حملة "الشرعية" الإعلامية من الرياض ضد الإمارات تثير المخاوف بشأن مستقبل الحرب في اليمن
حملة "الشرعية" الإعلامية من الرياض ضد الإمارات تثير المخاوف بشأن مستقبل الحرب في اليمنحملة "الشرعية" الإعلامية من الرياض ضد الإمارات تثير المخاوف بشأن مستقبل الحرب في اليمن

حملة "الشرعية" الإعلامية من الرياض ضد الإمارات تثير المخاوف بشأن مستقبل الحرب في اليمن

صعَّدت الأطراف الموالية للإخوان في الحكومة اليمنية "الشرعية" من هجومها على الإمارات، وكثَّفت من حملتها الإعلامية التي تستهدف الدور الإماراتي في اليمن رغم ما قدمته أبوظبي من تضحيات، ودور إنساني، وعسكري، شكل -وفقًا للخبراء- المحرك الرئيس للمعركة الميدانية ضد الحوثيين التابعين لإيران.

وقالت مجلة "جينز ديفنس" للبحوث العسكرية المتخصصة في وقت سابق، إن الإمارات هي من كسرت جمود الحرب في اليمن بقواتها التي لعبت دورًا حاسمًا على الأرض بترجيح كفة "الشرعية"، وأجبرت الحوثيين على التقهقر في عدد كبير من جبهات القتال.

وتقرُّ الحكومة اليمنية أن الإمارات هي من ساعدت لاحقًا بتأمين المناطق المحررة، خاصة في الجنوب، وأهلتها لتكون مركزًا للشرعية بدل العاصمة صنعاء التي سقطت في قبضة الحوثيين.

ومع ذلك، يُجمع المحللون على أن الصمت الرسمي من قِبل "الشرعية" في الرياض، بل وفي بعض الأحيان مكافأة من يهاجمون الإمارات شجع مزيدًا من الأطراف من الإخوان وغيرهم في اليمن على مهاجمة الدور الذي تقوم به أبوظبي لصالح التحالف العربي في اليمن.

وينشط في الحملة الإعلامية موظفون حكوميون يغرّدون على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل الرياض، ويُجرون حواراتهم الإعلامية من العاصمة السعودية لمهاجمة الإمارات، وفي بعض الأحيان من خلال قنوات فضائية يمنية تبث من المملكة.

وكان لافتًا صدور بيان هو الأول من نوعه لحزب الإصلاح (الإخوان) يهاجم فيه الإمارات، بذريعة ما يُقال عن أزمة مفتعلة بشأن جزيرة سقطرى.

وبيان حزب الإصلاح الذي جاء تحت مسمّى "أحزاب محسوبة على الشرعية" يبدو تطورًا جديدًا يكشف تجرؤ الحزب على مهاجمة الإمارات بصفته الرسمية، بعد أن كان في السابق يمارس هذا الدور عبر نشطائه وأذرعه الإعلامية المتعددة.

ورأى الكاتب الصحفي اليمني هاني مسهور أن هذا البيان"يؤكد اختطاف إخوان اليمن للشرعية السياسية في اليمن، وأنه من المطلوب التدخل العاجل لهيكلة الشرعية، وإصلاحها، فما صدر عن هذه الأحزاب يعتبر طعنة غدرٍ في خاصرة التحالف العربي".

من جانبه اعتبر الناشط اليمني الجنوبي جمال بن عطاف أن هذه "الأحزاب التي تُصدر بيانات ضد الإمارات هي نفس الأحزاب التي وقَّعت وثيقة السّلم والشراكة في صنعاء مع الحوثيين، وهي نفس الأحزاب التي ذهبت إلى الحوثي في صعدة، وهي نفس الأحزاب التي اعترفت بالحوثي في الحوار الوطني".

وتساءل بن عطاف في تغريدة على تويتر:"ممكن أن تذكروا لي مساهمة هذه الأحزاب بمحاربة الحوثي؟ صفر على الشمال".

وقال المحلل السياسي اليمني نجيب غلاب:"الحملة التي تم استهداف الإمارات فيها لم تنطلق من مصلحة وطنية، ولا من أخلاق عربية، بل عكست مدى الخلل في التعامل مع قضايانا المصيرية ببعديْها الوطني والعربي، ومخاطر الاختراق الذي قد تشكله أقلية بتخريب أهداف معركتنا، والأخطر تمكن قطر وشبكاتها من توظيف غوغائية الثورجية، وانجرار عقلاء وراءهم".

غير أن محللين ومتابعين آخرين بدأوا يحذّرون من تداعيات الاستمرار في هذا "الصمت" تجاه الحملة التي تديرها أطراف تعادي في الظاهر الإمارات، لكن جوهر خصومتها هو مع التحالف العربي برمته، باعتباره يمثل توجهًا مناوئًا لمشروعها، ورؤيتها للمنطقة.

ووصل الأمر إلى حدّ أن الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله دعا للتفكير بسحب قوات بلاده من اليمن في حال استمرار افتعال الحكومة الشرعية اليمنية للمعارك الجانبية مع الإمارات.

وقال عبدالله في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر":"إن وجود الإمارات في اليمن هو لإفشال مشروع الحوثي الانقلابي، واستعادة الشرعية، لكن الحكومة اليمنية الشرعية عاجزة، وفاسدة، ومخترقة من قِبل الإخوان، وتُشغل الإمارات بمعارك جانبية".

وأضاف في التغريدة نفسها:"إذا استمرت هذه الحكومة في افتعال المعارك، فعلى الإمارات تقييم دورها، وإعادة جنودها إلى الوطن سالمين، فقد أدَّوا واجبهم الوطني وأكثر".

وفي تغريدة جديدة ذهب عبدالخالق أبعد من ذلك، بالقول:"3 سنوات والإمارات تحارب في اليمن دفاعًا عن الشرعية، وتحمّلت ما لم تتحمله أي دولة أخرى، ولم يمر يوم واحد دون أن تنهال عليها اتهامات باطلة، وشائعات مُغرضة، وتشكيك في غاياتها النبيلة".

وأضاف:"حان وقت الخروج من اليمن، وتركه لحكومة فاشلة، ولجماعة الإخوان البائسة، ليحرروا بلدهم من الاحتلال الحوثي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com