مهرجان زايد التراثي.. تأكيد الولاء وتمسك بالهوية
مهرجان زايد التراثي.. تأكيد الولاء وتمسك بالهويةمهرجان زايد التراثي.. تأكيد الولاء وتمسك بالهوية

مهرجان زايد التراثي.. تأكيد الولاء وتمسك بالهوية

تتواصل في إمارة أبو ظبي فعاليات مهرجان زايد التراثي الذي يجسد تأكيد الولاء للقيادة السياسية ويعبر عن التمسك بالهوية وأصالة الماضي.

ويعد المهرجان فرصة لإظهار مدى التفاف الاماراتيين وأبناء القبائل حول قادة البلاد وسياستها سواء بالتدخل لإعادة الشرعية إلى اليمن أو الجهود التي تبذلها لمحاربة الإرهاب، أو الموقف من مختلف الملفات الساخنة في المنطقة.

واحتفى المهرجان، الذي يحظى برعاية من الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، وبدعم الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، وبمتابعة الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزارء وزير شؤون الرئاسة، بيوم الشهيد، في بادرة وطنية تؤكد الاعتزاز بتضحيات شهداء الإمارات، وتعبر عن تضامن الجميع مع أسر وذوي الشهداء.

ويحوي المهرجان جناح "ذاكرة الوطن"، الذي ينظمه الأرشيف الوطني، ويقدم صوراً وأفلاماً تاريخية حول مسيرة الاتحاد وبناء الدولة والدور الذي لعبه الشيخ زايد في تأسيس الاتحاد، كما يحتفي الجناح بشهداء الوطن من خلال "ركن حماة الوطن" الذي يتتبع مراحل تطور القوات المسلحة ويكرم سيرة الشهداء.

وعلى رغم سعي الإمارات نحو التطوير والتحديث، إلا انها تبدو، في موازاة ذلك، وفية لماضيها وتراثها وخصوصيتها، ويتجلى ذلك في هذا المهرجان التراثي الذي تحول تقليدا سنويا يجذب شرائح واسعة من مختلف الفئات العمرية.

ويستعيد المهرجان بفعالياته المتنوعة عبق الماضي، ويسلط الضوء على الموروث الشعبي الذي تزخر به دولة الإمارات ويحيي العادات والتقاليد، في محاولة لربط الأجيال الشابة بتاريخ الأسلاف.

وتتركز فعاليات المهرجان، في منطقة الوثبة التي تتحول خلال الأيام التراثية، التي تمتد من 19 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر الى "كرنفال تراثي" صاخب يضم مختلف المفردات والعناصر التراثية.

وما إنْ يصل الزائر الى منطقة الوثبة القريبة من العاصمة حتى يسمع الايقاعات الموسيقية القادمة من أعماق الماضي، ويرى الرقصات الفلكلورية المملوءة بالرموز والعلامات التي تجسد ثقافة المكان، ويستمتع بمشاهد ومناظر تنطوي على العرفان لأجيال خطت في رمال الصحراء حكايات عن الصبر والمعاناة التي أثمرت في النهاية عن بلاد تسير نحو الحداثة بخطى متسارعة دون أن تتغافل عن كنوزها التراثية.

وتنشط الفعاليات المتنوعة ذاكرة الاماراتيين وأبناء القبائل الذين يتوافدون إلى مكان المهرجان للتعرف على أساليب معيشة الأجداد والأسلاف، وكيف كانوا يربون المواشي ويصطادون السمك، ويصنعون المراكب وعدّة الصيد، ويمارسون الطب الشعبي، ويتابعون التعليم في مدارس متواضعة، ويمخرون عباب البحر بحثاً عن اللآلئ، ويسكنون الخيم والبيوت الغافية بوداعة على السواحل وفي الصحارى والقفار.

وفق هذه المشهدية التراثية تتناثر عطر الذكريات التي تقود المرء إلى أقسام الصناعات اليدوية والحرف التقليدية، وقسم المعارف الشعبية التقليدية التي نشأت في الماضي على الفراسة والفطرة في غياب الوسائل الحديثة، وهذه المعارف تشمل معالجات الطب الشعبي، والزراعة والري، والملاحة، والفلك، واقتفاء الأثر وما إلى ذلك من معارف تكرست عبر الملاحظة التجريبية والتفاعل مع البيئة.

ويضم المهرجان كذلك سباق الجمال وموكب الخيول ومسابقات الصيد بالصقور وعروض السلوقي، والسوق التقليدي، وقرية التراث، وعروض ألعاب نارية ضخمة.

وصمم المنظمون بيئة تراثية متكاملة، تضم بيوتاً ذات طرز معمارية متنوعة ومتاحف متعددة ومبان تعكس مهارات العمارة التقليدية وهي مزينة بزخارف وأشكال جميلة تظهر الذائقة البصرية الرفيعة لدى الأجداد، كما ان المنطقة تحوي حصناً وبراجيل وأبراجاً وتحفا أثرية لتتناغم مع جوهر الأنشطة التي تستقطب أعداداً كبيرة.

ويشارك في المهرجان 490 عارضاً في 9 أحياء تراثية وهي الحي الإماراتي الذي يستعرض أبرز مقومات الثقافة الوطنية والحي التراثي السعودي والبحريني والعماني والمصري والمغربي، بالإضافة إلى التراث الكازاخستاني والبوسني والأفغاني.

ويتضمن المهرجان مشاركة المعرض الدولي للنخيل والتمور بمشاركة أكثر من 200 عارض يمثلون 15 دولة من أكبر المصدرين والمنتجين والعاملين في صناعة التمر، إلى جانب مشاركة أجنحة وطنية من دولة الإمارات والسعودية والعراق وليبيا والأردن وسلطنة عمان والمغرب وباكستان وتونس وإيران والولايات المتحدة الأميركية.

ويأتي إطلاق اسم الأب المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) على إحدى أكبر التظاهرات التراثية على أرض الإمارات؛ عرفاناً بالدور المحوري الذي لعبه في الحفاظ على الموروث الإماراتي بصفة خاصة والتأكيد على احترام وتقدير التراث الإنساني بصفة عامة.

وتتلخص أهداف المهرجان في تكريم هذا الإرث العظيم، وعرض ثراء التقاليد والتراث والثقافة الإماراتية ومدى تنوّعها عبر طرق تثقيفية وتعليمية و ترفيهية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com