بيت في عدن يعصم الثقافة من طوفان السياسةبيت في عدن يعصم الثقافة من طوفان السياسة

بيت في عدن يعصم الثقافة من طوفان السياسة

عدن (اليمن) - في مدينة عدن اليمنية (جنوب) ينشط "البيت الثقافي العدني"، وهو منظمة مدنية مهتمة بالأنشطة الثقافية والفنية، ما جعله يمثل نقطة إشعاع ثقافية وسط غيوم الاشتباكات الدموية والصراعات السياسية التي يكابدها البلد العربي منذ سنوات.

ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، يسيطر مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثي) على العاصمة صنعاء ومدن أخرى، ضمن ما يعتبرونها مساع لتحقيق "شراكة سياسية"، ويراها المجتمع الدولي "انقلابا" على الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي لجأ إلى مدينة عدن (حوالي 363 كم جنوب العاصمة) في الحادي والعشرين من الشهر الماضي.

وبحسب إسراء السقاف (40 عاما)، وهي رئيس "البيت الثقافي العدني"، فإن "ظهور عدد من منظمات المجتمع المدني تعمل في التوعية السياسية والحقوقية، مقابل إهمال الجانب الثقافي، كشف عن حاجة ملحة لإنشاء مؤسسة تُعنى بالجانب الثقافي".

السقاف مضت قائلة: "من هنا تبادرت فكرة إنشاء البيت الثقافي بداية عام 2014، انطلاقا من حاجة المجتمع إلى إعادة إحياء مثل هذه الملتقيات لمناقشة قضايا الثقافة عامة، والقضايا الثقافية في عدن بشكل خاص، كما تعطي الفرصة للمواهب الشابة الواعدة في مختلف المجالات الفنية، في ظل إهمالها من جانب الجهات الرسمية.. كما تعمل على التقريب بين فكرين وعصرين وجيلين توسعت الهوة بينهما".

كما أن "البيت الثقافي يهدف إلى تعميق الاعتزاز والولاء للثقافة العدنية في اليمن ودعمها من خلال الفكر والأدب والفنون.. وتنمية إبداعات الشباب في المجالات الثقافية، وتعزيز حرية الإبداع الثقافي والعمل على تحريره من التبعية، وتنشيط الحركة الثقافية بإطلاق القدرات الفنية والفكرية المبدعة، ونشر الوعي وتفعيل الدور الثقافي بعدن"، وفقا لرئيسة "البيت".

ومقر هذا "البيت الثقافي" عبارة عن مكتب لإدارة البيت وأنشطته، بحسب السقاف، التي قالت: "لا نقيم الفعاليات، فقط ننسق لها، حيث تقام في قاعات واسعة مغلقة أو أماكن مفتوحة، حسب نوع النشاط.. وتحظى الأنشطة والفعاليات التي يقيمها البيت بتفاعل كبير من شباب المدينة ونشطائها من الذكور أو الإناث".

وعن المحاور التي يهتم بها البيت الثقافي، أوضحت رئيسته أن منها "مناقشة الكتب ومشاهدة الأفلام السينمائية، والنقاشات الثقافية والمناظرات الفكرية، وعرض المواهب الموسيقية والغنائية، وإقامة معارض للفنون والرسوم التشكيلية".

وبحسب الطالب الجامعي، عمر محمد محسن، وهو أحد المستفيدين من البيت، فإن "فعاليات البيت تجذب اهتمام مثقفين ومهتمين بالنشاط الثقافي من مختلف الفئات العمرية، وتسهم في إنعاش المشهد الثقافي الراكد بفعل تدهور الأوضاع العامة، ومنها التوتر السياسي والأمني في أغلب محافظات اليمن".

وعن وتيرة أنشطة "البيت الثقافي العدني"، قال مديره التنفيذي، ماجد قاسم، إن "البيت أحيا العام الماضي أكثر من 20 فعالية متنوعة، بدأت بمحاضرة عن الثقافة المدنية في عدن وأسباب تدهورها، واختتمت بإحياء الذكرى السنوية الـ21 لرحيل المطرب والموسيقي العدني محمد عبده الزيدي، من خلال تقديم ورقة عمل عن حياة الفنان ومسيرته الفنية، وعرض عدد من أغانيه".

ولا تقتصر المشاركة في فعاليات "البيت الثقافي" على الأفراد فقط، فوفقا لقاسم، في حديث مع لوكالة الأناضول، فإن "منظمات مجتمع مدني شاركت في بعض فعاليات البيت الثقافي، خاصة ما يتعلق بدعم مواهب الأطفال وتشجيعهم على القراءة".

والبيت الثقافي في عدن، العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن على خليج عدن، يفتح أبوابه أمام المشاركات الخارجية، حيث يتعاون في إقامة فعاليات غير يمنية.

فبالتعاون مع البيت العدني، أقامت مبادرة "الباحثون السوريون" (غير حكومية)، أمسية فنية موسيقية في عدن، حضرها فنانون وأدباء وكتاب وإعلاميون ونشطاء ضمن فعاليات "أسبوع الموسيقى السوري"، بحسب الأديب اليمني، عاد نعمان، منسق الفعالية والناشط في البيت العدني.

وكانت هذه أول احتفالية خارجية للمبادرة السورية، التي تأسست قبل ثلاثة أعوام، وتضمنت إقامة مجموعة من الحفلات الغنائية والموسيقية، أحياها فريق غنائي موسيقي سبق أن قدم عروضا في عدة مدن بسوريا وفي واشنطن ولندن والدوحة.

ولا يتلقى البيت الثقافي العدني أي دعم مادي ولا معنوي من السلطات، فبحسب القائمين على هذا البيت، يتم تسيير أنشطه بدعم ذاتي يقدمه نشطاء وشخصيات مهتمة بالعمل الثقافي، لا سيما في محافظة عدن الذي يقطنها حوالي 3% من عدد سكان البلاد البالغ عددهم أكثر من 26 مليون نسمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com