هل يفرض الجيش العراقي سيطرته على مخيم مخمور؟
بالتزامن مع توجه قوة عسكرية تابعة للجيش العراقي إلى مخيم مخمور، شمال البلاد، لفرض الأمن داخل المخيم، تصاعدت الأصوات الرافضة لتلك الخطوة، باعتبارها تمثل استجابة لضغوط تركية وتتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
وتحاول السلطات العراقية تعزيز الأمن بالمخيم الذي يقطنه لاجئون أكراد وأتراك، ويُتهم حزب العمال الكردستاني بأنه ينشط فيه تنفيذا لقرار الحكومة العراقية الاتحادية بإقامة نقاط عسكرية حول المخيم، ما تسبب باندلاع مواجهات بين القوات الأمنية وقاطني المخيم وحالة من الفوضى خلال الأيام الماضية.
ووصفت خلية الإعلام الأمني، في بيان مقتضب الأحد الماضي، ما يجري في المخيم، بأنه "يأتي ضمن إجراءات لتأمين سلامة كل الموجودين داخل المخيم من التصرفات غير القانونية الذي يقوم بها بعضهم، والتي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار والسلم في البلاد وتضر بعلاقة العراق بمحيطه الإقليمي".
وساطات
ومع مواصلة الجيش العراقي محاولاته لفرض سيطرته على محيط المخيم واستمرار مقاومة أهالي لليوم الرابع على التوالي، التقى وفد يمثل أمهات بالمخيم بالسلطات العراقية يوم أمس.
ومن المنتظر أن يلتقي ممثلون عن المخيم مع السلطات العراقية مع ممثلي الأمم المتحدة لبحث مطالب أهالي المخيم.
ويضمّ المخيم الذي شيد منتصف التسعينيات من القرن الماضي بعد فرار قاطنيه من جنوب تركيا إلى العراق أكثر من 10 آلاف شخص ويقع على بعد 60 كليو مترا إلى جنوب غرب أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وتتولى شؤون المخيم، الذي تأسس بالتعاون مع الأمم المتحدة في التسعينيات، إدارة محلية لها جناحها الأمني الخاص.

تنديد واستنكار
واستنكرت منظمات وشخصيات سياسية كردية خطوات الحكومة الاتحادية التي تنوي تنفيذها.
وأدان حاجي آزاد عضو مجلس حرية المجتمع الكردستاني خلال مؤتمر صحفي في محافظة السليمانية، اليوم الثلاثاء، صمت الحكومة الاتحادية عن قصف تركيا المخيمَ لعشرات المرات، وعدم دفاعها عن أهالي المخيم أثناء الحرب على داعش، بل تولت قوات البيشمركة حمايتهم آنذاك.
وقال حاجي آزاد، إن نواب محافظة السليمانية في البرلمان العراقي يدينون قرار الحكومة الاتحادية ويطالبونها بالعدول عنه لكونه مخالفا للأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.

ومن جانبه، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي في تصريحات صحفية، إن تركيا تضغط على الحكومة الاتحادية لفرض الجيش العراقي سيطرته على المخيم.
وأكد القيادي الكردي، أن "سكان المخيم من اللاجئين الكرد الأتراك المعارضين للنظام التركي، وهم عوائل من المدنيين والأطفال، لاعلاقة لهم بحزب العمال، وبيهم أشخاص مؤيدون فقط ولكنهم غير مسلحين".
وفي مدينة كوباني، شمال سوريا التي تقطنها أغلبية كردية، شاركت شخصيات وأحزاب سياسية في تظاهرة اليوم الثلاثاء، للتنديد بما وصفوه بحرب الإبادة المعلنة ضد الشعب الكردي.
ووصفت عضوة منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات، أمينة بكر بكلمة لها أمام المتظاهرين بالقول، إن "ما يجري اليوم، في مخمور صراع بين الخير والشر، وفي النهاية سينتصر الخير ويعلن شعب مخمور نفسه منتصرا، فمخمور ليس وحده في محنته، بل خلفه كل الشعوب الطامحة للحرية".

وأضافت، أن "الأسلاك الشائكة التي توضع اليوم هي نتيجة الاجتماعات التي جرت مؤخرا، ومحاولات لتضييق الخناق على قاطني المخيم وإنهاء وجودهم فيه، من قبل السلطات العراقية وسلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني ".
وفي 2021، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخيم مخمور، متهما حزب العمال الكردستاني بالسيطرة عليه.
وقال الرئيس التركي، في تغريدة في حزيران/ يونيو 2021 "لن نسمح لتنظيم انفصالي ودموي أن يستخدم مخمور كحاضنة للإرهاب".