ثلاثة ملفات سعودية تغضب إيران
ثلاثة ملفات سعودية تغضب إيرانثلاثة ملفات سعودية تغضب إيران

ثلاثة ملفات سعودية تغضب إيران

تحقق السعودية نجاحات سياسية وعسكرية وأمنية متلاحقة في الملف الداخلي والإقليمي، ما تسبب في إغضاب المنافس القديم للرياض، طهران التي بدت غير راضية عما آلت إليه الأوضاع في عدة ملفات تعمل عليها منذ سنوات.

وتدعم كل من السعودية وإيران، أطراف متنافسة في عدة دول بالمنطقة، بينها سوريا واليمن والعراق، ما تسبب في إطالة أمد الصراعات الدموية التي تشهدها تلك الدول، مع فشل كل طرف في حسم المعركة لصالحه.

وبدت الصورة تتغير تدريجياً منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم العسكرية في مارس/آذار الماضي، والتي قادت فيها الرياض تحالفاً عربياً من عشر دول لشن هجمات جوية تستهدف إعادة الشرعية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من جماعة الحوثيين المدعومة من طهران.

وتقول طهران إن الرياض فشلت في تحقيق هدفها المعلن في اليمن، لكن الصراع اليمني شهد تحولات جذرية منذ انطلاق عاصفة الحزم، بعد أن كانت جماعة الحوثيين قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على كافة مناطق البلاد.

وفي الملف السوري الذي تدعم فيه طهران، نظام الرئيس بشار الأسد، ويشارك عدد من مقاتليها في المعارك هناك، دفعت الرياض بقوة في الفترة الماضية لتحقيق مكاسب عسكرية للمعارضة السورية التي تقدمت بالفعل بشكل لافت في الأيام القليلة الماضية إلى معاقل النظام الرئيسية شرق البلاد.

وفي أسابيع معدودة، خسر النظام السوري مجموعة من المدن الإستراتيجية في الجنوب وفي الشمال الغربي، ابتداءً من مدينة أدلب، ثم مدينة بصرى الشام، وأخيراً جسر الشغور، وفي التوازي أيضاً السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وترى دمشق وحلفاءها أن دعماً سعودياً سهل مهمة المعارضة المسلحة التي كانت مستحيلة حتى وقت قريب.

ويمثل الإعلان السعودي، اليوم الثلاثاء، عن القبض على نواف العنزي، المتهم الثاني في عملية الهجوم المسلح على دورية شرطة شرق الرياض، يوم 8 أبريل/نيسان الجاري، نجاحاً أمنياً جديداً لأجهزة الأمن السعودية التي تقول إن تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة باسم "داعش" في سوريا يقف خلف العملية.

ويقول مراقبون، إن المملكة استعادت دورها الإقليمي القوي منذ تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم خلفاً لأخيه الراحل الملك عبدالله في يناير/كانون الأول الماضي، لتتقدم بشكل واضح على المنافس القديم، إيران، في إدارة ملفات المنطقة.

وبدت طهران غاضبة بشكل كبير من تلك النجاحات، من خلال تصريحات مسؤوليها التي وصلت إلى حد اتهام قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، الرياض بالخيانة ومعاداة الدول الإسلامية والمضي على خطى إسرائيل.

وقال دبلوماسي خليجي سابق متحدثاً لشبكة "إرم" إن طهران تعيش حالة من القلق على موقفها التفاوضي في عدة ملفات، بعد نجاح خصمها السعودي في تحقيق انتصارات سياسية وعسكرية وأمنية لافتة خلال زمن قياسي قصير.

وأضاف أن الدبلوماسية السعودية النشطة التي عززت علاقاتها القديمة مع حليف الأمس التركي، وتجاوزها لبعض مواقف الدوحة، وقيادتها لتحالف عسكري في عملية عاصفة الحزم، بالتزامن مع استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يدعم موقفها في اليمن، وسيطرتها على الهجمات الأمنية الأخيرة في الداخل، أمور تدرك طهران معانيها جيداً في مفاوضات المستقبل.

وثمة شبه إجماع بين المحللين السياسيين أن الاضطرابات التي تعيشها عدة دول في المنطقة، ستستمر مهما حققت الأطراف المشاركة فيها من تقدم على الأرض، وأن الموضوع لا يتعدى تعزيز الموقف التفاوضي وهامش المناورة السياسية ورفع سقف المطالب للدول الداعمة لطرفي الصراع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com