اليمن.. هلع في صعدة تحسبا للغارات
اليمن.. هلع في صعدة تحسبا للغاراتاليمن.. هلع في صعدة تحسبا للغارات

اليمن.. هلع في صعدة تحسبا للغارات

تعكس التحذيرات المتكررة التي أطلقتها قوات التحالف العربي خلال الـ 48 ساعة الماضية، والتي تدعو فيها السكان المدنيين في محافظة صعدة اليمنية، إلى الابتعاد عن المواقع العسكرية لجماعة الحوثيين، عزمها على تنفيذ هجمات غير مسبوقة في المدينة القريبة من حدود السعودية الجنوبية.

لكن مخاوف من أن تصل الأمور إلى أبعد من ذلك، واحتمال تحول المدينة المحاذية للحدود السعودية الجنوبية، لمدينة أشباح، تبدو قائمة كثيراً في حروب اليوم التي شهدت خلو عدة مدن في العراق وسوريا من سكانها بشكل كامل بسبب المواجهات العسكرية العنيفة التي شهدتها.

وأبدت السعودية غضباً كبيراً تجاه جماعة الحوثيين المدعومة من إيران بعد استهدافها لمدن المملكة الجنوبية بالصواريخ والقذائف، ومقتل عدد من المدنيين فيها، وتعهدت برد قاس ينهي تلك التهديدات بشكل كامل.

ودعت قيادة التحالف التي قالت إن المعادلة اختلفت بعد استهداف المدن السعودية، أهالي صعدة إلى الابتعاد عن مجموعة كبيرة من الأهداف التي ستتعرض للاستهداف، وبينها مبان حكومية ومدارس، كما حددت طرق معينة ليسلكها الراغبين بمغادرة المنطقة.

ومنذ الساعة السابعة من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي للرياض، شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، غارات عنيفة وغير مسبوقة على مقار قيادية للحوثيين في عدد من مديريات محافظة صعدة، معقل الجماعة بشمال اليمن.

وقالت تقارير إعلامية إن أكثر من 100 صاروخ استهدف مناطق المنزالة، والكمب الحدوديتين مع السعودية والتي يتجمع فيهما مقاتلو الحوثي، بينما قصف الطيران مدرسة في مران حولها الحوثيون مخزناً للأسلحة، ومقار قيادية للحوثيين في ضحيان وجبل التيس، ومعسكر الأمن المركزي ومخازن أسلحة في صعدة القديمة.

ورغم إعلان الرياض عن بدء هدنة عسكرية لمدة خمسة أيام تبدأ من مساء الثلاثاء المقبل بشرط التزام الحوثيين بها، للسماح بتقديم المساعدات الإغاثية للمدنيين، فإن احتمال أن لا تلتزم جماعة الحوثي بالهدنة مازال قائماً لتزيد من فرض التدخل البري الذي تصاعد الحديث عنه في الأيام الأخيرة.

ويقول مراقبون إن محافظة صعدة قد تتحول لمدينة خالية من السكان فور بدء أي اجتاح بري لقوات التحالف العربي، في صورة مشابهة لما جرى في عدة مدن عراقية وسورية، كتكريت التي تحولت لمدينة أشباح تتقاتل الميليشيات المسلحة على دخولها.

وإضافة إلى تكريت العراقية، فإن مدن ونواحي وقرى عراقية وسورية أخرى مازالت حتى الآن من دون سكان، كما هو حال مدينة عين العرب (كوباني) حتى الأمس القريب، حيث لايجد السكان بديلاً عن النزوح من بيوتهم هرباً من نيران الميليشيات التي تعتمد على القتال في الأزقة والأحياء المدنية.

وقال إعلامي يمني معلقاً لشبكة "إرم" إن الحوثيين يعتقدون أن سكان صعدة موالون لهم، ولن يغادروا المحافظة التي أصبحت هدفاً رئيسياً لقوات التحالف العربي، متناسين ما جرى في العراق وسورية، حيث ينتمي المدنيين لمدنيتهم وأمنهم أكثر من أي انتماء آخر عند اقتراب الخطر.

ولا تزال السيناريوهات المتعددة قابلة للحدوث بأي لحظة في اليمن، سواء سريان هدنة واستمرارها، أو اجتياح بري بدأت القوات المستعدة للمشاركة فيه تتزايد، ليبقى مصير المدنيين في محافظة صعدة قريباً من مصير ملايين النازحين من مدن سوريا والعراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com