يواجه البحر الأحمر، خطرا بيئيا واقتصاديا جديدا، بعد أن استهدفت ميليشيا الحوثي اليمنية، ناقلة تحمل 150 ألف طن من النفط الخام، قبالة سواحل الحُديدة.
وقالت مهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، أمس الخميس، إنها أخلت الناقلة سونيون، بعد تعرضها لهجوم قبالة الحُديدة، محذرة من خطر بيئي كبير.
وحذر خبراء بيئيون تحدثوا لـ"إرم نيوز" من أن أي تسرب نفطي قد يسبب كارثة على البيئة البحرية وتنوعها، ويهدد مصدر رزق العديد من صيادي الأسماك في اليمن، فضلا عن تبعات أخرى تتعلق بمستقبل التجارة؛ نظرا لأهمية مضيق باب المندب.
وقال وكيل الهيئة العامة لحماية البيئة، عبدالسلام الجعبي، إن "الأضرار التي ستنتج عن تسرب النفط من الناقلة سونيون، ستكون كارثية".
وأضاف الجعبي لـ"إرم نيوز" أن "الكارثة ستعم الثروة السمكية، والحياة البحرية، وعلى الشعب المرجانية، وعلى محطات التحلية المنتشرة على طول السواحل والجزر اليمنية لتغذية المناطق الساحلية بمياه الشرب".
وتابع: "الضرر لن ينحصر على ذلك، حيث ستتأثر معيشة الصيادين وعائلاتهم، وكذلك تجار الأسماك والموزعين، ومعامل الثلج، والكثير من فرص العمل ستنتهي".
من جانبه، حذر مدير مركز دراسات البيئة البحرية والتلوث، د. سيف علي مقبل، من أن "التسرب النفطي له آثار مدمرة على التنوع البيولوجي للكائنات الحية الحيوانية، والنباتية بما فيها الأسماك التي تعتبر الثروة الوطنية المستدامة للبلد" .
وأضاف مقبل، أن "النفط ومخلفاته، يعد من أصعب المشاكل التي تواجه القائمين على معامل التقطير والتحلية لمياه البحر لإمكانية تأثيرها على جودة المياه المنتجة للشرب".
وبين أن "التلوث النفطي يتسبب في شل الحركة الملاحية، ويؤثر بشكل سلبي على النواحي الجمالية للشواطئ، ويحرم مرتاديها من التمتع بالنواحي السياحية أو الترفيهية".
ومنذ نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، يهاجم الحوثيون سفنا تجارية في البحر الأحمر، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، في ما يعتبرونه دعما لقطاع غزة الذي يقبع تحت الحرب.