اليمن.. هل ينجح لقاء "الإصلاح" بزعيم الحوثيين في إنهاء التوتر؟
اليمن.. هل ينجح لقاء "الإصلاح" بزعيم الحوثيين في إنهاء التوتر؟اليمن.. هل ينجح لقاء "الإصلاح" بزعيم الحوثيين في إنهاء التوتر؟

اليمن.. هل ينجح لقاء "الإصلاح" بزعيم الحوثيين في إنهاء التوتر؟

صنعاء- أثار إعلان حزب التجمع اليمني للإصلاح (محسوب على تيار الإخوان)، الجمعة عن لقاء جمع وفداً من الحزب بـ"عبدالملك الحوثي" زعيم جماعة "أنصار الله" المعروفة إعلامياً بجماعة الحوثي، جدلاً واسعاً في الأوساط اليمنية، بين من يراه خطوة نحو تطبيع علاقاتهما، ستنعكس ايجاباً على مجمل الأوضاع في البلاد، وبين من يراه مجرد "شرعنة" للمليشيات المسلحة.

وكان الموقع الرسمي للحزب "الصحوة نت"، قال إن "وفدا من التجمع اليمني للإصلاح التقى بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الخميس الماضي، من أجل طي صفحة الماضي والتوجه نحو بناء الثقة والتعاون في بناء الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة".

وأضاف أن "الجميع رغبتهم في التعاون والتعايش عملا بمبادئ الإسلام الحنيف التي تدعو إلى الأخوة والمحبة والسلام، واستشعاراً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية والمخاطر المحدقة التي تحيط باليمن"، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على "استمرار التواصل لإنهاء كافة أسباب التوتر ومعالجة التداعيات التي حدثت خلال الفترة الماضية".

وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها "الإصلاح" عن فتح حوارات أو لقاءات بينه وبين جماعة الحوثي المحسوبة على المذهب الشيعي، والتي ما تزال تُسيطر على عدد من مقراته في العاصمة صنعاء، منذ اقتحامها للمدينة في الـ 21 سبتمبر الماضي.

ومردّ الاستغراب في موقف كهذا هو أن بيان شديد اللهجة صدر عن الأمانة العامة لحزب "الإصلاح" قبل يوم واحد فقط، وجّه الحزب خلاله نقدا لاذعاً لجماعة الحوثي، وعبر عن قلقه وأسفه لـ"تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها الجماعة، رافضاً "كافة أعمال الفوضى والاقتحامات لمؤسسات الدولة وللشركات والمنشآت التعليمية والجامعات والمصالح العامة والخاصة وتنديدها بتنامي ظاهرة العداء الممنهج للعاملين في الوسط الإعلامي باعتبارهم الصوت الأعلى في مواجهة الانتهاكات اليومية المتواصلة".

وفي نبرة لا تخلو من تهديد، ذكّر الحزب جماعة الحوثيين بـ"أن الأيام دول"، وطالب قادتهم بـ"احترام حق الحياة والحرية ووضع حد لانتهاكات ميليشياتهم الصارخة ضد حقوق الإنسان"، وأدان كل ما يتعرض له مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن اللواء الركن علي محسن صالح، وعضو مجلس النواب القيادي في الإصلاح واللقاء المشترك الشيخ حميد بن عبدالله الاحمر من استهداف على خلفية مواقفهما الوطنية".

والسؤال الذي ما يزال يبحث عن إجابة هو ما الذي غيّر موقف الإصلاح تجاه جماعة الحوثي في زمن قياسي ووجيز، وهل يمكن التعويل على اتفاق كهذا في ظل استمرار تمدد الحوثيين في أكثر من منطقة يمنية؟

ورأى "علي سيف حسن" رئيس منتدى التنمية السياسية، أن "لقاء وفد الإصلاح بزعيم جماعة أنصار الله "عبدالملك الحوثي" يُعتبر خطوة وطنية ومسؤولة وجسورة، ستنعكس ايجاباً على الواقع اليمني، وعلى علاقات الأطراف السياسية ببعضها".

وقال "حسن" في حديث مع الأناضول "أنا على ثقة أن هذه الخطوة قوبلت بنفس المستوى من المسؤولية من قبل جماعة أنصار الله، وهي مبادرة ستأخذ حقها من الوقت والتفاعل".

ورأى المحلل السياسي اليمني "عارف أبو حاتم" أن "حزب الإصلاح وجماعة الحوثي تنبها، مؤخراً، لما يُخطط له الرئيس اليمني الحالي "عبد ربه منصور هادي" فيما يخص وضع الجنوب، وأن الأخير بدأ بترتيب الوضع الخاص به هناك، وهذا يستلزم توافقاً شمالياً لمواجهته".

وأضاف "أبو حاتم" في حديث مع الأناضول "أن الإصلاح والحوثي أدركا، متأخريْن، أن الرئيس هادي وسلفه "علي صالح" رتبا للوقيعة بين الطرفين، وأن اتفاق "إنهاء التوتر" هو بمثابة تفويت الفرصة على "هادي" و"صالح"، والتوجه نحو دعم حكومة "خالد بحاح" باعتبارها الفرصة الأخيرة المتاحة، ومن خلال هذا سيستطيع الطرفان اقناع دول الخليج، وخاصة السعودية، بدعم اليمن، الذي توقّف بعد دخول الحوثيين إلى صنعاء".

وأشار"أبو حاتم" إلى أن الخطورة تكمن فيما إذا كان "الإصلاح" قد وافق على تشكيل لجان مسلحة مشتركة لمساعدة الجيش في حفظ الأمن والاستقرار، وفي هذه الحالة يكون الحوثي قد ورّط الإصلاح، وجعله يمنح الشرعية للمليشيا المسلحة التي كان الأخير ينتقد تواجدها في المدن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com