تعز.. استبعاد تشكيل لجان شعبية لمواجهة الحوثيين
تعز.. استبعاد تشكيل لجان شعبية لمواجهة الحوثيينتعز.. استبعاد تشكيل لجان شعبية لمواجهة الحوثيين

تعز.. استبعاد تشكيل لجان شعبية لمواجهة الحوثيين

عدن- عاشت محافظة تعز اليمنية، الثلاثاء، يوما ملتهبا، ابتدأ بسقوط قتلى وجرحى برصاص قوات موالية للحوثيين، وانتهى باستقالة المحافظ شوقي أحمد هائل من منصبه، احتجاجا على عدم انصياع القوات القادمة من صنعاء لأوامر اللجنة الأمنية في المحافظة التي يرأسها.

وقالت مصادر طبية ، إن 4 قتلى وعشرات الجرحى سقطوا بالرصاص الحي بالقرب من بوابة معسكر القوات الخاصة التي تحولت إلى ساحة اعتصام مفتوحة لشباب المدينة الغاضب، منذ استقباله، الجمعة الماضية، مئات من مسلحي جماعة الحوثي.

ولم يكن قلب المدينة هو المكان الملتهب في المحافظة التي تعتبر خاصرة للمحافظات الجنوبية ومضيق باب المندب الاستراتيجي، ففي بلدة "التربة"، غرب المدينة، قمعت قوات موالية للحوثي متظاهرين رافضين لتواجدهم ومرور ألياتهم العسكرية باتجاه بلدات جنوبية، مما أسفر عن مقتل 2 من المتظاهرين وجرح اخرون بالرصاص الحي، وفقا لمصادر طبية للأناضول.

وتسبب التصعيد الحوثي في تعز، يوم الثلاثاء، بإعلان محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل، استقالته من منصبه "احتجاجا على عدم تنفيذ توجيهاته وأوامره "من قبل قوات الأمن الخاصة بالمحافظة، الموالية للحوثيين".

وبرر المحافظ استقالته، وفقا لبيان صادر عن مكتب الإعلام بالمحافظة وصل وكالة الأناضول نسخة منه، بـ"تحرك قوات أمنية بدون توجيهاته وآخرها تحرك قوة أمنية عصر اليوم صوب مديرية الشمايتين" التي قتل فيها متظاهران اثنان، وأصيب 7 آخرون برصاص مسلحي الحوثي، خلال تفريق تظاهرة رافضة لهم في المدينة في وقت سابق اليوم بحسب مصادر طبية وشهود عيان تحدثوا للأناضول.

ولم يوضح البيان الرسمي، لمن قدم محافظ تعز استقالته، هل لرئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي أو المجلس المحلي بالمحافظة.

وجاء في البيان أن المحافظ "لن يقبل مطلقا اراقة أي دماء من أي طرف في المحافظة وهو على رأس هرم قيادة السلطة المحلية واللجنة الامنية بالمحافظة طالما أن قيادة بعض فروع الوحدات الامنية لا تلتزم بأوامره ولا يحترمون مواقفهم ومبادئهم".

وأشار محافظ تعز، وهو رجل أعمال ينتمي الى أحد أكبر الأسر التجارية في اليمن، إلى أنه "حرص وخلال فترة عمله في قيادة السلطة المحلية واللجنة الامنية على العمل مع جميع أبناء المحافظة والمكونات السياسية لتجنيب المحافظة كل أشكال الصراع والفوضى والقتل وعدم اراقة أي قطرة دم".

ويتخوف مراقبون أن تحدث استقالة محافظ تعز فراغا دستوريا يشرعن لجماعة الحوثي العبث بالمحافظة بشكل كلي، كما فعلت في العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الشمال، حيث قامت بتعيين الموالين لها على هرم السلطة المحلية، وتسيير الأمور الأمنية لصالحها بغطاء شرعي.

وقال قيادي حزبي حضر اجتماع المحافظ مع القيادات الأمنية، ظهر الثلاثاء، الأمور كانت في طريقها للحل، لكن المحافظ فؤجئ بقيام القوات الخاصة إرسال اليات عسكرية صوب مديرية الشمايتين دون علمه، وذلك لقمع المتظاهرين هناك.

وأشار المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن أسمه، أن جميع القيادات الأمنية كانت مع محافظ المحافظة باستثناء قائد القوات الخاصة العميد، حمود الحارثي، الذي يتلقى أوامر من الحوثيين في صنعاء، ورفض حضور الاجتماع.

وبخصوص الأنباء التي تتحدث عن عملية تجنيد لجان شعبية للدفاع عن المحافظة، قال المصدر الحزبي "بالنسبة للمحافظ فهو يرفض التجنيد إلا بقرار رسمي، وبالنسبة للأحزاب فالموضوع لم يطرح، وإن طرح سيكون طي الكتمان، لعدم وجود الامكانيات، حيث إن اللجان الشعبية للمحافظة ستواجه قوات صالح المدربة في الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، ومليشيات حوثية أغلبها مكونة من مطلوبين أمنيا ومتهمة عشرات الجرائم".

وفيما وصف استقالة المحافظ بـ"الخطأ" في هذا التوقيت، لفت المصدر الحزبي، ان تعز ستشهد يوم غدا الاربعاء، مظاهرة غير مسبوقة، وستطالب المحافظ بالعدول عن استقالته .

وكان متظاهرون بدأوا، السبت الماضي، اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر قوات الأمن الخاصة ونصبوا مخيمات بعد يوم من دخول قوات حوثية المعسكر، وهو ما يرفضه المحتجون.

والجمعة الماضية، أفاد شهود عيان ومصدر أمني أن قوات موالية لجماعة "الحوثي" تتألف من 20 عربة عسكرية وناقلات جند إضافة إلى سيارتين تحملان مسلحين، دخلوا محافظة تعز دون مقاومة، واستقروا في مقر القوات الخاصة.

ومطلع الأسبوع الجاري، واصل الحوثيون، حشد قوات عسكرية ومسلحين إلى محافظة تعز، التي تشرف جغرافيا على مضيق باب المندب، وتشكل خاصرة للمحافظات الجنوبية، حيث حل الرئيس عبد ربه منصور هادي في 21 فبراير/ شباط الماضي.

ويتخوف مراقبون من خطورة نقل الحوثي قواته إلى محافظة تعز، التي أعلنت عاصمة ثقافية لليمن عام 2013، ويرون أن التحالف الثنائي بين الرئيس السابق، على عبد الله صالح، والحوثيين، يهدف لجعل المحافظة المشرفة على باب المندب، منصة لاجتياح عسكري مرتقب ضد محافظات الجنوب، وخصوصاً بعد إخفاقهم في بسط السيطرة على مطار عدن الدولي، خلال الأيام الماضية، عبر قيادات عسكرية متمردة على قرارات الرئيس هادي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com