اليمن.. هادي يغضب الجنوبيين بخطاب وصفهم فيه بـ "عملاء إيران"
اليمن.. هادي يغضب الجنوبيين بخطاب وصفهم فيه بـ "عملاء إيران"اليمن.. هادي يغضب الجنوبيين بخطاب وصفهم فيه بـ "عملاء إيران"

اليمن.. هادي يغضب الجنوبيين بخطاب وصفهم فيه بـ "عملاء إيران"

أثار خطاب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء السبت بمناسبة ذكرى اندلاع ثورة الـ 14 من أكتوبر، استياء الكثير من الجنوبيين على شبكات التواصل الاجتماعي، من ما اعتبروه اتهامًا لهم بالعمالة لإيران، التي دحروا وكلاءَها (الحوثيين) في مناطق واسعة من البلاد.

وعلى الرغم من عدم وضوح كلمة هادي بشأن الجنوبيين، إلا أن العديد من الكتاب والمحللين السياسيين بالجنوب رأوا أنها اتهام للمجلس الانتقالي الجنوبي ومناصريه، مبررين ذلك بجزئية أخرى ذكرها الرئيس هادي حين وصف قوات الحزام الأمني والنخب الحضرمية والشبوانية بالميليشيات التي تعمل خارج سلطة الدولة، وهو الاتهام ذاته الذي يطلقه مؤيدو الإخوان على هذه الفصائل التي لعبت دورًا مشهودًا في فرض الأمن بمناطق الجنوب.

ويقول الكاتب السياسي والناشط اليمني أنيس الشرفي على صفحته في "فيسبوك": "هادي يعلن الحرب لتركيع شعب الجنوب ومحو قضيته، إذ لم يترك مجالًا للوسطيّة أو الحوار، بل أصدر حكمًا ويسعى لفرضه رغم أنف شعب الجنوب" .

وأضاف : "كرَّر خطاب صعتر وفتواه ذاتها؛ إذ ساوى بين نضال شعب الجنوب لاسترداد دولته، بعد 28 عامًا من المعاناة والتنكيل والتجويع والتعذيب، بانقلاب جماعة الحوثي، ونسي أو تناسى مَن انتصروا له وأعادوه إلى عدن، ولا زالوا يذودون عنه وعن شرعيّته المختطفة".

قطع الطريق على أي حوار

بدوره رأى الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور حسين لقور على حسابه بـ "تويتر" أن "‏هادي قطع الطريق على أي حوار موضوعي مع الانتقالي سواء من خلال اتهام المقاومة الجنوبية التي قاتلت الحوثي بأنها ايرانية، أو من خلال إصراره على التمسك بأقاليمه البائسة، أعتقد أن الانتقالي أصبح في حلّ من أي التزام تجاه الشرعية بعد هذا الخطاب".

الكاتب والناشط وضاح عطية قال على حسابه بـ "تويتر": "خطاب هادي متجانس مع فتوى صعتر التكفيرية، وهكذا وضحت رؤية عصابات 7/7 ومن يحاول أن يقنعنا بأن هادي يختلف عن زميليه عفاش وعلي محسن عليه أن يثبت كلامه.. هادي زار عمران بعد أن سقطت بيد الحوثي وقال: اليوم عادت الدولة، وشعب الجنوب هو من خرج يقاوم الحوثيين في الجنوب، فمن هو عميل إيران؟

إلى ذلك قال الكاتب والناشط نبيل عبدالله على صفحته في فيسبوك : "هادي لم ولن يعالج أي أزمة تواجهه بل يفاقمها وهو فعلًا الرئيس الكارثة ففي كلمته ظهر مجددًا أنه معزول عن الواقع ويدفع بعناده وغروره إلى مواجهة الجنوبيين، كلمة افتقر فيها للمسؤولية والحرص ووضع فيها الجنوبيين بين الوحدة بنسختها الجديدة ستة أقاليم أو الموت!"

وأضاف : "هادي دافع لعقود عن الوحدة دون أقاليم، ثم ها هو اليوم ضد قناعته السابقة ويعترف بفشلها بعد كل ما دفعناه من ثمن، ويدعونا اليوم لمغامرة جديدة يدافع عنها بالغباء والاصرار ذاتهما، وكأنه يرى في الجنوب حقل تجارب، وعلينا أن ندفع الثمن مجددًا لكي تتغير قناعته الأخيرة".

وتابع : "لم يبد هادي أي نوايا لمعالجة الأخطاء والبحث عن حلول وتسويات، بل جدَّد إنكاره للقوى الحيَّة في الجنوب متهمًا إيّاهم بالعمالة لإيران، ومستخدمًا بذلك فزاعة المشروع الإيراني في رسالته للتحالف، وكذا فزاعة الدعم والتأييد الدولي في رسالته للانتقالي".

مسرحية بين عملاء إيران

ويقول الناشط الإعلامي والكاتب أحمد الصالح في "تويتر" بشكل ساخر إن : "هادي مخاطبًا السعودية: الشمال مع إيران والجنوب مع إيران ويجب أن تقتلوا الشعبين حتى أعود وأحكم الجبال فكلهم عملاء لإيران ولا يوجد وطني غيري أنا..!!".

وأضاف : "مضمون خطاب هادي.. الجنوبيون الذي دحروا الحوثي الإيراني هم عملاء لإيران ومدعومون من الإمارات حليفة إيران وكل التضحيات والدماء والدمار ماهي إلا مسرحية بين عملاء إيران.. كلهم عملاء إيران باستثناء هادي وحزب الإصلاح الذين هربوا مع اول طلقة رصاص!!".

لم يأت بجديد

بالمقابل يقول الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي في حديث خاص لـ "إرم نيوز": "بشكل عام، الرئيس هادي لم يأت بجديد غير أنه أعاد نقطة كان صرَف النظر عن تكرارها منذ بداية هذه الحرب، وهي هجومه على القيادات الجنوبية التي كانت تتخذ من بيروت مقرًّا لها قبل الحرب، وبالذات تسميته لقناة عدن لايف التي كانت تتبع الرئيس علي سالم البيض وتــبث من بيروت، وهذا الهجوم أتى على خلفية التوتر الذي يسود علاقة الشرعية بالانتقالي".

وأضاف أن: "خطاب هادي أتى بنفسٍ إصلاحي إخواني واضح، ولكنَّه لا يخلو من قناعة هادي الحقيقية فيما يخص القضية الجنوبية... فما كرره الرئيس بخصوص تمسكه بمشروع ستَّة الأقاليم – وهو المشروع المرفوض جنوبيًّا- هو قناعة سياسية صريحة من هادي أكثر مما كان يعتقد البعض أنها مجرد مجاملة سياسية منه لحزب الإصلاح".

وأوضح السقلدي بشأن الاتهامات التي وجهها هادي للجنوبيين بعمالتهم لإيران : "هي اتهامات خطيرة وغريبة أن تصدر من رئيس كهادي وبعد كل هذه التضحيات الجنوبية، ومن الطريف أن الطرف الجنوبي المتهم بتلقي أموال من ايران وقطر يقف اليوم قريباً من هادي ومن الشرعية ويلتقي معه بعدد من المواقف - منها على الأقل خصومته للانتقالي الجنوبي- فضلاً عن ما حققه الجنوبيون من انتصارات على الأرض تتباهى بها الشرعية ذاتها اليوم وتتنكر في الوقت نفسه للجنوبيين".

وأشار إلى أنه : "يجب  أن يصرف الجنوبيون وبالذات في المجلس الانتقالي نظرًا عن أن هادي يقف في ضفة القضية الجنوبية، ويبحثون عن شركاء حقيقيين، فللرجل قناعته المعاكسة للقناعة الجنوبية تمامًا، مع ضرورة الإبقاء على علاقة طيبة معه على كل حال".

المجلس الانتقالي.. تعليق

عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي لطفي شطارة قال على صفحته في "فيسبوك" معلقًا على كلمة هادي إن "الرئيس هادي قال ما عنده .. وكلمته أثبتت ليس للجنوبيين وحدهم، بل وللخارج أيضًا، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسير في الاتجاه الصحيح ويقود الأمور بمسؤولية كبيرة وهم يعلمون بذلك".

وكان المجلس الانتقالي أعلن مساء الخميس إلغاء إقامة أي فعالية مركزية بعدن يوم الـ14 من أكتوبر، معللاً ذلك بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، فيما ذهب ناشطون من أنصاره إلى القول إن "إلغاء الفعالية جاء تفاديًا لأي صدام قد تدفع به قوات تابعة لأطراف بالشرعية لإحداث حرب جديدة في عدن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com