الجبالي يدعو الإخوان إلى تأهيل القيادات الإسلامية
دافع رئيس الحكومة التونسية الأسبق حمادي الجبالي عن ما اعتبرها منجزات حكم "الترويكا" الذي ساهم - وفقاً له - في تحصين الثورة والسير بها إلى بر الأمان.
واعتبر أن تسيير دفة الحكم في البلاد أظهر انفتاح الإسلاميين وحداثة تفكيرهم و إدراكهم لواقع الحياة العصرية.
وحث الجبالي، في افتتاح أشغال المخيم الصيفي السنوي لحركة مجتمع السلم التابع لإخوان الجزائر ،الاثنين، الإسلاميين في دول العالم العربي على تجديد الفكر السياسي وتأهيل القيادات لتتمكن من بلوغ أهدافها والوصول إلى الحكم.
وفهمت رسالة الأمين العام السابق لحركة النهضة التونسية، على أنها دعوة موجهةٌ أيضاً إلى قيادات الإخوان، ليس في الجزائر فحسب بل حتى في تونس التي يسيطر فيها الشيخ راشد الغنوشي منذ سنوات على مقاليد "النهضة" رفقة "شيوخ" آخرين يهيمون فيها على صناعة القرار السياسي والفكري.
ويعتقد الجبالي أن التجديد لدى الإسلاميين صار أمراً محتّماً يتطلب تضحيةً أساسُها تأهيل القيادات وتشبيب الهياكل وإتاحة الفرصة للقواعد حتى تدلوَ بدلوها في كل ما يتعلق بمستقبل الإسلام المعتدل.
وذكر رئيس الحكومة الأسبق في تونس، أن الإخوان هم رقم فاعل – وسيبقون كذلك - في أية معادلة سياسية في المنطقة، معتبراً أن وجود حركة النهضة في البرلمان والحكومة بعد الثورة، ساهم بشكل جلي في حماية المكتسبات الثورية وصان قيم التحرر والحريات السياسية.
وقال الجبالي: "الثورة التي فجرها شباب واع كانت ناجحة ومشروعهم الثوري أثبت نجاحه وتجربة الإسلام السياسي كانت هي الأخرى ناجحة في ممارسة الحكم والتمرن عليه".
وأبرز المسؤول الحكومي الباز في عهد "الترويكا" أن كثيرين راهنوا على فشل "النهضة" وما تمثله من تيار سياسي متجذر في البلاد، لكنهم خابوا في تكهناتهم ذلك أن المشروع الحداثي للحركة ساهم في الانتقال من مسار الثورة إلى بناء الدولة.
ويجزم الجبالي وهو الرجل القوي سابقاً في حركة "النهضة" أن الأخيرة ملزمة بالقيام بمراجعات فكرية تقيّم على أساسها النجاحات والخيبات والنكسات لضمان استمرار الإسلام السياسي وحكم الدولة المدنية التي لا تتعارض بتاتًا مع قيم الشريعة الإسلامية، يختم رئيس الحكومة الأسبق.
