بعد القبض على "أمير" التنظيم.. كيف أوقف الحوثيون هجمات داعش؟
بعد القبض على "أمير" التنظيم.. كيف أوقف الحوثيون هجمات داعش؟بعد القبض على "أمير" التنظيم.. كيف أوقف الحوثيون هجمات داعش؟

بعد القبض على "أمير" التنظيم.. كيف أوقف الحوثيون هجمات داعش؟

تسلطت الأضواء مجددًا على تنظيم داعش في اليمن بعد أن تمكنت قوات خاصة سعودية ويمنية من القبض على "أمير" التنظيم في اليمن وعدد آخر من قياداته، في عملية "في الداخل اليمني" هذا الشهر، حسب ما أفاد التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن الثلاثاء.

وارتبط تنظيم داعش في أذهان اليمنيين بحوادث تفجير عدد من المساجد، أبرزها تفجير مسجدي "الحشوش وبدر" في صنعاء، أثناء صلاة الجمعة في 20 مارس/ آذار 2015، راح ضحيتها 140 شخصًا، أغلبهم من المؤيدين لجماعة الحوثي، بينهم القيادي الحوثي البارز مرتضى المحضوري.

وفي سبتمبر/ أيلول من ذات العام، تبنى تنظيم "داعش" فرع اليمن، عملية تفجير مسجد البليلي في صنعاء، وقال التنظيم في تغريدة له في موقع (توتير) إن (أبو عمر الحديدي) هو من نفذ العملية، واصفًا مسجد البليلي بـ (معبد الحوثيين).

وخلال العامين اللذين تليا انقلاب الحوثيين على السلطة في العام 2014م، تبنى "داعش" مئات الهجمات على مقرات وتجمعات للميليشيات الحوثية، بالإضافة إلى عمليات اغتيالات لشخصيات حوثية "دينية وعسكرية وقبلية"، في المدن الخاضعة لسيطرتها في مقدمتها "صنعاء، إب، ذمار، الحديدة، المحويت، حجة".

لكن وعلى نحو مفاجئ تلاشت خلال السنوات اللاحقة عمليات داعش في مناطق سيطرة الحوثيين، وتضاءلت عمليات الاغتيال حتى اختفت، حيث كشف مصدر يمني النقاب "لأول مرة عن سر توقف عمليات داعش في مناطق سيطرة الحوثيين" وقال لـ(إرم نيوز) تمكن بعض زعماء القبائل الموالين للحوثي في البيضاء من إيجاد تفاهمات غير معلنة بين ميليشيات الحوثي وداعش، ليركز التنظيم عملياته في المناطق المحررة، مقابل إفراج الحوثيين عن عناصره وفي مقدمتهم "خلية أبو مسلم" التي تم القبض عليها بعد عملية اغتيال ضابط في جهاز الاستخبارات بصنعاء.

وأشار المصدر إلى أن معظم عناصر داعش ينحدرون من محافظات الجوف والبيضاء وإب، وتم الضغط على القبائل التي ينتمي لها عناصر داعش لإيقاف العمليات ضد الحوثيين، مقابل امتيازات حصل عليها بعض زعماء القبائل في تلك المناطق.

ومنذ ذلك الحين كثف داعش من عملياته في المناطق المحررة حيث وثق العديد من الهجمات المختلفة وعمليات الاغتيال رغم الجهود التي تبذلها السلطات الأمنية في هذه المناطق.

ويعيد هذا الاتفاق الضمني بين الحوثيين وداعش في اليمن إلى الأذهان ما تم الكشف عنه من علاقة سرية بين إيران وتنظيم القاعدة بناء على مصالح مشتركة رغم الخلاف الإيديولوجي بين الطرفين.

مستقبل التنظيم

ورغم عمليات داعش المستمرة في المناطق المحررة إلا أن محللين يتوقعون تراجعه خلال الفترة المقبلة.

وتقول الأمم المتحدة إن داعش رغم خسائره في سوريا والعراق، لا يزال يدير "معسكرات متحركة، ولايزال عدد من المقاتلين يتراجع في مجمل اليمن"، حسب تقرير صدر في شباط/فبراير الماضي.

وقال الباحث في مركز دراسات حكومي، فهد الأصبحي لـ"إرم نيوز" إن التنظيم تقلصت موارده المالية، وقتل الكثير من عناصره المدربة، وتم القبض على جزء منهم من قبل الأجهزة الأمنية، لذا بات يعتمد بشكل أساسي على تنفيذ عمليات إرهابية لا تكلف كثيرًا من حيث الأعداد أو الموارد المالية، معتبرًا أن تلاشي دولة "داعش" في العراق والشام، انعكس  سلبًا على الكيان في اليمن، وبات مهددًا بالانتهاء في أي لحظة بعد انهيار المركز الرئيس، ليأتي القبض على زعيم التنظيم في اليمن "أبو أسامة المهاجر" على يد التحالف العربي ليكون آخر حلقات داعش في اليمن.

ويرى الإعلامي فاروق الجبلي في حديث لـ"إرم نيوز" أن تنظيم داعش اعتمد كثيرًا على الإعلام لخلق هالة عن قوته، مؤكدًا أنه مع انهيار تنظيم داعش في العراق والشام، بدأت الكثير من فروع التنظيم تعاني من شح الإمكانات،  لذا ضعفت كثيرًا عملياته المؤثرة وبات عاجزًا عن تنفيذ عمليات اشتباكات تقليدية مباشرة مع أي قوة أخرى للعدد القليل من عناصره في أرض الواقع. معتبرًا أن القبض على زعيم التنظيم يكشف الحجم الحقيقي لداعش على أرض الواقع، ومدى الحضور الأمني والاستخباراتي للتحالف العربي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com