صالح والحوثيون.. هل تكون اشتباكات صنعاء الضربة القاضية لتحالف الضرورة؟
صالح والحوثيون.. هل تكون اشتباكات صنعاء الضربة القاضية لتحالف الضرورة؟صالح والحوثيون.. هل تكون اشتباكات صنعاء الضربة القاضية لتحالف الضرورة؟

صالح والحوثيون.. هل تكون اشتباكات صنعاء الضربة القاضية لتحالف الضرورة؟

لا تكاد تنتهي أزمة بين حليفي الانقلاب على الحكومة الشرعية في اليمن، إلا وتندلع أخرى بينهما بشكل أعنف من سابقاتها، وهو ما يبعث مؤشرًا واضحًا على أن تحالف الضرورة بين الحوثيين وشريكهم، علي عبدالله صالح، ليس منسجمًا ويحيط به الانهيار والتفكك من كل جانب.

وتجدّدت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين، فجر السبت، في الجزء الجنوبي من العاصمة اليمنية صنعاء، وبدت أكثر حدّة هذه المرة، حيث هاجم الحوثيون منزلًا لنجل شقيق صالح، العميد طارق محمد عبدالله صالح في الحيّ السياسي، الذي تتوزع فيه منازل المقربين من صالح وأقربائه، مما ينذر بأن المواجهة الحالية ربما تكون ضربة قاضية على مضي الطرفين في اتجاه واحد.

ومنذ الأربعاء الماضي، تشهد صنعاء، توترًا غير مسبوق، قاد إلى مواجهات مسلحة بشكل متقطع بين الطرفين، حاولت خلالها "لجان التهدئة"، إخماد الأزمة المتكررة، التي تفاقمت أخيرًا بسقوط عشرات القتلى والمصابين من الجانبين.

فشل الهدنة.

قالت مصادر سياسية في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه صالح، لـ"إرم نيوز"، إن الوساطة القبلية ولجان التهدئة، توصّلتا إلى اتفاق مبدئي صباح الجمعة، ينص على إزالة كافة الاستحداثات وسحب مسلحي الطرفين من مواقع المواجهات، لكن ذلك الاتفاق لم يدم سوى بضع ساعات، قبل أن يعود "الحوثيون" إلى مهاجمة الحي السياسي، باستخدام أسلحة متوسطة وقذائف مدفعية".

وأشارت المصادر إلى أن "إصرار الحوثيين، على إفشال أي محاولات للاتفاق، يؤكد بشكل واضح، عدم رغبتهم الحقيقية في استمرار الشراكة مع حزب المؤتمر الشعبي العام، إلا في حالة ضمان سيطرتهم واستحواذهم الكاملين".

ويرى نجيب غلاب رئيس "منتدى الجزيرة العربية للدراسات"، أن الخلافات بين الحوثيين وصالح، متجذّرة وعميقة ومتناقضة، على مستوى المصالح والعقائد السياسية، مشيرًا إلى أن "حزب المؤتمر الشعبي قادر على إنهاء مشروع الحوثيين ومحاصرته، من خلال قوته المعقّدة والشعبية، التي تمتلك الطاقات الكافية لجعل الحوثي مخنوقًا ومحاصرًا بنفسه ومشروع الولاية، رغم طبيعة جماعته وتركيبتها العنصرية".

وقال غلاب في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن "الجماعة الحوثية، لم تتمكن رغم سياسات التجريف، والحصار، والإقصاء، والتهديد، والتصفيات، التي مارستها، من إخضاع المؤتمر وابتلاع قوته"، لكنها استطاعت -بعد أن صمت المؤتمر- تجريف الأحزاب والتكوينات واختطاف الدولة".

وأشار غلاب، إلى أن "التحالف الانقلابي، لا توجد له قاعدة لا سياسية، ولا فكرية، ولا ثقافية، ولا مصالح بإمكانها أن تجعله مستمرًا"، لافتًا إلى أنه "كان تحالفًا إجباريًا وضرويًا، فرضته تحولات الصراع اليمني، لذا لا حياة لهذا التحالف الذي تحاول حركة الحوثيين جاهدة، إنهاءه وتصفية من يمثله ويمثل قاعدته الصلبة".

وأضاف: "الحوثيون يعتقدون أن عملية إخضاع المؤتمر بالتدريج مهمة، ولكن جماعة صالح والمؤتمر عمومًا، يدركون خطرهم ومخططاتهم، ويلاعبونهم وفق تقنيات سياسية المراهنة على حقن الدماء وإنقاذ الوطن، وتخفيف المأساة اليمنية المتراكمة بفعل عناد وقمار الحوثيين وجشعهم، ونتيجة أخطاء القوى السياسية بما فيها حزب المؤتمر".

ولفت إلى أن "الجماعة الحوثية لن تتمكن من تجاوز صالح وعائلته، ولا منظومة التحالفات وشبكات المصالح، حتى في حالة تصفيته جسديًا، وهذا غير ممكن، وسيقود الحوثيين إلى صراع ثأري عميق وطويل".

وأكد أن "المؤتمر ليس مرتبطًا بصالح، رغم أن جناحه هو الأقوى والأكثر فاعلية، إلا أن تصفية "صالح" ستعيد لحمته ليصبح أقوى، وسيخرج المؤتمر من معضلة تناقضاته الداخلية، وستتحول كتلته المؤيدة لصالح والمختلفة معه إلى لحمة جديدة ستكون مركزيتها في حماية الجمهورية، وتجريم الولاية، وتفكيك ميليشيات الحوثي عبر عمليات عنيفة متلاحقة، وستكون واسعة، وتشمل كل المحافظات".

الرجل الضعيف.

من جانبه يذهب أسامة الشرمي وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية، إلى أن "طرفي الانقلاب، باتا يشعران بثقل عبء الطرف الآخر، "عازيًا ذلك إلى كون "كعكة المصالح" صغُرت، ولم يعد بالإمكان تقاسمها بين الطرفين، خاصة إذا ما علمنا أنهما لا يتورّعان عن نهب أكبر قدر ممكن من مقدّرات الشعب وأسلحته، وحتى بطولاته التي يدعيها مقابل عدوان خارجي".

وقال الشرمي في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن "وصول الخلافات إلى صدامات مسلحة يوحي بشكل واضح، أن هناك ملامح عملية سياسية قادمة، باتت تقترب، مبينًا أن جماعة الحوثي على وجه التحديد، تريد التخلص من شريكها علي عبدالله صالح، وتريد أن تخوض هذه المرة مرحلة الحل السياسي منفردة.

ويفسر "الشرمي" ما رآه صمودًا للمعسكر الانقلابي، في "التنازلات الكبيرة التي يقدمها صالح، الرجل الضعيف، الذي لا يمكنه أن يخوض حربًا بطاقاته ومقدّراته الذاتية، ويريد أن يخوض أي حرب من خلال شركائه".

وأوضح أن صالح "أراد أن يحفّز التحالف العربي لضرب الحوثيين، وأراد أن يحفّز فصائل في المقاومة الشعبية والجيش الوطني، كي تتحرك لإسناده، لكنه فشل في مسعاه، لأنه رجل المؤامرات الدائمة".

ويرى أن بقاء تحالف الانقلابيين، "مرتبط بالحل السياسي، وإن كان يقترب لكنه لم يصبح حلًا، وفي اللحظة التي يأتي فيها الحل السياسي الحقيقي، سيلتهم الحوثيون صالح، وبكل وضوح، هم يحتاجونه اليوم لشرعنة انقلابهم واستمرارهم في الحرب".

طوق العاصمة.

وحاول الحوثيون خلال الفترة الماضية، تقليص قوى النفوذ لدى حليفهم صالح، وإضعاف دور حزب المؤتمر الشعبي العام في "حكومة الإنقاذ الوطني"، المشكلة بين الحليفين، كما سرّحوا الآلاف من عناصر قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، وإحلال موالين للجماعة كبدلاء عنهم، في مشهد لا يمكن تفسيره إلا برغبتهم بإخضاعه وإبقائه كتابع، بعيدًا عن الشراكة.

ويبدو صالح، متكئًا على الطوق القبلي للعاصمة صنعاء، باعتباره قوة استراتيجية، إلى جانب قواته العسكرية المتبقية، في حال انفجار الأوضاع، حيث تداعت قبائل حاشد، مساء الجمعة، لعقد اجتماع عاجل، دعت فيه إلى احترام الشراكة بين الطرفين، ووصفت فيه الحوثيين بـ"سلطة أمر واقع"، واستحوذت على قرار جغرافية القبائل.

وعقب معاودة الحوثيين الهجوم على منزل نجل شقيق صالح، فجر السبت، تردّدت أنباء تشير إلى أن بعض القبائل سيطرت على المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، وقطعت طريقًا يربط صنعاء بمحافظة تعز، في منطقة قحازة.

وقال عضو المجلس السياسي السابق في جماعة الحوثيين، علي البخيتي، على صفحته بموقع فيسبوك، إن القبائل المحيطة بصنعاء بدأت بمحاصرة الحوثيين، وقطع طرق إمدادهم، وهناك ترتيبات لما هو أكبر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com