ما هو المجلس الانتقالي الجنوبي؟ (فيديو إرم)
التوقيع على "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الثلاثاء، يستدعي التوقف عند الطرف الأخير ورهاناته، فما هو المجلس الانتقالي؟.. وكيف تشكل؟.. ولماذا بقي متماسكًا طوال هذه المدة على عكس ما يحدث عادة للكيانات السياسية في اليمن؟
عندما قرر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إقالة الزبيدي من محافظة عدن في شهر أبريل 2017، ظن الكثيرون أن الرجل قد انتهى سياسيًا، لكن العكس هو ما حدث تمامًا، إذ حرك هذا القرار مشاعر الجنوبيين، لتبدأ تحركات شعبية تكللت بتظاهرة حاشدة في الـ 4 من مايو 2017 في شوارع عدن، تمخض عنها ما سمي حينها بـ"إعلان عدن التاريخي" الذي خوّل اللواء عيدروس الزبيدي إنشاء مجلس سياسي جنوبي استجابة لتطلعات الجنوبيين وتحقيقًا لما دعا إليه هو سابقًا.
لم يتأخر الزبيدي كثيرًا، ليعود بعد أسبوع (أي في 11 مايو 2017) معلنًا تأسيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" برئاسته وعضوية 26 شخصية، تمثل جغرافيًا ما كان يُعرف بـ"جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
ومع بروز هذا الكيان الجديد على الساحة السياسية في اليمن جرى التعامل معه في البداية كسحابة صيف ينتظر أن تزول في أي وقت، لكن بقاء المجلس واستمراره في حصد المكاسب والتعاطف الشعبي أجج الجدل حوله، فخصومه يتهمونه بالتمرد والسعي إلى الانفصال بل والتبعية للإمارات.
أما مؤيدوه فيرون أنه ممثل لقضية الجنوب العادلة، في نظرهم، ويقولون إنه نجح في إعادة الحياة للقضية ودفع بها إلى الإمام، بعد أن بقيت لسنوات حبيسة الأدراج المحلية تتجاذبها فصائل "الحراك الجنوبي" المتعددة دون تحقيق أي اختراق.
اليوم يُثبت "اتفاق الرياض" أن المجلس الانتقالي على حداثته قد ارتقى بالقضية الجنوبية، ليقتنص اعترافًا ضمنيًا بدوره الذي بناه بالاعتماد على حاضنة شعبية عريضة، وشراكة فاعلة مع قوات التحالف العربي في أكثر الجبهات القتالية سخونة، ومساهمة القوات التابعة له في تحرير مدن الجنوب ومناطق الساحل الغربي "المنيعة".
ومن النقاط التي زادت من موثوقية المجلس الانتقالي تماسكه القوي، حيث لم يشهد منذ تأسيسه أية انشقاقات أو انقسامات تذكر، وذاك مشهد غير مألوف في بلد سياسيوه ولاءاتهم كالرمال المتحركة.
اليوم يعتلي الانتقالي الجنوبي صدارة المشهد متكئًا على انتصارات هامة حققها منذ إنشائه، ليثبت قدرته على الحسم عسكريًا والجنوح للسلم في كل مرة، مقدمًا الحلول الإيجابية التي تخدم قضيته وتعزز شراكته مع التحالف بقيادة السعودية.
