مقتل السياح المكسيكيين بمصر.. حادث استثنائي لا يؤثر على السياحة

قلل عدد من خبراء السياحة المصريين، من أهمية حادثة مقتل عدد من السياح المكسيكيين والمصريين، في منطقة الواحات بالصحراء الغربية، خلال ملاحقة الأمن المصري لعدد من العناصر المتطرفة في تلك المنطقة، التي تحضر فيها الأنشطة السياحية، بحسب وزارة الداخلية.

وأكد الخبراء أن حادثة مقتل 8 سياح أجانب و 4 مصريين، يعتبر حادثاً عرضياً واستثنائياً لن يؤثر على السياحة المصرية، وذلك لعدة أسباب برأيهم، أهمها قلة نصيب المكسيك من إجمالي السياحة المصرية، علاوة على أن هذه الحوادث تمر مرور الكرام دون أن يكون له ذلك الأثر السلبي أو الصدى المجتمعي الطويل.

ويتبادر إلى الأذهان للوهلة الأولى أن الحادث يعزز المخاوف من الأوضاع الأمنية في مصر، ويبدد جهود الحكومة في إرساء الأمن والاستقرار لجذب السياحة.

وأوضح الخبير السياحي إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن الشركة السياحية المسؤولة عن الوفد السياحي بما يضم من مصريين وأجانب سمحت للوفد بالتواجد في مكان محظور دخوله، واستخدمت سيارات غير مرخصة، ولم تحصل على التصاريح اللازمة للخروج في "رحلة سفاري"، كما لم تبلغ بالرحلة ومسارها، وهو ما يخلي مسؤولية الجهات الأمنية ويحمل الشركة السياحية المسؤولية الكاملة عن الفوج.

وطالب إلهامي جهات الأمن بزيادة الإجراءات الأمنية لفحص السيارات القادمة للمناطق الأثرية والأخرى المحظورة وتسيير دوريات أمنية لضبط أي محاولات خروج عن القانون، مؤكداً أنه سيشكل مجموعة من المرشدين السياحيين تكون مهمتهم زيادة الوعي السياحي لدى العاملين في قطاع السياحة وتحسين صورة مصر في الخارج، لجذب السياحة وإعطاء انطباع إيجابي للخارج عن الأوضاع المصرية.

وتوقع نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر الطيب عبد الله ، في تصريح خاص لـ"إرم"، أن يكون لحادث الواحات تأثير محدود في ظل ضعف عدد السياح الوافدين من المكسيك بشكل عام، وإن كان لمثل هذه الحوادث صدى عالمي، مضيفاً أنهم سيبذلون جهوداً مخلصة لاستعادة التدفقات السياحية في حالة وجود أي تأثير سلبي للحادث، مؤكداً ضرورة عمل دراسات سوق عن الداخل والخارج للاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول العربية والأجنبية الجاذبة للسياحة كماليزيا والإمارات وفرنسا وبريطانيا.

ويرى عبد الله أن تنشيط السياحة في مصر اعتماداً على مقومات سياحية لا تتوافر لدى أي بلد آخر بالعالم، سيكون له صدى كبير في رفع معدلات السياحة بمصر، كالسياحة الدينية لأصحاب الديانات السماوية الثلاثة لما يتوافر في مصر من مقومات مادية كالمعابد والكنائس والمساجد، خاصةً بالنسبة للمسلمين القادمين من أماكن بعيدة مثل تونس والمغرب وماليزيا وإندونيسيا، وللمسيحيين واليهود المتمركزين بدول شرق أوروبا، خاصة أن أوروبا تعتبر السوق الرئيسية التي تعتمد عليها السياحة في مصر بنسبة 76.7% من إجمالي أعداد السائحين الوافدين.

وأوضح أن السياحة الوافدة من أوروبا ارتفعت 9% بإجمالي 9.9 مليون سائح مقابل 7 ملايين سائح خلال العام 2015، وأن الدول التسع الأولى التي تستحوذ على السوق السياحية المصرية هي بالترتيب روسيا وبريطانيا وألمانيا وأوكرانيا وإيطاليا وبولندا وفرنسا والنمسا وهولندا، مشيراً إلى أنه إذا تمكنت وزارة السياحة المصرية من التركيز على السياحة الدينية لدى الوفود القادمة من أوروبا فستحقق أرباحاً هائلة تعزز من السوق السياحية المصرية وتجذب عدداً مضاعفاً من السياح.

وعن حجم السياحة العربية في مصر، يؤكد سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن أعداد السياح العرب الوافدين إلى مصر انتعشت بفضل حملة "مصر قريبة" التي أثبتت نجاحها في جذب السياح العرب بصورة ملحوظة من يناير وحتي (يوليو/ تموز) من العام 2015، حيث زادت بنسبة 18.7% بالمقارنة بالعام الماضي، كما ارتفع عدد السائحين العرب الوافدين لمصر خلال (يوليو/ تموز) الماضي بنسبة 39.5% مقارنة بنفس الفترة في العام 2014، في صورة عكسية لكل التوقعات وعلى الرغم من الحوادث الإرهابية المشابهة التي شهدتها مصر خلال نفس الفترة كحادث الكرنك الذي شهد وقوع 15 مصاباً في تفجير انتحاري لأحد الإرهابيين، وإصابة 13 شرطياً و6 مدنيين في حادث العريش.

وأكد محمود ارتفاع عدد السائحين الإماراتيين حتى (أغسطس/ آب) الماضي بنسبة 65.6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع ارتفاع عدد السياح الإماراتيين خلال شهر (يوليو/ تموز) الماضي أيضاً في أعقاب حادثي العريش والكرنك مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، بنسبة قدرها 43.3%، كما حققت المملكة العربية السعودية زيادة قدرها 95%، بينما سجل عدد السائحين القادمين من الكويت إلى مصر ارتفاعاً حتى (أغسطس/ آب) من العام الجاري بنسبة 41.4%.