الغموض يلف مستقبل علاقات الكويت بإيران‎
الغموض يلف مستقبل علاقات الكويت بإيران‎الغموض يلف مستقبل علاقات الكويت بإيران‎

الغموض يلف مستقبل علاقات الكويت بإيران‎

كشف دبلوماسي خليجي سابق، في تصريحات خاصة بشبكة "إرم" الإخبارية، أن الكويت تكافح من أجل عدم الوصول إلى حد القطيعة مع طهران، على الرغم من الموقف الشعبي والنيابي الرافض لذلك التوجه.

وقال إن الشارع الكويتي والوسط النيابي يريدان رداً حازماً على محاولة إيران التدخل في شؤون الكويت الخاصة، دون الاكتفاء بالدبلوماسية الهادئة التي تنتهجها الدولة.

وظلت العلاقات الكويتية الإيرانية، الأفضل من نوعها مقارنة بعلاقة باقي دول الخليج العربي مع طهران، حتى الأمس القريب، لكن خلاف البلدين حول عدة قضايا في الأشهر الأخيرة، بينها قضية أمنية حساسة، يجعل من استمرار تلك العلاقة أمراً مشكوكاً فيه.

وتتصدر قضية أمنية معروفة إعلامياً باسم "خلية حزب الله وإيران" المشهد السياسي في البلدين، حيث تنفي طهران علاقتها بأفراد الخلية، وتتبع الكويت دبلوماسية هادئة معروفة عنها في التعامل مع الموضوع، فيما يستعر الغضب الكويتي على المستوى الشعبي من إيران.

ويقول مراقبون إن القيادة الكويتية قد تضطر إلى التفاعل مع التوجه الشعبي الذي يطالب بخطوات فعلية للرد على إيران، بينها على الأقل تخفيض التمثيل الدبلوماسي لطهران في البلاد، فيما يذهب آخرون إلى أبعد من ذلك.

وبدأت علاقة الكويت وإيران تتصدع بالفعل بعد أن ألقت السلطات الأمنية الكويتية القبض على خلية مؤلفة من 26 شخصاً وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة، متهمةً إيران و"حزب الله" اللبناني بالوقوف خلف الخلية.

ومنذ إعلان وزارة الداخلية الكويتية في 13 (أغسطس / آب) الماضي القبض على أفراد الخلية، شنت وسائل الإعلام الكويتية هجوماً حاداً على إيران و"حزب الله" اللبناني، وحصل الشيء ذاته من قبل الكويتيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

واضطرت النيابة العامة حينها إلى حظر النشر في القضية لحين انتهاء التحقيق، لكن الغضب الكويتي الشعبي والنيابي عاد إلى أوجه مع إعلان النيابة العامة يوم الثلاثاء الماضي، إحالة 26 شخصاً متهماً بالانتماء إلى الخلية، بينهم إيراني واحد والباقي من الكويتيين، إلى القضاء.

وقالت تقارير محلية، إن النيابة العامة طلبت من محكمة الجنايات الاستمرار في منع النشر حول القضية، التي ستبدأ محاكمة المتهمين فيها في 15 (سبتمبر/ أيلول) الجاري بتهمة "ارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي الكويت، والسعي والتخابر مع جمهورية إيران الإسلامية، وجماعة "حزب الله"، التي تعمل لمصلحتها، للقيام بأعمال عدائية ضد الكويت، من خلال جلب وتجميع أسلحة".

وأعربت السفارة الإيرانية في الكويت، عن استيائها الشديد من بيان النيابة العامة الكويتية بعد يوم من صدوره بسبب ما اعتبرته "زج اسم إيران في قضية داخلية ترتبط في أساسها بالكشف عن أسلحة وذخائر".

وقالت السفارة في بيان لها "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرب عن أسفها الشديد لمواصلة بعض وسائل الإعلام الكويتية تحريضها السلبي إزاء العلاقات الثنائية بين البلدين، وراحت تستهدف إيران مبنية على تهم واهية لم تثبت صحتها لدى المراجع القضائية لحد الآن".

وردت الخارجية الكويتية على بيان السفارة بغضب، في تصعيد نادر للتصريحات والبيانات الرسمية بين بلدين كان ينظر لعلاقتهما حتى الأمس القريب كحجر زاوية قد يبنى عليه علاقات إيرانية خليجية جيدة.

وأمس السبت، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إن المزاعم ضد "حزب الله" اللبناني تأني من الحقد على الحزب، مشيراً إلى أن هذه الادعاءات والمزاعم لا تدل على العقلانية والحكمة.

وكان لاريجاني يتحدث لتلفزيون "الميادين" المقرب من "حزب الله"، عن وجود مفاوضات تجري منذ زمن مع الحكومة الكويتية حول "حقل الدرة"، وهو حقل محل خلاف بين البلدين، وتسبب طرح طهران لمناقصة بهدف استثمار الحقل في غضب كويتي جديد.

وجاءت تصريحات لاريجاني بعد ساعات من تصريحات مشابهة لمساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، قال فيها إن الاتهامات المطروحة في الكويت ضد بلاده بأنها لا أساس لها بتاتاً.

وقال عبد اللهيان بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية إنه لو كانت هناك مشكلة في الكويت، فإن ذلك لا صلة لإيران به، وأن بلاده الذي لا تفكر سوى بأمن المنطقة والدولة الشقيقة والجارة الكويت، على حد قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com