تفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن.. احتجاجات متكررة وتدهور اقتصادي متواصل
تفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن.. احتجاجات متكررة وتدهور اقتصادي متواصلتفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن.. احتجاجات متكررة وتدهور اقتصادي متواصل

تفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن.. احتجاجات متكررة وتدهور اقتصادي متواصل

تتفاقم معاناة اليمنيين بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وتدهور الحالة الاقتصادية، غير المسبوقة في تاريخ اليمن الحديث، إذ بلغت خلال الفترة الراهنة حالة متدنية لم تشهد البلاد مثيلها من قبل، عجز فيها الكثيرون من أرباب الأسر على توفير ما يسدون به رمقهم وقوت يومهم.

ويُرجع مختصون الوضع المتردي للحالة المعيشية في اليمن لأسباب عدة، أبرزها، الانخفاض المتسارع للقيمة المصرفية لتسعيرة العملة المحلية أمام سعر الدولار الأمريكي والريال السعودي، إذ تتناقص قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية باليوم الواحد أكثر من مرة، وصولا لقيمة لم يسبق أن وصل إليها من قبل؛ ما تسبب بارتفاع جنوني لأسعار السلع الأساسية "مواد غذائية ومستلزمات طبية ومشتقات نفطية"، وغيرها من لوازم الحياة، أثقلت كاهل المواطنين بسبب ضعف مقدرتهم الشرائية.

ونتيجة لتلك الظروف المتردية تكررت خلال الفترة الأخيرة الاحتجاجات الشعبية، وكان آخرها، أمس السبت، والتي شهدها عدد من مدن ومديريات العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظتي حضرموت وتعز.

أمر طبيعي

وتعليقا على الاحتجاجات قال الصحفي، عبدالرحمن أنيس، إن "الاحتجاجات والاحتقان الموجود في عدن ومحافظات أخرى، أمر طبيعي، في ظل الانهيار المتسارع للريال اليمني، وفقدان الموظف اليمني لأكثر من 70% من قيمة مرتبه".

وتابع أنيس، في حديثه لـ"إرم نيوز": "قبل حرب 2015، كان سعر صرف الدولار الواحد يساوي 215 ريالا يمنيا، بينما كان سعر صرف الريال السعودي يساوي 57 ريالا يمنيا، أما اليوم فالدولار يساوي 1700 ريال يمني، والريال السعودي يساوي 450 ريالا يمنيا، وهذا انهيار كبير في قيمة العملة الوطنية اليمنية".

وأشار إلى أن ذلك "انعكس سلبا على الحالة المعيشية للمواطن، الذي لا يزيد دخله الشهري في الغالب عن 60 ألف ريال يمني، وهو ما يعادل 35 دولارا فقط، بينما في السابق، كان راتبه يقارب الـ300 دولار، وهذه فجوة كبيرة".

الحل.. وديعة مليارية

ويرى الصحفي عبدالرحمن، بأن "الحل الوحيد المتاح لامتصاص غضب الشارع وإنقاذ الشعب اليمني من المجاعة، هو إيداع وديعة بقيمة 5 مليارات دولار في البنك المركزي اليمني، ومن ثم القيام بخطوات اقتصادية، مثل: تصدير النفط، وتشغيل الموانئ، ودون ذلك، فان البلاد على شفا مجاعة ستطحن الجميع".

بدورها، قالت الناشطة في المجتمع المدني، شفاء باحميش، إن "الاحتجاجات الشعبية تعبّر عن المعاناة الحقيقية التي يمر بها المواطن، بسبب سوء الأوضاع المعيشية وبشكل مخيف، مع ارتفاع مستمر لسعر صرف العملات الأجنبية أمام سعر الريال اليمني؛ ما أدى الى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الاستهلاكية والمواد الأساسية".

ودعت، باحميش، خلال حديثها لـ"إرم نيوز"، السلطات المسؤولة إلى سرعة الاستجابة لمطالب الشعب بشكل عام والمحتجين بشكل خاص، وتدارك الأمور الاقتصادية ومعالجتها، حتى لا يتفاقم الوضع وتتسع رقعة تلك الاحتجاجات.

وترى الناشطة، باحميش، بأن، "الحل لتلافي الأزمة الاقتصادية، بيد السلطة، ويجب أن يكون العمل من قِبلها على حل ذلك بشكل عاجل، مع تصحيح مسار إدارة الدولة".

تحذير من الاستغلال السياسي

وأضافت "الجميع يعلم، بأن هناك موارد ضخمة، بالإمكان إطلاقها واستخدامها ليعيش الشعب حياة كريمة"، لافتة إلى أن "هنالك أجورا تسلم بالدولار الأمريكي، وبشكل كبير للمسؤولين، فلماذا يتم حرمان الشعب من الخدمات ولقمة العيش؟".

وحذّرت من "استثمار أصحاب المآرب السياسية والمصالح الحزبية، لجوع الناس وفاقة الشعب، ومحاولة تحويل تلك الاحتجاجات لمكايدات سياسية وإعلامية"، مؤكدة أن "المحتجين خرجوا للاحتجاج بشكل عفوي، وهم من عامة الشعب من البسطاء والمطحونين، الذين تأذوا بشكل مباشر بسبب الوضع المعيشي الصعب".

وشددت باحميش، في ختام حديثها، على المحتجين "ضرورة التزام السلمية؛ كون المطالبة بالحقوق بشكل سلمي هو الأمر الأسلم، وتجنب أي محاولات للتخريب والإضرار بأي ممتلكات سواء كانت عامة أو خاصة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com