الأسد "يدق إسفينا" بين حليفيه موسكو وطهران
الأسد "يدق إسفينا" بين حليفيه موسكو وطهرانالأسد "يدق إسفينا" بين حليفيه موسكو وطهران

الأسد "يدق إسفينا" بين حليفيه موسكو وطهران

أظهرت التصريحات الصادرة من موسكو وطهران حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، بوادر خلاف نادر قد تطيح بالتفاهم المزمن حول هذه النقطة بين أبرز حليفين لدمشق.

وقالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء إن روسيا لا ترى بقاء بشار الأسد في السلطة كمسألة مبدأ، فيما اعتبرت طهران الاثنين أن الأسد خط أحمر.

ولم يقتصر الأمر على هذا التباين في الرؤى، بل خرج الأمر للعلن حين أقر رئيس الحرس الثوري الايراني بأن طهران ربما تكون أكثر التزاما بمساندته للأسد من روسيا، وأضاف أن موسكو "ربما لا تهتم بما إذا كان الأسد سيبقى في السلطة بقدر اهتمامنا."

ومن المعروف أن روسيا وطهران هما من أكثر الداعمين للأسد، منذ بدء الأزمة السورية، بينما تصر الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميين على ضرورة تنحي الرئيس السوري في إطار أي اتفاق سلام في نهاية المطاف.

وشكل مصير الأسد العقدة الرئيسة التي أفشلت مختلف جولات التفاوض حول سوريا، وكان آخرها مفاوضات فيينا التي صدرت ببعض التفاهمات، لكن مع خلاف كبير حول مصير الأسد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا حينما سألها صحفي اليوم الثلاثاء هل إنقاذ الأسد مسألة مبدأ بالنسبة لروسيا "لا على الإطلاق لم نقل ذلك أبدا."

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنها قولها "نحن لا نقول إن الأسد يجب أن يرحل أو يبقى."

ويرى خبراء أن هذه التصريحات الروسية تشير إلى خلافات في النهج بالمقارنة مع إيران التي أرسلت قوات للقتال في صفوف الجيش السوري وأمرت بإرسال مقاتلين من حزب الله اللبناني الذي تسيطر عليه.

روسيا، بدورها، تدخلت عسكريا في نهاية سبتمبر أيلول، بهدف معلن هو محاربة الإرهاب، بينما رأى معارضون أن الغارات الروسية جاءت لحماية الأسد من السقوط بعد الانتكاسات الكبيرة التي تعرض لها خلال الاشهر التي سبقت "النجدة الروسية".

ويرى خبراء أن موسكو أظهرت في الوقت نفسه مرونة متزايدة في الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة على خلاف إيران التي يحركها "منظورها الطائفي" الذي لا يقبل بأي بديل عن الأسد المنتمي للطائفة العلوية.

علاوة على ذلك، من المعروف أن موسكو منفتحة على لقاءات مع المعارضة السورية، واستضافت وفودا معارضة كثيرة خلال الأزمة، بينما تتحفظ إيران على لقاء أي شخصية معارضة، وهي تتماهى، إلى حد بعيد، مع الخطاب الرسمي السوري.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله "في الأسبوع القادم سندعو ممثلين للمعارضة للتشاور في موسكو".

وتكرر روسيا مرارا أن هدف موسكو، سواء العسكري أو الدبلوماسي، ليس دعم الأسد وإنما إنقاذ الدولة السورية وهزيمة الجماعات الإرهابية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن زير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دي ميستورا في موسكو، الأربعاء، لبحث جهود بدء حوار بين دمشق والمعارضة.

وفي المحادثات في فيينا قالت موسكو إنها تريد أن تشارك جماعات المعارضة في المناقشات التي ستجري في المستقبل بشأن أزمة سوريا وتبادلت قائمة بها 38 اسما مع السعودية.

وأفادت صحيفة كوميرسانت، الثلاثاء، إن القائمة ضمت معظم الأعضاء السابقين والحاليين في الائتلاف المعارض، وهي الكتلة المعارضة السورية الأبرز المدعومة من الغرب.

وكشفت مصادر مقربة من موسكو أن من بين هذه الأسماء معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف، والرئيس الحالي خالد خوجة، وممثلين من جماعات سياسية ودينية وعرقية مختلفة بينها الأكراد، وكذلك مسؤولين من جماعة الإخوان المسلمين وحركة مسيحية مؤيدة للديمقراطية.

ويرجح خبراء أن تهديد إيران بالانسحاب من مفاوضات فيينا، التي يفترض أن تستكمل منتصف الشهر الجاري، ينبع من جدية موسكو في التوصل لحل سياسي قد لا يكون فيه مكان للأسد.

ويرى مراقبون أن موسكو التي تورطت في المستنقع السوري تستعجل حلا سياسيا حتى وإن كان من دون الأسد، فيما تواصل طهران دعمها السخي لحليفها الأسد.

واللافت أن أعداد قتلى الحرس الثوري الإيراني تزايد على نحو ملحوظ في الشهر الأخير، وهو ما يشكل دليلا على أن طهران لن تتخلى عن حليفه، وستقاتل حتى "الرمق الأخير" لأجل بقائه في السلطة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com