ظهور طارق صالح يخلط الأوراق مجددًا ويفضح هشاشة جهاز الأمن الحوثي
ظهور طارق صالح يخلط الأوراق مجددًا ويفضح هشاشة جهاز الأمن الحوثيظهور طارق صالح يخلط الأوراق مجددًا ويفضح هشاشة جهاز الأمن الحوثي

ظهور طارق صالح يخلط الأوراق مجددًا ويفضح هشاشة جهاز الأمن الحوثي

رأى خبراء سياسيون، أن ظهور العميد طارق صالح، في محافظة شبوة الخاضعة للشرعية، الخميس، "خلط أوراق اللعبة مجددًا".

وقال الخبراء إن "إفلات طارق صالح من العاصمة صنعاء، وظهوره في شبوة، شكل ضربة قوية للحوثيين، فالمطلوب الأول للجماعة، منذ ما قبل اندلاع معارك صنعاء الشهر الماضي، أعاد بظهوره المفاجئ بعد شائعات مقتله، الأمور إلى مربعها الأول، كما أعاد الأمل لأسرة صالح وأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام، بإمكانية العودة مجددًا إلى الواجهة".

هشاشة الجهاز الأمني للحوثيين

وكشف الظهور المفاجئ للعميد طارق، عن هشاشة الجهاز الأمني للحوثيين، حيث استطاع الإفلات من قبضتهم، رغم حالة القمع وعمليات التفتيش التي طالت منازل كافة قيادات المؤتمر وأسرة الرئيس السابق في صنعاء منذ 4 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وهذه ليست المرة الأولى التي ينجح فيها مطلوب رفيع للحوثيين، من الإفلات من مناطقهم، حيث سبق العميد طارق صالح بذلك، الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي تمكن من الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه الجماعة بصنعاء والانتقال إلى عدن في فبراير/ شباط 2015، قبل أن يغادر إلى السعودية.

كما تمكن أيضًا اللواء علي صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، من الانتقال إلى مناطق الشرعية في مأرب، الأسبوع الماضي.

ولا يُعرف على وجه الدقة توقيت مغادرة طارق صالح لصنعاء، ومنذ متى يتواجد في شبوة التي قالت مصادر مطلعة إنه وصلها من أجل تأدية واجب العزاء في مقتل الأمين العام للمؤتمر، عارف الزوكا، الرفيق الأبرز للرئيس السابق، والذي قتل برفقته.

وذكر الصحفي نبيل الصوفي، وهو مقرب من العميد طارق والرئيس السابق، أن "طارق لم يتوقف ولا يومًا واحدًا في التنقل، منذ توقف معارك صنعاء".

وقال الصوفي في تغريدة عبر "تويتر"، الخميس، إن طارق صالح "قضى أيامًا داخل مناطق الحوثيين في العاصمة وغيرها، ثم تحرك في طول البلاد وعرضها"، دون تحديد أسماء المحافظات التي سلكها سواء كانت خاضعة للحوثيين أو للحكومة الشرعية.

وفيما تلقى الحوثيون الخبر بنوع من الصدمة، احتفل أنصار صالح بنبأ ظهور العميد طارق، في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما اعتبر الصوفي، ذلك الظهور بأنه "أعاد لهم الثقة في أن للحرب رجالها ولها إدارة وليست فقط هتافات، وأن السيطرة الأمنية الحوثية وهم فارغ".

الخليفة الأبرز لعلي صالح

ويرى مراقبون أن طارق هو "الخليفة الأبرز لعمه علي صالح، فالرجل العسكري الذي كان قائدًا للقوات الخاصة للرئيس السابق أثناء فترة حكمه، ظل قائدًا لما تبقى من قوات الحرس الجمهوري التي ظل ولاؤها لصالح حتى مقتله".

كما قاد طارق، معسكرات تدريب قبلية عرفت بـ"معسكر الملصي" في بلدة سنحان، جنوبي العاصمة، وكانت تلك المعسكرات متخصصة في تدريب القناصة، وهو ما أثار ريبة الحوثيين منها.

وشن الحوثيون هجومًا كبيرًا على منزل طارق صالح في شارع الجزائر بصنعاء، وحاصروه من جميع الجهات في كانون الثاني/ ديسمبر الماضي.

ومنذ آب/ أغسطس الماضي، كانت وسائل إعلام الحوثيين تشن هجومًا على الرجل نظرًا لتحركاته العسكرية "المريبة"، ويقولون إن "القناصة الملثمين اللذين يتم تخريجهم من معسكر المُلصي، يتم إعدادهم لموجة اغتيالات كونهم خارجين عن وزارة الدفاع"، ورأى البعض أن تلك التحركات كانت شرارة معارك الشهر الماضي في صنعاء.

وإضافة إلى الشخصية العسكرية القوية، يمتلك طارق حضورًا اجتماعيًا أكثر من نجل صالح الأكبر أحمد، حيث اكتسب من عمه الراحل شبكة علاقات مع القبائل والعسكريين خلال 3 سنوات من الحرب.

كما أنه صاحب حضور قوي على مواقع التواصل، حيث كانت صفحته الشخصية على "تويتر" والتي تمتلك أكثر من نصف مليون متابع، مصدرًا للمعلومة في معركة صنعاء وما قبلها.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد العرامي، أن "ظهور طارق يعيد الأمور إلى ما يشبه وضع ما قبل مقتل صالح، أو أنه بالأصح يجعل ما شهدته صنعاء في ديسمبر وما انتهت إليه من مقتل صالح وتشريد الحزب، جولة من جولات الصراع الحوثي/المؤتمري أو الجولة الأولى منه تحديدًا".

وتوقع العرامي أن "ثمة جولات أخرى متوقعة عقب معركة صنعاء، أهم شروطها هو ظهور طارق صالح، الرجل الأول في عائلته في ظل غياب نجل صالح الأكبر".

وبعد مرور أكثر من شهر على مقتل صالح، لا يزال الدور الذي يمكن أن يلعبه المؤتمر خلال الفترة المقبلة غامضًا، فعلاوة على التشظي وظهور نسخة من "المؤتمر" في صنعاء أقرب للحوثيين، لا يبدو أن ما تبقى من القيادات ينوون مواجهة الحوثيين تحت لواء الشرعية التي يتزعمها الرئيس عبدربه منصور هادي، بل بمفردهم.

وقال العرامي: "يصعب التكهن بالسيناريو الذي يمكن أن تتخذه جولات الصراع المقبلة، لكننا إذا ما قرأنا المعطيات والخطاب، والدلالات والمواقف، سيتأكد لدينا أمر واحد، هو أن ثمة نوايا مؤتمرية لخوض هذا الصراع، وبصيغة مختلفة، بحيث يحافظ على نفسه كيانًا موازيًا دون أن ينصهر في قوات الشرعية، ودون أن يضطر للاعتراف بها".

وأشار إلى أن "ظهور العميد طارق في شبوة، وليس في مأرب أو عدن مثلًا، وفي عزاء الزوكا، الرجل الثاني بعد صالح في الحزب، وإدلائه بتصريحات تضمنت دعوة التحالف إلى إيقاف الحرب، والتفاوض، وهي المطالب نفسها التي كان صالح يطرحها باستمرار على التحالف، يكشف عن الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة لحزب المؤتمر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com