخلوع صالح، ولو مؤقتاً حتى تترتب الاوضاع الامنية وتستعيد الشرعية الدولة وترتب أوضاع مؤسساتها، وما لم يحدث ذلك سنتوقع مزيداً من التفجيرات والمآسي وسفك الدماء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com