18 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
قال محللون سياسيون إن الهدف من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل هو محاولة إحياء فرصة لإبرام صفقة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، لكن النجاح في تحقيق هذا الهدف يبدو غير مؤكد حتى الآن.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن بلينكن حاول خلال زيارته الدفع باتجاه اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن العقبات التي تعترض طريق هذا الاتفاق كبيرة.
فرص نجاح بلينكن محدودة
وقال الكاتب والمحلل السياسي كمال الغول في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن حماس انتقدت الولايات المتحدة على ما وصفته بتقديم صورة متفائلة بشكل مفرط.
وأضاف الغول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن المفاوضات لا تتعلق بتقديم تنازلات فقط؛ مما يعكس مدى صعوبة التوصل إلى صفقة، على الرغم من الجهود المكثفة. كما يبدو أن فرص نجاح بلينكن في إبرام صفقة لوقف إطلاق النار محدودة، خاصة مع تصاعد التوترات على الأرض واستمرار القتال.
وأوضح المحلل السياسي أن "التحذيرات الأمريكية من تصعيد محتمل في المنطقة لم تؤدِ بعد إلى تغيير في الموقف الإسرائيلي أو تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات".
وأشار الغول إلى أن الضغط الأمريكي على إسرائيل وحماس لإبرام صفقة ووقف إطلاق النار يواجه تحديات كبيرة، ومن غير المؤكد أن يؤدي إلى نجاح ملموس حاليا، على الرغم من الجهود المكثفة التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلا أن مواقف الأطراف المعنية لا تزال متصلبة.
زيارة "الفرصة الأخيرة"
من جهته، قال الباحث في الشأن الفلسطيني محمد دياب في حديث لـ"إرم نيوز" إن الضغط الأمريكي لم يؤتِ ثماره بعد في ظل تعنت كل طرف وتصلّبه عند مطالبه مع استمرار عمليات القتال.
وأضاف دياب أن زيارة بلينكن تعتبر بمثابة "الفرصة الأخيرة"، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية وانشغال الإدارة الأمريكية الحالية في التحضير للدعاية الانتخابية ودخول الولايات المتحدة في عملية سياسية تستمر حتى نهاية يناير من العام 2025.
وتابع الباحث أن "اجتماعات بلينكن ونتنياهو تتركز على محاولة قبول مقترح الرئيس بايدن والدخول في المرحلة الأولى من الصفقة التي تستمر 42 يومًا مع التعهد بإمكانية استئناف الحرب في أي وقت".
حالة توتر غير مسبوقة
وبيّن الباحث الفلسطيني أن الأوضاع الميدانية المتوترة وتزايد الاشتباكات يزيدان صعوبة التوصل إلى أي اتفاق قريب، وفي الوقت الذي تحاول الولايات المتحدة فيه تجنب التصعيد، لا سيما في ظل حالة التوتر غير المسبوقة بين إسرائيل وإيران وحزب الله، يشير الوضع على الأرض إلى أن فرص النجاح ليست كبيرة، خصوصًا في ظل تمسك كل طرف بمواقفه.
وأكد دياب أن "النجاح الأمريكي في الضغط على الأطراف للقبول بصفقة ما يزال غير مضمون في الوقت الحالي، نظرًا لتعقيدات الصراع ومواقف الأطراف المتصلبة".