الحرب تدفع اليمنيين لتعلم لغات أجنبية لفتح آفاق عملية جديدة (صور)
الحرب تدفع اليمنيين لتعلم لغات أجنبية لفتح آفاق عملية جديدة (صور)الحرب تدفع اليمنيين لتعلم لغات أجنبية لفتح آفاق عملية جديدة (صور)

الحرب تدفع اليمنيين لتعلم لغات أجنبية لفتح آفاق عملية جديدة (صور)

يفكر مالك الخبزي حاليًا بافتتاح فرع ثالث في صنعاء، ليكون امتدادًا لمعهد التدريب المتخصص بتعليم اللغات الذي أسسه قبل 7 سنوات، بعد أن كان يفكر قبل عامين من الآن في بيع أثاث مركزه الأول، بعد أن تراكمت عليه الديون، وأحجم الكثير من اليمنيين عن الإقبال على تعلّم اللغات.

ويرجع الخبزي ذلك، إلى ازدياد مرتادي معاهد تعلم اللغات، وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية، وتوسع رقعة عمل المنظمات المدنية الدولية والإقليمية العاملة في اليمن، والتفكير الفعلي في مغادرة البلاد بعد اكتساب لغة أجنبية.

وأشار الخبزي في حوار مع "إرم نيوز"، إلى أن الإقبال من قبل الجامعيين والموظفين بات أكبر من قبل، خاصة خريجي التخصصات الأكاديمية وعلى رأسها الهندسة والإلكترونية ونظم المعلومات والبرمجة، بالإضافة إلى فتيات ممن أنهين الجامعة. مؤكدًا أن الكثير ممن اكتسبوا اللغة الإنجليزية، توفرت لهم فرص عمل جيدة خاصة مع المنظمات الدولية التي تنفذ مشاريعها وبرامجها في اليمن.

وعقب انتهاء الاضرابات الشعبية العام 2011، فتحت معاهد جديدة ووصل عددها وفق مصدر في وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بصنعاء، إلى 3700  معهد متخصص في تعليم اللغات والحاسوب، ليرتفع العدد خلال السنوات التالية.

الانقلاب سبب نكسه للتعليم

ويقول دكتور في كلية اللغات بجامعة صنعاء، رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إنه على خلفية انقلاب ميليشيات الحوثي على السلطة العام 2014، تعرضت الاستثمارات في مجال تعليم اللغة "لنكسة صعبة"، أجبرت مئات المعاهد إلى إغلاق أبوابها وتسريح موظفيها.

وأضاف: "تلك النكسة استمرت حتى انقطاع رواتب موظفي الدولة لتكون ضربة قاضية لعدد هائل من المعاهد التعليمية، لتتوجه بعض المعاهد إلى مجال التدريب والتأهيل وبناء المهارات عبر برامج تدريبية ودورات قصيرة، ما ساعد تلك المعاهد على البقاء.

وأكد أن المتغيرات العامة التي عصفت بالبلد، كانت في صالح دفع الكثير من الشباب نحو تعلم اللغات الأجنبية وأهمها اللغة الإنجليزية، مقابل تضائل عدد مرتادي الكلية خلال السنوات الماضية.

ولم تعد اللغة الإنجليزية هي اللغة الوحيدة التي يقبل عليها الشباب اليمني، بل امتد الإقبال إلى اللغة الفرنسية والصينية والتركية والفارسية، وباتت بعض المعاهد تتفاخر بتدريس لغات أخرى غير الإنجليزية.

وظهرت على واجهات الكثير من المعاهد في صنعاء إعلانات ترويجية كما ظهرت معاهد جديدة، يسعى من خلالها مالكوها إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الطلاب والطالبات الجدد.

من بائع بسيط إلى موظف مرموق

ونقلت اللغة الإنجليزية مصطفى الصمدي، من البيع في محل ملابس نسائية في شارع الدائري بصنعاء، إلى مكتب فخم بإحدى المنظمات المحلية التي لديها شراكات واسعة مع عدد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن.

وأوضح في حديث لـ "إرم نيوز" ما حصل معه قائلًا:" تخرجت من جامعة ذمار تخصص علم نفس قبل 3 سنوات، ولم أجد عملًا في المجال الذي درسته لأضطر للعمل في محل لبيع الملابس النسائية بنصف دوام، وقمت باستغلال بقية الوقت في تعليم اللغة الإنجليزية بمعهد في حي حدة.

وأضاف: "أمضيت في تعلم اللغة الإنجليزية أكثر من عام، وساعدني اطلاعي المستمر في الإنترنت ومشاهدة الأفلام والنشرات الأجنبية في تعلم اللغة كثيرًا، وبعد انتهائي من الدراسة تقدمت لعدد من الوظائف كمترجم أو إداري في بعض المنظمات المحلية والدولية.

وأكد أن حصوله على الوظيفة الحالية التي يعمل بها بأجر يتجاوز 500 دولار شهريًا، كان شرطها الوحيد اتقان اللغة الإنجليزية؛ لأن الوظيفة أساسًا تعتمد على ترجمة الوثائق والمراسلات والخطابات بين المنظمة اليمنية والمنظمات الدولية الأخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com