ميليشيات عراقية تتبنى إطلاق طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل
باتت الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت حاليًا، لــ"الفقراء فقط"، من مواطنين لبنانيين محدودي الدخل، وأيضًا من عناصر صغيرة في ميليشيا حزب الله، بعد موجة هروب كبيرة لقياداتها ومؤازريهم، خوفًا على حياتهم، من ضربة إسرائيلية مرتقبة.
ويأتي هذا الخوف من القيادات التي فرت من الضاحية، في حال ردّت إيران على اغتيال القيادي بحركة حماس إسماعيل هنية الذي اغتيل على أراضيها، ما سينتج عنه رد إسرائيلي، وفق مراقبين.
فهؤلاء الفقراء، لا يملك أحد منهم أموالاً، تجعلهم يستأجرون المنازل والبيوت خارج الضاحية، بعيدًا عن بيروت المعرّضة بأي وقت، لقصف إسرائيلي مرتقب كما يشاع.
وفي أقل من أسبوعين، تغيّرت تركيبة الضاحية الجنوبية "الحاضنة الشعبية لميليشيا حزب الله"، مع بداية حلقات مسلسل التهديد والوعيد والرد المتبادل غير المعروف موعده من جانب إيران وذراعها اللبناني، إثر عملية قصف إسرائيل للضاحية في ليل 30 يوليو / تموز الماضي، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، وكذلك انتقامًا لمقتل إسماعيل هنية.
"الضاحية" التي تعد أكثر المناطق كثافة وازدحامًا في العاصمة اللبنانية، باتت شبه فارغة في ظل عملية نزوح بدأت تدريجيًا من اليوم الثاني لكلمة أمين عام حزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربة والتوعد بالرد، ومع تصاعد المعلومات أن إسرائيل لن تصمت عن أي رد، وتنامي مخاوف استهداف الضاحية مجددًا، في ظل تحول نوعي لشكل العمليات بين إسرائيل وحزب الله، التي كانت بعيدة عن العاصمة، وضاحيتها الجنوبية في وقت سابق، بات النزوح أمرًا واقعًا للسكان.
عمليات النزوح التي تدرّجت مع الوقت، حتى أصبحت "الضاحية"، الأقل كثافة سكانية حاليًا في لبنان، أخذت عدة مستويات، بحسب خبراء ومراقبين لـ"إرم نيوز"، المستوى الأول لبعض قيادات الصف الأول في حزب الله وعائلاتهم، الذين وجدوا الطريق الأسهل ناحية مطار رفيق الحريري الدولي لمغادرة لبنان إلى دول منها العراق.
ونوّه مراقبون، إلى أن قيادات الصف الأول بالميليشيا لم تغادر كلها لبنان، بل إن البعض ترك البلد، وآخرون بقوا بالداخل، ولكن عائلات معظم القيادات، تركت لبنان حفاظًا على حياتهم، وسافروا إلى عدة دول، مشيرين إلى أن قادة الصف الأول الموجودين حاليًا بالداخل، لهم بالتأكيد وضعية الحماية التي من الصعب اختراقها، في أماكن خارج الضاحية، بمناطق أخرى في لبنان.
وقال مراقبون: إن المستوى الثاني للنزوح من الضاحية الجنوبية المهدد بالقصف الإسرائيلي في إطار الرد المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، لقيادات وعناصر الصف الثاني، وهم من تركوا العاصمة اللبنانية كاملة، وتوجهوا نحو جبل لبنان ونواحي الشوف وكسروان، وأيضًا هناك من وصلوا إلى شمال لبنان هم وعائلاتهم.
وبحسب مراقبين، فإن هؤلاء تكدّسوا بمناطق الجبل في ظل قدرتهم المادية على إيجار شهري لفيلات، يصل إلى 5 آلاف دولار، وآخرون قاموا بإيجار منازل زاد إيجارها 15 مرة، بعد أن كان المقابل الشهري 150 دولارًا، ليتجاوز في الوقت الحالي، 2000 دولار، بجانب سداد 3 أشهر مقدّمًا.
ولفت مراقبون، إلى أن التوجه إلى مناطق جبل لبنان من جانب عناصر وقيادات بحزب الله هم وعائلاتهم، قابله استغلال من جانب أصحاب وكالات الإيجار والبيع للعقارات.