صور.. صيد الوعول في حضرموت .. طقوس تأبى الاندثار
صور.. صيد الوعول في حضرموت .. طقوس تأبى الاندثارصور.. صيد الوعول في حضرموت .. طقوس تأبى الاندثار

صور.. صيد الوعول في حضرموت .. طقوس تأبى الاندثار

تشتهر محافظة حضرموت شرق اليمن بصيد الوعول "تيس الجبل" ولهذه الهواية طقوس وتقاليد غاية في الروعة تتوارثها الأجيال أملاً في الحفاظ عليها من الاندثار.



"سلاح وتمر ولحاف وإلمام بالقنص وقبلها عزيمة قوية" هذه عدة من أراد المشاركة في هواية الصيد وخوض مغامرة قد تستمر عدة أيام في الشعاب والجبال.

والوعول أو ما يطلق عليها البعض في حضرموت بـ " المربعية أو الغصيني" هي أهم الحيوانات التي يتم اصطيادها وغالباً ما تعيش حول برك الماء المتناثرة في رؤوس الجبال.

وتبدأ رحلة الصيد غالباً بالتجمع وسط القرية قبل عدة أيام ويقوم "المقدم" الذي يقوم بترتيب الرحلة وتحديد أماكن الصيد وهو الآمر والناهي الأول، ودائماً ما تكون فترة الصيد في غير فصل هطول الأمطار.

وقبل الانطلاق للصيد يتجمع الأهالي ممن لم يعتزم المشاركة من الأطفال والشيوخ لتوديع "أصحاب القنيص" قبل صعودهم للجبال وتقرأ سورة الفاتحة وبعض الزوامل.

يقول محمد بانبيله أحد هواة القنص والصيد: "يقسم القناصة إلى 4 مجموعات، فهناك أصحاب "الكمين" وهم أمهر الرجال رماية ويتخذون من المتاريس على الطرق الوعرة إلى الجبال موقعاً لهم، ومجموعة أخرى يسمون "الشباك" ويكون موقعهم إلى الأعلى من المجموعة الأولى، أما الثالثة فيسمون أصحاب الظاهرة ويتميزون بحدة البصر في حين يطلق على الأخيرة "المناهيل" ومهمتها استكشاف مواقع المياه والرعي، وتأتي بعد التأكد من أخذ كل مجموعة موقعها ولهم الرماية الأولى في اطلاق النار إذا وجد الصيد كما يقومون برمي الحجارة حتى تظهر "الوعول" المختبئة".

ويضيف في حديثه لـ "إرم": إذا وجد الصيد تطلق مجموعة الاستكشاف النار عليه فإذا تعداها يأتي دور أهل الشباك الممتدة على قارعة الطريق، وتقوم بشده ليتعثر الصيد فيها وإذا لم يتمكنوا يأتي دور أصحاب" الظاهرة" وهكذا".

ويتابع بانبيله حديثه قائلاً: "إذا تم اصطياد "وعل" وعرف قانصه يكافأ بأن يحصل على الرأس ويقوم بوضع جلده على متارس بندقيته، أما القرون أو ما تسمى في حضرموت "القشعة" فتوضع على زوايا البيوت وتعد مفخرة لصاحبها".

وعن الطقوس الاحتفالية بالصيد يوضح بأنها تبدأ بعد صلاة الفجر بإطلاق النار من أصحاب القنيص فيرد عليهم أهل القرية، عندها يتجمع الناس عند حدود القرية ويتم توزيع بعض أوصال اللحم من الصيد على الأطفال وتسمى "وذره" على أن تبدأ الزوامل والمساجلات الشعرية ومدح "القانص" في فترة العصر وحتى غروب الشمس.

ورغم مرور مئات السنين على هذه العادة إلا أنها ما تزال حاضرة بقوة في كثير من المناطق، ويتشوق الأحفاد بشراهة للتعرف على تفاصيلها ويمنون النفس بخوض غمارها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com