مراسل "إرم نيوز" في إيران: أصوات الانفجارات التي سمعت في أصفهان تعود لتدريبات الجيش
تعرّض لبنان لعمليات نزوح داخلي واسعة النطاق حيث اضطر أهالي الجنوب والبقاع إلى مغادرة منازلهم والبحث عن مأوى، في ظل احتدام الصراع بين ميليشيا "حزب الله" وإسرائيل.
وبحسب شهود عيان، خرج الناس من منازلهم على عجل، تاركين وراءهم ممتلكاتهم، في مواجهة مجهولة الوجهة بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت البلدات الجنوبية، ولم يتوقع السكان الكثافة الكبيرة للغارات الإسرائيلية صباح يوم الاثنين، التي أدت إلى خروج الاشتباكات عن السيطرة بين ميليشيا "حزب الله" والجيش الإسرائيلي للمرة الأولى منذ السابع من أكتوبر.
ونزح السكان هربًا من "زنار النار" الذي فرضه الجيش الإسرائيلي، واستهدفت الطائرات كافة المناطق تقريبًا، ومع ساعات طويلة من السفر باتجاه العاصمة بيروت أو المناطق الجبلية، عاد مشهد حرب يوليو 2006 إلى الأذهان، وعاش النازحون ظروفًا صعبة.
واضطرت العديد من العائلات للنوم في سياراتهم أو اللجوء إلى المساجد والكنائس مع أطفالهم وكبار السن، والمحظوظين تمكنوا من الحصول على غرف في الفنادق، بشرط توفر الإمكانيات المادية، أو وصولهم قبل غيرهم.
أما الأقل حظًا فقد اضطروا للنوم في ردهات الفنادق، في حين وجد آخرون صعوبة في تأمين مأوى مناسب، ولجأ بعض النازحين إلى المدارس التي خصصتها الحكومة اللبنانية كمراكز إيواء، حيث تم فتح نحو 150 مدرسة لاستقبالهم.
وأصدر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، بسام مولوي، تعليمات للمحافظين بالتعاون مع حركة النزوح الكبيرة من الجنوب، وفتح مدارس ومعاهد رسمية في عدة مناطق كمراكز إيواء.
وشهدت محافظة البقاع موجة نزوح كثيفة من قرى بعلبك والبقاع جراء الغارات الإسرائيلية.
وأكد محافظ البقاع، كمال أبو جودة لـ"إرم نيوز"، إنشاء 38 مركز إيواء في المحافظة بالتعاون مع منظمات الإغاثة وغرفة العمليات الحكومية لتأمين الحاجات الأساسية للنازحين، مبينًا أن عدد النازحين تجاوز 2850 شخصًا حتى اللحظة، مع توقعات بازدياد العدد.
كما لجأ مئات النازحين إلى سوريا عبر نقطتين حدوديتين، حيث أصبحت سوريا، التي كانت ملجأ للسوريين الهاربين من الحرب، الآن وجهة آمنة للبنانيين.
من جانبه، أشار وزير البيئة ومنسق اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث والأزمات، ناصر ياسين، إلى أن 252 مدرسة حكومية حُوِّلَت إلى مراكز إيواء لأكثر من 27 ألف نازح، مع بدء توزيع المساعدات الأساسية والوجبات الغذائية.
وأكد ياسين أن الحكومة تعمل على توفير الدعم المالي اللازم للإغاثة بالتعاون مع الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن العديد من الدول أرسلت مساعدات لدعم النازحين.
وبالرغم من ظروف الحرب والتوترات السياسية، أظهر اللبنانيون وحدة لافتة وتضامنًا كبيرًا، حيث استقبلت القرى اللبنانية النازحين بكل رحابة، متجاوزين الخلافات السياسية والمواقف المختلفة.