الحوثيون بين تخفيف الضغط وجدّية العودة للجنوب
الحوثيون بين تخفيف الضغط وجدّية العودة للجنوبالحوثيون بين تخفيف الضغط وجدّية العودة للجنوب

الحوثيون بين تخفيف الضغط وجدّية العودة للجنوب

بات مؤكدا أن المتمردين الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق صالح، قد اسقطت مديرية دمت التابعة إداريا لمحافظة الضالع، لتصبح المدينة في قبضتها، ويحرزون تقدما باتجاه المحافظات الجنوبية المحررة منذ أشهر، في حين لا زالت تواجههم ضغوط في محافظتي تعز الساخنة وصنعاء المحاصرة.

وبعيدا عن ظروف سقوط مدينة دمت (شمالي الضالع) ودور مقاومتها التي تنازعتها الأحزاب والمكونات السياسية والدينية، إلا أن الحوثيين وقوات صالح حققوا نجاحا محدودا بعد أشهر من استمرار المناوشات على أعتاب دمت من جهة الضالع، ومناطق محافظة لحج المتاخمة لتعز من جهة الجنوب الغربي، وعقبة ثرة الجبلية الفاصلة بين محافظتي أبين والبيضاء جنوبي البلاد.

تغيّر الوضع

إزاء هذا التقدم، أصبحت محافظات الجنوب المحررة ولا سيما محافظة الضالع، تواجه خطرا داهما حال تمكن المتمردين من السيطرة على المواقع الاستراتيجية المطلة على المدن والقرى السكنية، وعززوا جبهتي ثرة في أبين ومناطق التماس بين لحج وتعز، غير أن الكثير من الجنوبيين باتوا يراهنون على المقاومة الجنوبية والآليات العسكرية لقوات التحالف وآلاف من القوات السودانية التي وصلت عدن على مدى الشهرين الماضي والجاري.

ويعتقد الناشط السياسي في الحراك الجنوبي (المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله)، باسم الشعيبي، إن مسألة التهديد المحدق بالضالع ومحافظات الجنوب، أمر غير دقيق، "فالحوثيين عجزوا عن السيطرة التامة عن المدينة في عزّ قوتهم عندما كانوا يتمركزون أصلا في معسكرات ومواقع عسكرية مطلة على كل شبر داخل المدينة وقراها".

وقال الشعيبي في حديثه لـ"شبكة إرم" إن "الوضع اليوم تغير كثيرا لصالح المقاومة الجنوبية، فالمقاومة اليوم باتت أكثر تنظيما وعتادا وعدة بعد الدعم السخي من دول التحالف والتدريب المستمر وتخرج أكثر من 10 دفع قتالية من أبناء المحافظة وهؤلاء باتوا جاهزين لوأد أي محاولة للحوثيين لتجديد عدوانهم على الضالع".

وحول الانتقادات الموجهة لمقاومة الضالع على الرغم من مشاركة بعض مقاتليها في معركة دمت، قال إن "العلاقة أصبحت تكاملية مع الإخوان المقاومين في المديريات الشمالية من المحافظة وتحديدا في مريس وقعطبة وهذا أمر لم يكن حاضرا في أوقات سابقة، وهي ميزة تجعل المصير مشتركا.

 مؤكدا أن المقاومة الجنوبية في الضالع "لم تقصر في امداد الجبهات الامامية للمقاومة داخل المديريات الشمالية الثلاث (قعطبة ودمت وجبن) بالسلاح والرجال ومشتقات النفط وهناك تنسيق أكبر بات اليوم لتشكيل جبهة واحدة ضد الحوثيين".

سرقة الأنظار عن صنعاء

المحلل السياسي، أسامة الشرمي، يرى إن إسقاط دمت، "محاولة لتشتيت جهود التحالف الرامية لتحرير صنعاء نحو معارك جانبية من قبيل استهداف المدنيين في تعز وقصف القرى من عقبة "ثرة" في محافظة أبين والان محاولة السيطرة على محافظة الضالع الجنوبية، لكنني على يقين أن قوات التحالف العربي تنتهج استراتيجية واضحة تمضي نحو تحقيق أهدافها ولن تتمكن المليشيات بالتواءاتها من حرف الجيش الوطني والتحالف العربي عن خطهما المستقيم نحو العاصمة صنعاء كهدف رئيسي للعمليات بات يقترب يوماً بعد يوم".

لا قدرة لهم

وفيما يخص قدرات الحوثيين وقوات صالح العسكرية التي تجعلهم يهرولون مجددا نحو الجنوب على الرغم من تكبدهم خسائر فادحة وكبيرة في الأرواح والعتاد، قال الصحافي حسين حنشي لـ"إرم" إن قدراتهم مشلولة، و"لا يملكون كذلك الفرصة لأسباب منطقية وعلمية عسكرية بحتة."

وأضاف :"حتى إن بقيت لدى الحوثيين وحليفهم قدرة ما فالعامل الأكبر من وجهة نظري هو أن ليس لهم فرصة في العودة لأسباب تتعلق بما أصبحت عليه القوى التي باتت تحرس المناطق المحررة بكل تنوعاتها من قوى عربية ومقاومة بمختلف أطيافها وتنوعاتها، إلى جانب اختلاف الوضع بالنسبة لتأمين الضالع وردفان عسكريا، بينما أصبح الحوثيون منهكين تماما، ولا يملكون قدر قدرتهم في مارس الماضي" (في إشارة إلى الوقت الذي تمكنوا فيه من الدخول إلى المحافظات الجنوبية).

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com