اليمن.. "أنصار الشريعة" يحاربون "أنصار الله"
عاودت جماعة "أنصار الشريعة" أحد الأجنحة التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب تقديم نفسها كمحارب أقوى للوقوف أمام التمدد الشيعي الممثل بجماعة أنصار الله (الحوثيين).
وتعمّد تنظيم "أنصار الشريعة" في بياناته الأخيرة تقديم نفسه كطرف مناوئ للحوثي، باعتباره العدو العقائدي كونه يمثل التيار الشيعي في اليمن، بينما "أنصار الشريعة" ينبثق فكرهم من التيار السني.
وبعد أسبوع من سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء دخل تنظيم القاعدة ممثلاً بجماعة "أنصار الشريعة" على خط الأزمة، متوعداً الحوثيين "بنثر أشلائهم وجعل رؤوسهم تتطاير".
واتهم التنظيم الحركة الحوثية بـ"استكمال المشروع الفارسي في اليمن"، في غشارة إلى إيران، ودعا التيار السني "إلى حمل السلاح ضد الحوثيين"، الأمر الذي يثير المخاوف من نشوب صراع طائفي.
ويرى الكثير من المراقبين للمشهد اليمني، أن دخول القاعدة أو ما يطلق عليه إعلامياً "أنصار الشريعة" على خط المواجهة مع الحوثيين مؤشر على تحول النشاط المعلن للقاعدة ضد أهداف أمريكية وغربية وحكومية، إضافة إلى أهداف طائفية ومذهبية.
وفي الطرف الآخر يقدم الحوثيون (أنصار الله) أنفسهم على أنهم البديل المناسب لمحاربة ما يسمى بالإرهاب الذي تمثله جماعة تنظيم القاعدة في اليمن، كما أن خطاب الحوثيين في الداخل يستعدي أهل السنة بشكل عام، فهم يصفون خصومهم بالتكفيريين، ومفهوم التكفير لديهم يعني "كل من يخالفهم الرأي والفكر والمذهب".
وتعد الحركة الحوثية العدو المذهبي الشيعي بالنسبة لجماعة القاعدة التي تنبثق من التيار السني، وبالتالي فإن معادلة الصراع بين الطرفين القويين لن تتوقف وسط وطأة الصراعات التي لا تهدأ في البلاد.
ويخشى مراقبون من تحول اليمن إلى ساحة حرب مفتوحة بين القاعدة والحوثيين، تجر البلد إلى صراع طائفي قد يغرق البلد في أزمة لا تجد لها حلاً.
