سماء سوريا تزدحم بمقاتلات الحلفاء والخصوم
سماء سوريا تزدحم بمقاتلات الحلفاء والخصومسماء سوريا تزدحم بمقاتلات الحلفاء والخصوم

سماء سوريا تزدحم بمقاتلات الحلفاء والخصوم

مع دخول روسيا العلني والرسمي الحرب السورية، تبدو سماء سوريا مزدحمة بمقاتلات حلفاء النظام السوري وخصومه، في مشهد "سوريالي" يصعب على المحللين تفسيره.

وعبر أحد المعارضين السوريين، بتهكم، عن هذا الالتباس حين قال إن طائرات لدول عدة تشن غارات في سوريا، وهو ما يحتاج لشرطي مرور كي ينظم "الملاحة الجوية" حتى لا تتصادم الطائرات في السماء.

وأكدت الرئاسة السورية، ردا على تساؤلات حول صيغة وجود القوات الجوية الروسية في سوريا، أن إرسال القوات الجوية الروسية تم بطلب من الرئيس بشار الأسد عبر رسالة وجهها لنظيره الروسي فلاديمير بوتين تتضمن دعوة لإرسال هذه القوات".

ويعد هذا أول اعتراف رسمي من قبل النظام السوري بهذا الطلب، بعد التقارير الأخيرة عن حشود وتعزيزات عسكرية روسية في الساحل السوري.

في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري سوري أن "الطيران الروسي نفذت عدة ضربات جوبة في محيط مدينة حمص، وسط البلاد، استهدفت أوكار إرهابيي داعش في كل من الرستن وتلبيسة والزعفران والتلول الحمر وعيدون ودير فول ومحيط السلمية"، مشيرا إلى أن الضربات "حققت إصابات مباشرة وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف الارهابيين"، بحسب المصدر السوري.

وكان مجلس الاتحاد الروسي أعطى، الأربعاء، الضوء الأخضر لبوتين في استخدام القوة العسكرية في الخارج.

في هذه الاثناء، قال رئيس الإدارة الرئاسية أن هذه المبادرة مؤقتة وتندرج في إطار القانون الدولي مؤكدا أن "الرئيس السوري طلب من حكومتنا تقديم مساعدة عسكرية له".

ويقول خبراء أن هذا التسارع في التزام موسكو بالملف السوري يندرج في إطار اختبار القوة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي حول مصير الرئيس بشار الأسد الذي يعتبره الأول "طاغية" يجب أن يرحل، ويرى الثاني أنه سد منيع في مواجهة تنظيم داعش.

وتأتي الضربات الروسية، بعد مرور أقل من أسبوع على ضربات مماثلة نفذتها فرنسا، للمرة الأولى، في دير الزور شرق سوريا، استهدفت مقرات للتنظيم المتشدد.

وتشهد الأجواء السورية بين الحين والآخر ضربات تنفذها الطائرات الإسرائيلية، وتستهدف على ما تقول شحنات أسلحة في طريقها لحزب الله اللبناني، وكذلك مواقع تقول تل أبيب إنها مصدر لصواريخ وقذائف تسقط في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار الشهر الجاري موسكو، للاستفسار عن الحشود العسكرية الروسية في سوريا، والسعي إلى تنسيق الضربات الجوية، بحسب مصادر معارضة.

وأفادت مصادر أن موسكو أبلغت عدة عواصم بينها تل أبيب بينتها في شن غارات ضد مواقع داعش في سوريا.

ونقلت مصادر عن المتحدث باسم السفارة الروسية في تل أبيب يفغيني بيسكونوف قوله: "وفقاً للتعليمات الواردة من موسكو، أبلغنا، صباح اليوم الأربعاء، الجانب الإسرائيلي بالقرار الذي اتخذ" .

ويواصل طيران التحالف الدولي، بدوره، والذي تقوده الولايات المتحدة، غارات في س4وريا منذ أكثر من عام، وتستهدف مواقع لتنظيم داعش في مناطق دير الزور والرقة وأرياف حلب.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، أن الضربات الروسية في سوريا لن تغير شيئاً في المهمات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش في هذا البلد.
وتقوم تركيا بين الحين والآخر بتنفيذ ضربات داخل سوريا وخصوصا في المناطق المتاخمة لحدودها.

إلى ذلك، أعلن مسؤول روسي إن بلاده أرسلت خبراء عسكريين إلى مركز تنسيق أنشئ مؤخرا في بغداد للتنسيق بين الضربات الجوية وعمل القوات البرية في سوريا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المركز يستخدم في تبادل المعلومات بين سوريا والعراق وإيران وروسيا بشأن الضربات الجوية في سوريا.

وتأتي هذه التطورات بعد الانتصارات التي حققتها المعارضة السورية المسلحة في الأشهر الأخيرة، وسيطرتها على محافظة إدلب بالكامل، واقترابها من معقل الطائفة العلوية، التي ينتمي لها الأسد، في اللاذقية السورية.

ويرى خبراء أن هذه الضربات الروسية لن تسهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ولن تقضي على الإرهاب، كما تزعم موسكو، وإنما ستقوي شوكة النظام السوري الذي يعد السبب الرئيسي في تفاقم الوضع في سوريا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com