إيران تعلن توقف المباحثات غير المباشرة مع واشنطن في ظل التوتر الإقليمي
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الاثنين، عن تفاصيل اللحظات الأولى التي استقبل فيها المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي نبأ اغتيال حسن نصر الله أمين عام تنظيم "حزب الله" اللبناني.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين عرفوا نصر الله شخصيًا وطبيعة العلاقة التي تجمعه بالمرشد، وتم إطلاعهم على الأحداث، قولهم إن "خامنئي أصيب بصدمة شديدة بسبب وفاة صديقه، وكان في حالة حداد، لكنه اتخذ موقفًا هادئًا وعمليًا".
وتقول الصحيفة إن "خامنئي استخدم ذات النبرة في العلن. فبدلاً من أن يهاجم إسرائيل، أصدر بيانين متحفظين، مشيداً بنصر الله كشخصية قيادية في العالم الإسلامي والشبكة المعروفة إقليمياً بمحور المقاومة، وقال إن إيران ستقف إلى جانب حزب الله".
وتضيف الصحيفة أن "ما تجدر ملاحظته هو أن خامنئي أشار إلى أن حزب الله، وليس إيران، هو الذي سيقود أي رد على إسرائيل، وأن طهران ستلعب دوراً داعماً"، على حد تعبيره.
وأكد المرشد الإيراني الأعلى، وفق ما نقلته "نيويورك تايمز"، أن "جميع قوى المقاومة تقف إلى جانب حزب الله، وأن الأخير على رأس قوى المقاومة، هو الذي سيحدد مصير المنطقة، حسب قوله.
وتتابع الصحيفة أن "بعض المحللين يرون أن هذه إشارة ملفتة للنظر إلى أن خامنئي قد لا يكون لديه وسيلة للرد بفعالية حالياً على الهجوم الإسرائيلي ضد وكلائه. وفي مواجهة الاختيار بين حرب شاملة مع إسرائيل أو التواري عن الأنظار لحماية نفسه، يبدو أنه يختار الخيار الأخير".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن سانام فاكيل مديرة الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس" للأبحاث قولها: "إن إسرائيل تسيطر عليهم بالكامل في هذه اللحظة، تصريح خامنئي يدل على خطورة اللحظة والحذر؛ فهو لا يلتزم علناً بأي شيء لا يستطيع تحقيقه".
وبعد تصريحات خامنئي، جاءت موجة من ردود الفعل من كبار المسؤولين الإيرانيين والقادة العسكريين تحمل نفس اللهجة الحذرة، حيث تم الاستعانة بمصادر خارجية للانتقام من مجموعات ميليشيات أخرى في المنطقة، وفق الصحيفة.
وكان خامنئي قد ترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للأمن القومي في منزله، بعد وصول نبأ اغتيال حسن نصر الله، وشهد الاجتماع انقساماً حول الرد المناسب على إسرائيل.
ورأى الأعضاء المحافظون، بمن فيهم سعيد جليلي، أن على إيران الرد بسرعة بشن هجوم على إسرائيل لتجنب توسيع نطاق الحرب نحو طهران، وفق الصحيفة.
من جهة أخرى، عارض الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، هذا التوجه، مشيرا إلى أن أي رد متسرع "سيوقع طهران في الفخ الذي نصبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لجر إيران إلى حرب أوسع"، بحسب الصحيفة.
وأشار المسؤولون الإيرانيون في تصريحاتهم إلى أنه "في طهران، ألقت أنباء مقتل نصر الله بظلال من الصدمة والقلق على كبار المسؤولين الذين تساءلوا في مكالمات هاتفية خاصة وخلال الاجتماعات الطارئة عما إذا كانت إسرائيل ستضرب إيران بعد ذلك، وإذا كان آية الله خامنئي هو هدفها التالي".
وبحسب "نيويورك تايمزك" فإنه "على مدى 40 عاماً، كانت إيران تدعم "حزب الله" كخط دفاع أمامي ضد إسرائيل، ولكن خلال الأسبوعين الماضيين، تعرض الحزب لهجمات متتالية أدت إلى انهيار قدراته وتضرر ترسانته واتصالاته"، وصولاً إلى اغتيال أمينه العام حسن نصر الله.
يذكر أن مصادر مقربة من المرشد الأعلى قالت إنه بعد اغتيال حسن نصر الله تم على الفور نقل علي خامنئي إلى مكان آمن داخل البلاد مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة".