ارتفاع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 41 منذ فجر اليوم بينهم 20 في مخيم جباليا
بالإعلان رسمياًّ عن مقتل حسن نصر الله، فقد "حزب الله" أمينه العام الثالث في تاريخه منذ التأسيس.
وكان "حزب الله" قد تأسس في لبنان عام 1982، بقرار إيراني، وحمل اسمه بإيعاز من المرشد الإيراني آنذاك آية الله الخميني.
وتعاقب على قيادة الحزب عدد قليل جدًّا من الأمناء العامين، بعد مرحلة أولى من "القيادة الجماعية".
فمن العام 1982 حتى العام 1989 تفيد المعلومات بأنّ قيادة "حزب الله" كانت جماعية، إلى أن أُوصِل الأمين العام الأول صبحي الطفيلي.
تولى الطفيلي القيادة من العام 1989 حتى عام 1991، ثمّ أُجبر على الاستقالة بعد إعلانه من جانب واحد العصيان المدني على الحكومة اللبنانية، الأمر الذي رفضه الحزب.
وكان الطفيلي، وهو من مواليد 1948 وعالم دين شيعي من بلدة بريتال اللبنانية، قد انتقد تدخل حزب الله في الحرب الأهلية السورية محذرًا من أن زج إيران للحزب في المعركة بـسوريا سيفتح الباب أمام حرب بين السنة والشيعة، ومن شأنه أن يقضي على المقاومة ضد إسرائيل.
وخاض الطفيلي معارك قاسية ضد حركة أمل اللبنانية الشيعية أيضًا في منطقة إقليم التفاح أيام توليه الأمانة العامة للحزب، فيما أصبح يعرف بحرب الأشقاء.
وبعد الطفيلي، تولّى منصب الأمين العام عبّاس الموسوي خلفًا له، ولكنّه لم يستمرّ في القيادة أكثر من تسعة أشهر، بسبب اغتياله عام 1992 من قبل إسرائيل.
فور انتخابه للموقع في أيار مايو 1991 افتتح الموسوي مرحلة جديدة من مسيرة "حزب الله" هي خدمة الناس إلى جانب استمرار عمل المقاومة.
ولا تزال عبارته الشهيرة "سنخدمكم بأشفار العيون" أحد أبرز شعارات الحزب حتى اليوم.
وفي السادس عشر من شباط فبراير 1992، ومن جبشيت في بلدة رفيقه الشيخ راغب حرب، وبعد كلمة ألقاها في إحياء الذكرى الثامنة لمقتل الشيخ راغب، غادر الموسوي باتجاه بيروت، ولكن طائرات مروحية إسرائيلية تربصت بموكبه على طريق بلدة تفاحتا، وأطلقت صواريخ حرارية حارقة على سيارته، فقتل مع زوجته سهام الموسوي وولدهما الصغير حسين.
وبعد الموسوي، قاد حسن نصر الله "حزب الله" مدة 32 عامًا، إلى أن اغتالته إسرائيل أمس الجمعة باستهداف المقر العام لـ"حزب الله" الكائن تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتعد مرحلة تولي نصر الله قيادة الحزب بمنزلة بداية العمل على تكريس ما جاء في "وثيقة المستضعفين" في 16 فبراير شباط 1985، التي تمثل مشروع "حزب الله" الذي أعلن عنه نصر الله نفسه.
ويتمثل هذا المشروع في جعل لبنان جزءًا من إيران، إذ قال نصر الله: "مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنّى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دولة إسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنّما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحقّ، الولي الفقيه الإمام الخميني".