بن غفير: تم توزيع 170 ألف قطعة سلاح على الإسرائيليين خلال 8 أشهر

logo
العالم العربي

لبنان.. أطباء يخشون انهيار المستشفيات المستنزفة إذا تصاعدت الحرب

لبنان.. أطباء يخشون انهيار المستشفيات المستنزفة إذا تصاعدت الحرب
15 نوفمبر 2023، 4:03 م

من مكتبه المطل على الحدود مع إسرائيل، يستطيع الطبيب مؤنس كلاكش سماع دوي قذائف المدفعية والغارات الجوية التي تسقط على البلدات اللبنانية القريبة.

وبثت الوتيرة المتزايدة لهذه الهجمات الرعب في قلوب العاملين في مستشفاه الصغير، وجعلت القلق يستبد بهم.

وقال كلاكش: "للآن عالجنا 51 شخصًا أُصيبوا بجراح نتيجة القصف، في الشهر الماضي، وتقريبًا تُوفي أو وصل 17 منهم قتلى، وأكثر من ذلك سننهار".

وأضاف كلاكش، مدير مستشفى مرجعيون في جنوب لبنان، إن المستشفى يخدم نحو 300 ألف شخص في المنطقة، وفيه 14 سريرًا للطوارئ، ويكافح من أجل العمل بسبب نقص الموظفين، والأهم من ذلك، نقص الوقود.

ويعمل المستشفى بالمولدات لمدة 20 ساعة يوميًا، ويتعيَّن عليه دفع ما يصل إلى 20 ألف دولار شهريًا مقابل الوقود.

وقال كلاكش: "لم يعد أي من هذه الأموال يأتي من الحكومة"، مضيفًا: "نعتمد على الأموال المتوافرة في المستشفى من أسبوع إلى آخر".

وإذا نفد الوقود، سُيغلق المستشفى، فيما قال كلاكش: "لا نستطيع أن نطفئ أقسامًا من المستشفى".

وهناك العشرات من المستشفيات العامة الأخرى معرضة للخطر أيضًا، وجعل الانهيار الاقتصادي الذي شهده لبنان، العام 2019، قادرًا بالكاد على التكيف في وقت السلم.

والآن، يدفع الصراع المتصاعد على الحدود الجنوبية مع إسرائيل قطاع الرعاية الصحية إلى أزمة جديدة.

ويشعر الأطباء بالقلق من أن الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط قد تمتد إلى ما هو أبعد من نقطة الانهيار.

واندلع القتال على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعدما دخلت إسرائيل وحركة حماس في حرب بقطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأطلقت ميليشيات حزب الله اللبنانية، المدعومة من إيران، وحليفة حركة حماس، صواريخ على القوات الإسرائيلية، فيما قصفت إسرائيل مناطق على امتداد الحدود في هجمات متزايدة تثير المخاوف من اتساع نطاق الصراع.

وهذه أكثر أعمال العنف دموية بين إسرائيل وحزب الله، منذ أن خاضا حربًا مدمرة، العام 2006، أدت إلى مقتل أكثر من 70 مقاتلًا من حزب الله، و10 مدنيين لبنانيين، و 10 إسرائيليين، معظمهم جنود.

وتتساقط القذائف على المدن والقرى اللبنانية بشكل يومي.

ونال المستشفى الموجود أعلى التل في مرجعيون نصيبه من الأزمات الإنسانية الأسوأ، فقد أجلى الأطباء المرضى تحت الضربات الجوية خلال الغزو الإسرائيلي العام 2006.

وفي الثمانينيات، أدى غزو إسرائيلي آخر إلى عزل جنوب لبنان عن بقية البلاد.

لكن هذه المرة، يقول كلاكش والأطباء في المستشفيات الأخرى إنهم غير مجهزين للتعامل مع مستويات العنف الحالية، ناهيك عن حرب كبرى أخرى.

وفي الأعوام القليلة الماضية، يخرج لبنان من أزمة ليدخل في أخرى، إذ دفع الانهيار المالي، العام 2019، والانفجار المروع في مرفأ بيروت، العام 2020، لبنان إلى حافة الهاوية.

فالأموال الحكومية نفدت، وآلاف الأطباء والممرضات غادروا البلاد، وانخفضت ميزانيات المستشفيات.



"نتوقع حالات إضراب في المستشفيات"

ومستشفى مرجعيون ليس استثناءً، حيث يقول "كلاكش" إن الكثير من موظفيه غادروه إلى مدن أكبر أو دول أجنبية.

وأضاف: "كان عندنا 4 أو 5 جراحين العام 2006، ومختصون بالعضم وطب النساء، أما الآن لدينا مختص واحد بكل مجال، يعملون ساعات طويلة جدًا دون أي تبديل".

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ميزانيتها لم تعد قادرة على تلبية الاحتياجات.

وأرسلت على عجل مستلزمات علاج الصدمات إلى المستشفيات الحكومية، هذا الأسبوع، في توقع للأسوأ.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها زودت المستشفيات، ومنها مرجعيون، بالوقود.

من جانبه، قال جراح في مستشفى خاص في النبطية القريبة إن مساعدات الطوارئ لن تصل إلى هذا الحد إلا مع احتدام القتال.

وأضاف الطبيب موسى عباس: " مثل أي مستشفى في لبنان نستوعب في حدود 40 إلى 50 حالة خلال الأسبوع، وأي مستشفى لبنان ما عنده الجهوزية التامة".

فيما قال "كلاكش" إن النزوح اللبناني بعد الأزمة المالية يعني على الأقل أنه لم يتبقَ سوى عدد أقل من الأشخاص للعلاج، لكن تدفق المرضى من شأنه أن يسد الممر الضيق الذي يؤدي إلى غرفة الطوارئ المشتركة، ومنطقة الاستقبال.

وعمد "كلاكش" إلى تجهيز المستشفى وتجديده خلال الأشهر التي سبقت الانهيار المالي، عندما كانت الأموال الحكومية متاحة، إذ اشترى آلات غسيل الكلى، ونقل غرفة الغسيل إلى مبنى خارجي لتوفير مساحة أكبر لعلاج المرضى.

ويشعر "كلاكش" بالقلق من أن يختفي كل ذلك في غارة جوية، ويراقب برعب التقاعس عن حماية الأطقم الطبية في غزة.



ويقول مسؤولون في حركة حماس إن القصف الإسرائيلي على غزة أدى إلى تدمير 25 مستشفى في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وقالت السلطات اللبنانية إن قذيفة إسرائيلية أصابت مستشفى صغيرًا بالقرب من الحدود الأسبوع الماضي.

وأكد كلاكش: "الخوف أكيد موجود، هذا قدرنا.. وواجبنا أن نكون موجودين هنا، ونبقى مستمرين بحسب الإمكانيات الموجودة والمتوافرة لدينا، وإن شاء الله نتمنى ألا تتطور الأمور نحو الأسوأ".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC