الغارات الروسية تقصف التفاهمات المصرية السعودية حول سوريا
الغارات الروسية تقصف التفاهمات المصرية السعودية حول سورياالغارات الروسية تقصف التفاهمات المصرية السعودية حول سوريا

الغارات الروسية تقصف التفاهمات المصرية السعودية حول سوريا

قالت مصادر خليجية إن الغارات الروسية كشفت عن تباينات في المواقف بين مصر وبين بعض دول الخليج إزاء الموقف في سوريا وأسلوب معالجة الأزمة هناك.

وقالت المصادر إن بعض دول الخليج تبدو حذرة في تأييد الضربات الجوية الروسية وفي قبول دور للرئيس السوري بشار الأسد في أي حل سياسي للأزمة، في حين تبدو مصر أقرب للطرح الروسي.

وتوضح المصادر الخليجية أن مغازلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنظام الأسد "بدأت منذ لحظة وصوله إلى الحكم"، مشيرة إلى أن التعبير عن هذا الاتجاه كان خافتا في البداية، بالنظر إلى المساعدات السخية التي قدمتها له دول الخليج، وخصوصا السعودية التي تدعو إلى رحيل الأسد.

وتضيف هذه المصادر أن هذه المساعدات أجبرت السيسي على التزام موقف غامض من الأوضاع في سوريا، لكن خلافاته مع تركيا وقطر من جهة والعلاقة المتوترة مع الإخوان المسلمين من جهة ثانية كانت على الدوام عنصر تقارب مع النظام السوري، ومدخلا لتفاهم مصري روسي حيال الملف السوري.

ويرى خبراء أن مصر التي عانت من جماعة الإخوان المسلمين، تضع الفصائل المعارضة في سوريا، التي تتخذ من الإسلام شعارا، في سلة واحدة، على خلاف السعودية التي تميز بين فصائل متشددة وأخرى معتدلة حاربت جيش النظام فحسب، على مدى سنوات الصراع.

ويضيف الخبراء أن امتداد داعش إلى سيناء المصرية، يعزز مواقف القاهرة التي تحارب الإسلام السياسي بكل أشكاله، ناهيك عن الحركات المسلحة.

من جانب آخر، يرى محللون أن التدخل الروسي في سوريا جاء وفقا لتوافقات بين واشنطن وحلفائها في المنطقة، بما في ذلك دول الخليج العربي.

وأوضح المحللون أن هذه المعركة الإعلامية الأمريكية الروسية هي مجرد "بالونات اختبار" للترويج الإعلامي، لكن في العمق هناك لعبة تبادل أدوار في المنطقة.

وأبدت مصر السبت تأييدها للغارات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريحات لقناة العربية السعودية إن تدخل روسيا في سوريا سيسهم في "محاصرة الإرهاب والقضاء عليه".

وجاء التعبير عن الموقف الخليجي إزاء الدور الروسي متفاوتا، ففي حين تحفظت دول الخليج عن إبداء موقف واضح، إلا أن الدوائر الإعلامية الخليجية لم تتورع عن وصف هذا الدور بـ "العدوان الروسي على سوريا".

وأكد الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار في المملكة، ان السعودية "ستتحرك ديبلوماسياً لتشكيل موقف عربي رافض للتدخل الروسي، ثم تصعّد دعمها للمقاومة"، في إشارة إلى المعارضة السورية المسلحة.

وشدد خاشقجي، على أن السعودية "لن تقبل أن تدعم حليفتها مصر الخصم الروسي".

أما الإعلامي السعودي تركي الدخيل، فقد رأى أن "التدخل العسكري الروسي في سوريا، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والقتل والتهجير.

وأضاف الدخيل "إذا كان هدف فلاديمير بوتين تمكين الأسد من البقاء في الحكم، فهذا عبث سياسي يفتقد أدنى درجات العقلانية والأخلاق".

وفي سياق متصل، طالب 52 أكاديمياً وداعية في السعودية في بيان "القادرين" إلى تلبية نداء الجهاد في سوريا والقتال لمواجهة القوات الروسية.

وتوطدت العلاقات بين القاهرة وموسكو بشكل ملحوظ منذ انتخاب السيسي رئيسا.

وكانت مصر حليفة وثيقة للاتحاد السوفيتي حتى سبعينيات القرن الماضي حين تقاربت القاهرة مع الولايات المتحدة التي كانت وسيطة في اتفاق "كامب ديفيد" للسلام مع إسرائيل عام 1979.

وفترت العلاقات الأمريكية المصرية بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وهو ما دفع السيسي لتعزيز العلاقات مع موسكو.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com