لقاء الرئيس اليمني بأعضاء المؤتمر الشعبي.. لمٌّ للشتات أم تحضير لمحادثات جنيف؟
لقاء الرئيس اليمني بأعضاء المؤتمر الشعبي.. لمٌّ للشتات أم تحضير لمحادثات جنيف؟لقاء الرئيس اليمني بأعضاء المؤتمر الشعبي.. لمٌّ للشتات أم تحضير لمحادثات جنيف؟

لقاء الرئيس اليمني بأعضاء المؤتمر الشعبي.. لمٌّ للشتات أم تحضير لمحادثات جنيف؟

دعا الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، يوم الاثنين، قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام، "إلى نبذ الخلافات، والتكاتف، ورصّ الصفوف، لمواجهة ميليشيات الحوثيين الانقلابية، واستعادة النظام الجمهوري، ومؤسسات الدولة، وبناء اليمن الاتحادي الجديد".

وشهد حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن، انقسامًا عقب اندلاع الحرب اليمنية، قبل أكثر من ثلاثة أعوام، لكن مقتل الرئيس اليمني السابق، ورئيس حزب المؤتمر في العاصمة اليمنية صنعاء، علي عبدالله صالح، مطلع ديسمبر الماضي، على أيدي الحوثيين، حلفائه السابقين، خلق انقسامًا أفقيًا داخل الجناح الذي كان يقوده، إذ بدأت قيادات في المؤتمر تقاربها مع الحكومة الشرعية.

وعقد الرئيس اليمني، خلال زيارته للعاصمة المصرية القاهرة، اجتماعًا مع القيادات المؤتمرية المتواجدة في مصر، "للوقوف على أوضاع الحزب، وتعزيز نشاطه، ومكانته التي يحظى بها كتنظيم رائد للعمل السياسي، والوطني، والجماهيري، على الساحة الوطنية"، طبقًا لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية سبأ.

وقال الرئيس هادي، إن دعوته هذه "تنطلق من هنا لإعادة اللحمة، وبناء بيت المؤتمر ليتعافى وينتصر الوطن معه وبه، وبالتعاون والشراكة الفاعلة مع كل القوى السياسية على الساحة الوطنية التي نتشارك معها اليوم الدم في معركتنا الشريفة للدفاع عن وطننا، وأحلام أبنائنا، لإيقاف عبث الكهنوت وميليشياته الانقلابية".

حاجة الواقع

يعتقد وكيل وزارة الإعلام اليمنية، ورئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب، أن "هذه اللقاءات، فرضتها الضرورة، وحاجات الواقع، في ظل التوغل الحوثي، وتنامي الهيمنة الإخوانية، والذي قاد إلى إضعاف الشرعية، ومحاصرتها، وخنقها، وكادت أن تعزلها شعبيًا، وهذا أسهم في تقوية عضد الحوثية التي تسعى إلى احتواء المؤتمر واستتباعه".

وأشار غلاب، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "مخاطر أخونة حزب المؤتمر ما تزال حاضرة، والتعامل معه كذراع مكملة لفرض سيطرتهم المطلقة على الشرعية القائمة، في ظل العجز الذي تعاني منه قيادات المؤتمر في التعامل مع الحاجات، والمتطلبات التي توحد صف المؤتمر وتجعله بنية صلبة حاملة لمشروع بناء الدولة".

واعتبر أن التعامل الانتهازي مع التحولات، بناءً على طموحات شخصية، أوقع حزب المؤتمر في فخّ التحرك كمكمل للحوثية أو للإخوان، وأفقده قدرته على المبادرة بعد أن تلقّى ضربات متلاحقة من جميع الأطراف بلا استثناء، وفرض عليه حصارًا داخليًا وخارجيًا، وتمت تصفيته داخل الدولة وفي المجتمع، عبر مخططات متتابعة وما زالت مستمرة.

وقال غلاب، إن لقاء الرئيس هادي بقيادات الحزب المتواجدة في مصر، "ربما يكون نقلة لمواجهة هذه الحرب المزدوجة من داخل الحزب وخارجه لتدميره".

مرحلة أخرى

وأضاف أن هذا اللقاء "يأتي بعد يقين الأطراف المختلفة أن مركز التوازن الوطني هو المؤتمر، فهو يحتوي أكبر كتلة سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وإعلامية، في البلاد، ناهيك عن كتلته الشعبية الواسعة، ومن المستحيل تجاوزه، كما أن تفكيكه يصيب المجال السياسي بخلل مدمر لصالح الأصوليات، ومشاريع التفكيك الجغرافي، والمذهبي، والأصولي، المؤدلج".

وأشار غلاب إلى القناعة التي قال إنها تشكلت حتى لدى أعداء حزب المؤتمر، من أن استمراره مصلحة لهم، "ولكنهم يسعون ليكون أجنحة لتغطية الأخونة والحوثنة، وهنا مكمن الخطر الذي لابد من تجاوزه، ونتمنى أن يكون لقاء القاهرة بداية لإعادة الاعتبار لدور المؤتمر، وأن تظل قراراته مستقلة لا تابعة، ويعتمد هذا الأمر على فاعلية الرئيس هادي بتحرير قرار الحزب من تدخلات التكوينات الأخرى، وأيضا رهان قيادات الحزب على معركة الإنقاذ، والخروج من ربق الأطماع، وقيود الانتهازية التي أوصلت الحزب إلى نفق مظلم، ولولا جماهيريته لأصبح اليوم فراغًا تديره نخبة مشلولة".

وبشأن الدور المأمول من الحزب في المفاوضات السياسية المقبلة، يرى نجيب غلاب، أن أي حل سياسي لن يكون فاعلًا ومجديًا وقادرًا على العمل، ما لم يكن دور المؤتمر مركزيًا فيه، فالقوى التي تحتويه وتؤيده قادرة على تحويل مشاريع الإنقاذ إلى واقع عملي، "وبالذات فإن تجربة المؤتمر خلال العقد الماضي قد أوصلته إلى قناعة بأن دوره لابد أن يكون أكثر التزامًا بمشاريع الإنقاذ، والعمل بكل قوة للخروج من المشاكل والمعضلات، وأن يعمل ككتلة متماسكة".

وختم باعتقاده أن حزب المؤتمر "سينتقل إلى مرحلة أخرى من النضال الوطني، يركز فيها على البناء، بعد أن أصبح يحمل طاقات مكبوتة وكامنة على مواجهة الأخطاء، وبناء التوافقات، ومحاربة قوى الفوضى والإرهاب".

مظلة الشرعية

على الجانب الآخر، يعتقد رئيس مركز عدن للدراسات الإستراتيجية، حسين حنشي، أن لقاء هادي بقيادات المؤتمر، يمكن تفسيره لحظيًا أنه متعلق بعدد المقاعد الموالية للشرعية، أو الموالية للانقلاب، على طاولة مفاوضات جنيف المقبلة، وهي مسألة ضرورية تتعدى قضية لملمة شتات الحزب، الذي يعيش انقسامًا بين هادي من جهة، وأولاد صالح من جهة أخرى.

وقال حنشي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن للطرفين داخل الحزب، مصلحة في الذهاب إلى جنيف تحت مظلة الشرعية كحزب، وليس تحت مظلة الرئيس هادي بالضرورة.

ويشير حنشي إلى أنه يمكن الاستنتاج أن هناك خطوات تقارب في مضمار إعادة وحدة الحزب، وعزل المجموعة التي بقيت مع الحوثيين. كما يرى أن الأمر "تعدى حتى الشأن السياسي، ورأينا ذلك بعد زيارة هادي إلى الإمارات وعودته إلى عدن، والابتعاد عن نائبه علي محسن الأحمر، واعتماد هادي على قوات طارق صالح، كقوات احتياط أدخلت الحرب في الحديدة بقرار من الرئيس هادي، ثم تبعت هذه الخطوات تعيين الرئيس اليمني لشخصيات مؤتمرية موالية لنجل الرئيس صالح، كحافظ معياد، وأخيرًا التقاء القيادات المؤتمرية في القاهرة".

وأضاف:"أظن الأمر يحتاج عملًا كثيرًا لإعادة وحدة الحزب، بعد تكييف القيادة بين أحمد علي صالح، وهادي، لكن يبدو أن ذلك يحتاج إلى وقت، وما يجري في الوقت الحالي هو إدماج المؤتمر كتيار بقيادة نجل الرئيس صالح، على أحد كراسي الشرعية، وإن كان له استقلاليته في الحضور والتفاوض، لقطع الطريق على تيار المؤتمر الموالي للحوثيين".

وقال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، سلطان البركاني، إن اجتماع الرئيس اليمني بقيادة الحزب في القاهرة يأتي "من أجل الحفاظ على نهج المؤتمر الشعبي العام، ولوائحه، وثوابته، وتماسكه، ووحدة بنيانه، والوفاء لمؤسسيه وقواعده من التفكك والانهيار".

ودعا البركاني، في تغريدات له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إلى مباركة هذه الخطوات "والعض عليها بالنواجذ".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com