إخوان اليمن يتقاسمون تعز مع الحوثيين ويسعون إلى التمدد في باقي المدن المحررة
إخوان اليمن يتقاسمون تعز مع الحوثيين ويسعون إلى التمدد في باقي المدن المحررةإخوان اليمن يتقاسمون تعز مع الحوثيين ويسعون إلى التمدد في باقي المدن المحررة

إخوان اليمن يتقاسمون تعز مع الحوثيين ويسعون إلى التمدد في باقي المدن المحررة

باتت محافظة تعز اليمنية، التي يقطنها أكثر سكان اليمن، منقسمة بين حزب الإصلاح، الجناح السياسي للإخوان المسلمين، ومليشيات الحوثي الانقلابية، وذلك بعد انسحاب اللواء 25 مدرع من المحافظة.

وكان قائد اللواء، العقيد عادل عبده فارع، المعروف بـ"أبو العباس"، قد أعلن مساء السبت، انسحاب قواته من المحافظة طواعية، عقب ما وصفه "غدر وخيانة" حزب الإصلاح.

وتشهد قوات "أبو العباس" في المحافظة منذ أشهر، مضايقات من قبل مليشيات تابعة لحزب الإصلاح، وصلت حد الاشتباكات وتنفيذ عمليات قتل واغتيال واختطاف.

وتدخلت قوات التحالف العربي ولجان رئاسية لنزع فتيل الأزمة والتركيز على قتال الميليشيات الحوثية، لكن ذلك لم يفلح في التوصل إلى مصالحة عامة تنهي الاقتتال الذي حال دون تحقيق أي تقدم في المحافظة لصالح القوات التابعة للشرعية.

ولم تكن تعز المحافظة الوحيدة التي يحاول حزب الإصلاح التغلغل وبسط نفوذه فيها، فقد كانت العاصمة المؤقتة عدن أول تلك المحافظات المحررة التي سعى الحزب إلى السيطرة عليها، أو على أقل تقدير وضع موطئ قدم له فيها في الوقت الراهن، ما يمكنه لاحقًا من إكمال السيطرة عليها.

كذلك الحال في أرخبيل سقطرى ومدن وادي حضرموت والمهرة، فقد ازدادت محاولات الحزب مؤخرًا في التوغل بتلك المحافظات واستغلال الظروف الحالية، لاسيما مع انشغال قوات التحالف العربي والقوات الجنوبية في تحرير ما تبقى من مدن محافظة الحديدة ومدن الساحل الغربي لليمن.

وبالنظر إلى ما حدث في تلك المحافظات مؤخرًا من توترات وفوضى، تتضح مخططات ومساعي إخوان اليمن بدعم وتمويل دول إقليمية، لتحقيق أهداف عدة، لعل أهمها بسط النفوذ الإخواني مع استغلال الأوضاع الراهنة، فضلًا عن تشتيت جهود التحالف العربي والقوات اليمنية في جبهات مشتعلة مع الميليشيات الانقلابية في الساحل الغربي ومحافظة صعدة معقل الحوثيين.

وأثارت واقعة إعلان "أبو العباس" الخروج من تعز، جدلًا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي في اليمن، حيث عبرت الكثير من المنشورات والتغريدات عن حالة الاستياء، لما وصل إليه الحال في المحافظة، في ظل السعي المحموم للإخوان للسيطرة عليها، رغم أنّ جزءًا كبيرًا منها لا يزال تحت سيطرة الميليشيات الحوثية.

وتتشابه تلك الواقعة مع واقعة مماثلة حدثت للجماعة السلفية في منطقة دماج بمحافظة صعدة، وهي الجماعة التي أجبرت على الخروج من المنطقة في العام 2014، عقب اتفاق تم في ذلك الوقت لصالح الحوثيين، وهو الأمر الذي عده مغردون على "تويتر" بأنّه يثبت أنّ "الحوثيين والإصلاح وجهان لعملة واحدة للتفرد في السيطرة والحكم والتخلص من جميع شركائهم".

وقال مغرد يمني يدعى، إسكندر بن كحلان: "ندعو حزب الإصلاح (الإخوان) في محافظة تعز إلى احترام المواثيق ولو مرة واحدة في حياتكم وعدم التعرض لعوائل السلفيين، فنساؤهم خط أحمر، كفاية ما حصل لرجالهم في دماج واليوم في تعز".

وكتب أحمد شاهر العريقي، في تويتر، قائلًا: "أبو العباس يدعو السلفيين إلى الخروج من تعز بشكل نهائي مع عوائلهم.. الآن الدور والباقي على الإخوان المسلمين (الإصلاح) في إعادة كل المقرات الحكومية والخاصة، التي تحت سيطرتهم داخل تعز، وعليهم تقع مسؤولية تحرير تعز من قبضة الحوثية، والتي أصبحت من الآن وصاعدًا دويلتهم، بعد رحيل السلفيين منها".

بينما يقول وهبي النقيب، وهو ناشط يمني، على صفحته في فيسبوك: "بدأت القصة بتصنيف أبو العباس ورجاله بمليشيات، وعندما ترسخ هذا المبدأ عند العامة من أصحاب الرأي، طالبوا بخروج المليشيات من المدينة وتسليمها لدولة الإصلاح.. هل عرفتم اليوم لماذا يصفون الحزام الأمني والنخب الجنوبية بالمليشيات؟ ويجب على الدولة فرض سيطرتها على الأراضي المحررة وما هذه العبارات الفضفاضة إلا لتسليمها لميليشيا الإصلاح تحت عباءة الدولة...".

مغرد آخر يدعى سعيد عبدالله قال، في "تويتر": "اكتمل تحرير تعز الذي ظل الإخوان يطالبون به ويخرجون له المسيرات.. وجزء من تعز بيد الإماميين الحوثيين، والجزء الآخر أصبح الآن للإمامية الإخوانية... وستفتح المعابر بين الطرفين قريبًا وتتضح كل معالم اللعبة".

كذلك كتب الصحفي ياسر اليافعي، في تغريدة على "تويتر": "لعنة #تعز ستلاحق الإصلاحيين مثل ما لاحقت لعنة دماج الحوثيين! الطعن في الظهر لم يكن يومًا من الأيام من شيم الرجال!  ما توقعته الناس أن الإصلاح يحتفظ بقوته لما بعد الحرب بات واقعًا وتعز خير شاهد!!".

ورأى المغرد محمد علي محسن أنّ "مأرب والسلفيين ضحايا جدد للإصلاح، سبقتهم إلى ذلك تعز وكل من وثق بالتنظيم الإرهابي المنطوي تحت عباءة الشرعية".

المغرد محمد القادري قال بدوره: "الأيام القادمة ستثبت وستكشف الهدف من وراء سيطرة الإصلاح على مدينة تعز وطرد السلفيين.. طبعًا هدف الإصلاح من طرد السلفيين من تعز هو السيطرة عليها لأجل  استهداف الجنوب وليس الحوثيين".

وكان "أبو العباس" قد قال في مقابلة تلفزيونية، يوم الجمعة، إنّ "قواته تعرضت لعمليات غدر وخيانة وهجوم من قبل حزب الإصلاح وقواته في تعز"، مشيرًا إلى أنّ "قواته سلمت 21 موقعًا للسلطة المحلية، ولكن قوات اللواء 22 ميكا التابعة لحزب الإصلاح استغلت ذلك لاستهداف مواقع الكتائب التي يقودها وقنص أفرادها".

وأكد أنّ "حزب الإصلاح لم يتجاوب مع أي جهود رئاسية، أو من قبل التحالف العربي"، لافتًا إلى أنّه "كان يتمنى أن يكون السلاح موجهًا إلى ميليشيا الحوثي الانقلابية، كما كان الحال منذ ثلاث سنوات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com