فايننشال تايمز: التدخل السعودي في اليمن يشعل الحرب الباردة
فايننشال تايمز: التدخل السعودي في اليمن يشعل الحرب الباردةفايننشال تايمز: التدخل السعودي في اليمن يشعل الحرب الباردة

فايننشال تايمز: التدخل السعودي في اليمن يشعل الحرب الباردة

تخوض المملكة العربية السعودية و إيران، تنافسا حامي الوطيس منذ سنوات في العراق و سوريا، و في الأونة الأخيرة تدخلت السعودية بشكل مباشر عن طريق عملياتها الجوية في اليمن، حيث يسيطر الحوثيون الشيعة  المدعومين من ايران على المواقع الحيوية في البلاد.

وفي تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية  نشر أمس، قالت الصحيفة إن "العمليات الجوية السعودية  في اليمن تفتح ابواب الحرب الباردة فهذا التدخل جيّش الدول العربية السنية ضد ايران"، خصوصا أن العمليات التي شنها الطيران السعودي نسقها وزير الدفاع السعودي  الأمير محمد بن سلمان  و نجل الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز و استهدفت مراكز لحركة الحوثيين و قاعدة للقوات الخاصة تابعة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

و تشير الصحيفة، إلى أن "تكثيف العمليات العسكرية في اليمن يزيد المخاوف من ان تتحول الامور الى ازمة اقليمية، فهذه العمليات مدعومة من عشر دول عربية من ضمنها دول مجلس التعاون الخليجي و مصر و السودان. حيث أصدر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عقب ساعات من بدء الهجوم بيانا يشجب فيه العمليات العسكرية على الحوثيين في اليمن، ومن جانبه قال حليف ايران و وكيله في لبنان حزب الله ان هذا الهجوم هو عدوان ظالم.

ويضيف التقرير قول السفير البريطاني السابق في الرياض و المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط جون جينكر،  أن "الأمور تتصاعد خصوصا ان المسار السياسي غير واضح، فالنهاية لما يحدث الآن باتت مجهولة".
التقرير، أوضح أن "دول الخليج رفعت من مستوى تأهبها الأمني، فكثفت الكويت اجراءاتها الأمنية حول المنشآت النفطية"، ولكن الصحيفة ركزت على أن "أكثر الدول المعرضة للخطر في الوضع الحالي هي سلطنة عمان  وذلك لقربها من اليمن و تدهور حالة السلطان قابوس الصحية وهذا قد يدفع الجهاديون الى استغلال هذه الأمور".

تقويض مكافحة داعش

و تلفت الصحيفة النظر، إلى أن "العمليات العسكرية السعودية في اليمن و التوترات التي تسود البلاد ستعقدان عملية مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و سوريا ، فإيران تدعم المليشيات الشيعية التي تحارب التنظيم . حيث تشارك السعودية التحالف الدولي بقيادة امريكا للقضاء عليه، بيد ان الرياض عبرت مؤخرا عن تحفظاتها من دور ايران في العراق.

وتضيف الصحيفة، أن الفوضى العارمة في اليمن تثير المخاوف من نمو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث يعتبر التنظيم قوة مهمة في وسط اليمن  وعليه توعد بشن هجمات ضد الغرب.

و ينقل التقرير عن الخبيرة في مجال الارهاب بجامعة نوتنغهام البريطانية ناتاشا ادندرهيل قولها، إن "أي نزاع يهدد بجر قوى إقليمية سيدمر المنطقة الغير مستقرة بالاساس". بينما وضح المحلل السياسي الاماراتي عبد الخالق عبدالله" لقد مارست دول الخليج الضغوط المالية و السياسية على الحوثيين والان دور الغارات الجوية، وهناك ايضا تهديدات بالغزو البري، وهذا يعني تصادم مع ايران التي لا اعتقد ان لديها ما تكسبه في اليمن البعيدة عنها كما لا تستطيع ان تتجاهل التهديد الحقيقي الذي يواجهها وهو تنظيم الدولة الإسلامية".

فالسعودية التي جردت الحوثيين من تفوقهم بالقضاء على الدفاعات الجوية وراجمات الصواريخ التابعة لهم؛ تصر على عدم التدخل الايراني في اليمن، وهذا الأمر سيجبر الحوثيين الى الجلوس على طاولة المفاوضات.

الحرب البرية

وحسب ما اورد التقرير، فإن السعودية  حركت الآلآف من قواتها العسكرية و آلياتها الثقيلة نحو حدودها مع اليمن و على مقربة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيوون في مدينة صعدة.  حيث ستدخل السعودية و حلفائها ان عزمت على التدخل البري اليمن من الجوف و مأرب كون العشائر السنية تقطن هناك.

و في نهاية التقرير أكدت الصحيفة، انه في حال  شنت السعودية و حلفاؤها الحرب البرية ضد الحوثييين و القوات العسكرية المواليه لصالح فإن العملية ستكون محفوفة بالمخاطر، فالقوات العسكرية السعودية لن تتمكن من مواجهة الحوثيين الأعلم بطبيعة البلاد و تضاريسها و الأعرف بحرب العصابات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com