هل بات اليمن على أعتاب مجاعة حقيقية؟
هل بات اليمن على أعتاب مجاعة حقيقية؟هل بات اليمن على أعتاب مجاعة حقيقية؟

هل بات اليمن على أعتاب مجاعة حقيقية؟

الوضع المتأزم في اليمن، والغارات الجوية وأصوات مضادات الطيران وهذه الفوضى العارمة، لا تغير شيئا في أجندة المتسولين بشوارع العاصمة صنعاء، بل إن الأمر لايدفعهم إلى أخذ فترة استراحة ولو قصيرة.

ويقول (م . ق)،  إنه بالكاد "يجمع قيمة ما يسد رمقه رغم تسوله من الصباح وحتى ساعات الظهيرة الحارقة".

تردي الأوضاع الاقتصادية في اليمن، ساهم في زيادة عدد المتسولين بشكل مخيف، إذ لا تكاد جولة في العاصمة صنعاء تخلوا من المتسولين.

هذه الوضعية المأساوية، تزيدها قتامة بعض التقارير  الاقتصادية، التي ترجح أن يزداد عدد الأفراد الذين يحتاجون إلى غذاء أساسي في اليمن إلى 15 مليون و 500 ألف شخص بحلول العام 2016.

نذر المجاعة

ويرى مراقبون للشأن الاقتصادي في اليمن، أن نذر كارثة غذائية بدأت تلوح في الأفق، فإطعام ملايين المحتاجين يتطلب المزيد من المساعدات الخارجية، في وقت غادرت فيه معظم المنظمات والهيئات البلاد بفعل سيطرة الحوثيين بالقوة على معظم محافظات الشمال، وهو ما خلق نوعا من الرعب الأمني أدى الى نزوح رهيب لكل أشكال الاستثمار.

ويعتقد المحللون، أن الكساد الاقتصادي يهدد من بقي يصارع الحياة بعمل شاق أو تجارة محدودة بالجوع المحتم، لكن ذلك ليس الأسوأ، إذ أن الاوضاع الحالية، تنذر بكارثة معيشية غير مسبوقة.

في اليوم الثامن على بدء عملية "عاصفة الحزم"، بدأت السلع الأساسية كالدقيق والأرز والسكر تختفى من أسواق العاصمة صنعاء شيئاً فشيئاً، وأصبح هم المواطنين الأول هو توفير تلك السلع رغم أن المشتقات النفطية هي الأخرى باتت شبه معدومة.

وبالنظر إلى مستوى دخل الموظفين الحكوميين المتدني أصلا،فإنهم لايقدرون على شراء السلع الغذائية بالكمية بل بالكيلو جرام، وإن اختفت تماما مادة الدقيق من المحالات التجارية في صنعاء.. واقع يجعل بعض الظرفاء يقولون "لعلنا بتنا قاب قوسين أو أدنى من ثورة جياع قد تلتهم الجميع".

وقال طلال الشبيبي لـ "إرم"، إن "سعر كيس القمح وصل في محافظة إب وسط اليمن إلى قرابة عشرة الاف ريال  (خمسين دولار) وهو ضعف سعره في الأيام العادية"، مضيفا "الوضع أشبه بالمجاعة.. الناس أمام المحلات التجارية بالعشرات تشعر وكأن القيامة قد بدأت للتو".

مصائب قوم..

ويؤكد المواطنون اليمنيون، أنه مع غياب الرقابة ووضع "اللا دولة"، فقد استغل التجار الحرب الدائرة في البلاد  ليرفعوا سعر المواد الغذائية إلى الضعف، فيما عمد الكثير من التجار إلى تخزينها وإخفائها رغم توفرها.

وقال وفيق صالح، وهو خبير يعمل في منظمة ترصد الوضع الاقتصادي في البلاد، في تصريح لـ"إرم"، إن "وقوع أزمة إنسانية واسعة النطاق بات أمراً حتمياً". وتابع "لا أعتقد أن شحنات غذائية ستصل إلى اليمن في الوقت القريب مع فرض حظر جوي وبحري على البلاد".

 

لكن تلفزيون "اليمن اليوم"، التابع للرئيس السابق علي صالح، استضاف مسئولين اقتصاديين، قالوا إن "لدى اليمن مخزونا من القمح يكفي لستة أشهر".

ولا يهدد نفاد القمح وحده حياة الكثيرين، إذ أن الادوية وتناقصها يشكل هلعاً إضافياً للمواطنين.

ورداً على سؤل لـ "إرم"، طرحته على "إنور الحاج"، وهو أستاذ مادة الكيمياء، حول وصفه للوضع المقبل في اليمن، اعتبر أن "الأيام المقبلة مخيفة على المستويين السياسي والاقتصادي".

واضاف أنور، وهو أحد الذين غادروا البلاد نحو المملكة السعودية وتركوا وظيفتهم الحكومية لأنها لا توفر معيشة جيدة، "تبدو كلمة (مجاعة) أقرب تسمية غير مرغوب فيها يمكن من خلالها وصف الوضع المقبل".

 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com