صندوق النقد الدولي: تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له عواقب اقتصادية كبيرة
قال محللون سياسيون، إن رد مليشيا حزب الله المنتظر على إسرائيل بعد قصف الأخيرة للضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت واغتيال القيادي فؤاد شكر في 30 يوليو الماضي، بات بمنزلة "عقدة" تتمثل في بحث قيادات الميليشيا اللبنانية عن هدف داخل إسرائيل، ضمن محددات لا تتعدى الخطوط الحمراء.
ومن ضمن هذه "الخطوط" بحسب خبراء، ألا تخرج الضربة عن قواعد الاشتباك، وألا ينجم عنها إصابة مدنيين، وألا تكون في العمق أو وسط إسرائيل، مشيرين إلى أن "حزب الله" يدرك أن قدراته العسكرية لا توازي قوة إسرائيل التسليحية، وأن أي رد خارج تلك "الخطوط" سيقابله ما هو أعنف وأقوى من جانب إسرائيل بضربة تؤثر في التنظيم على عدة مستويات.
ويقول المختص في الشأن اللبناني إبراهيم ريحان، إن تأخير الرد من قبل ميليشيا "حزب الله" يرتبط بعدة عوامل، على رأسها "الحرب النفسية" التي أشار إليها الأمين العام للحزب خلال تأبين القائد العسكري فؤاد شكر الذي اغتيل في 30 يوليو الماضي بالضاحية الجنوبية ببيروت.
كذلك ترتبط بالحسابات الإيرانية في ظل تأخرها في الرد عدة أسباب أبرزها أن طهران تتحاور وتتفاوض مع أمريكا عبر قنوات خلفية في أمر الرد.
وأوضح ريحان في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن حسابات إيران، ثم حزب الله تتعلق أيضا برد الفعل الإسرائيلي، أي أن الجانبين يحاولان تقدير الموقف في حال توجيه أحدهما ضربة إلى تل أبيب، ونجم عنها خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين، أو في حال أخطأ "الصاروخ" أو "المسيرة" الهدف وأصاب هدفًا ميدانيًا إسرائيليًّا.
وتابع يقول: "يوجد رسائل وصلت عبر وسطاء من إسرائيل إلى حزب الله وإيران بأن أي ضربة تخرج عن قواعد الاشتباك، وينجم عنها إصابة مدنيين، أو تأتي في وسط إسرائيل، فهذا يعني تجاوز الخطوط الحمراء، وستقابله ردود أعنف، وهذا ما يعقد الحسابات بغرض البحث عن هدف يحدث ضجة وألا يكون في العمق".
وأشار ريحان إلى ما يعقد المشهد في الرد، على رأس ذلك المفاوضات الأمريكية الإيرانية عبر وسطاء، والحرب النفسية التي يعتمدها حزب الله وإيران بإطالة أمد الضربة، كذلك الحسابات المعقدة المتعلقة بردة الفعل الإسرائيلية التي قد تجر المنطقة إلى حرب واسعة، لا تتحملها إيران التي تخشى على برنامجها النووي أو حزب الله الذي له حساباته في الإقليم، ولا يريد أن يخسر النفوذ في لبنان أو سوريا أو العراق.
فضلًا عن أن الحزب غير مستعد لتلقي ضربة قوية، بالإضافة إلى التحدي الذي يواجهه والمتعلق بما يعانيه المجتمع اللبناني من ضغوط اقتصادية وتهديدات لأمن الدولة وما يترتب على وضعية "حزب الله" في الشارع في إثر ضربة قوية من إسرائيل.
ويؤكد المحلل السياسي طوني بولس، أن "حزب الله" يدرك أن قدراته العسكرية لا توازي قوة إسرائيل التسليحية، وأن أي رد سيقابله ما هو أعنف وأقوى من جانب إسرائيل، وإذا ذهب إلى ما هو بعيد في هذا الإطار، ستكون الضربة التي تؤثر في التنظيم على عدة مستويات.
ويبين بولس في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن حزب الله يعلم أنه ليس بحجم الآلة العسكرية الإسرائيلية، وفي حال تورطه في حرب سيكون مصيره مثل حركة حماس، لافتًا إلى أن الردود السابقة بإطلاق بعض الصواريخ على إسرائيل، أصبحت "مفرقعات نارية" ليس أكثر، وليس لها أي تأثير، وباتت أمرًا للسخرية والشماتة من قبل الرأي العام اللبناني والعربي.
ولفت بولس إلى أن حزب الله في حيرة فيما يتعلق بالرد، إذ إن قدراته لا تسمح له بحجم الرد المتعلق بالتوعد الذي صدر عن قياداته ومحيطه، وبات متكأ على أن الرد سيكون مركزيًّا عبر إيران.