قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف منطقة إسكان الأوروبي جنوب شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة
في الحادي عشر من مارس/ آذار الماضي، استلم جهاد فارس بصمت، كيسًا أبيضَ يحوي جثمان ابنه علي، الذي قتِل في المجازر التي شهدها الساحل السوري في الشهر الفائت، مع تعليمات بأن تتم عملية دفنه دون أيّ "جلبة" أو ضجيج.
كان يمكن أن يمر دفن الجثمان كما طلبت السلطات المسؤولة، في سياق عمليات الدفن السريعة للضحايا، عقب عمليات القتل الطائفية التي شهدها الساحل السوري على مدى ثلاثة أيام متتالية، مع مقتل نحو 2200 شخص في المجازر المستمرة حتى اليوم، وفقًا لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فلماذا يبدو علي فارس استثناءً مِن بين هؤلاء الضحايا؟
من هو علي فارس؟
هو مُخترع أصغر قمر صناعي في العالم، بإنجاز مُسجَّل في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية في عام 2008، عندما كان علي طالبًا في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة تشرين الحكومية السورية.
القمر الذي اخترعه علي هو بحسب وسائل الإعلام التي تابعت الخبر حينها، هو أولُ قمر صناعي سوري وأصغر قمر في العالم، وقد اخترعه علي فارس بمساعدة زملائه الأكاديميين والفنيين وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية بجامعة تشرين باللاذقية، وسُجل في هيئة الاختراع والحماية الفكرية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية باسمه.
طول القمر لايتجاوز ثلاثة سنتيمترات والعرض ثلاثة سنتيمترات والارتفاع عشرة ستيمترات ويدور حول الأرض خلال تسعين دقيقة بسرعة تبلغ نحو 3600 كيلومتر في الساعة وهو على شكل متوازي الأضلاع ويشبه شجرة عيد الميلاد ويضيء مرة في نهاية كل عام، ويمكن مشاهدته من كافة أنحاء العالم، ويبعد عن سطح الأرض بين 300 و350 ميلًا.
يتألف القمر من كتلتين رئيستين يطلق عليهما الحمولة والحافلة إضافة إلى منظومة توليد الطاقة ومنظومة التحكم بالتوجيه والحرارة.
بعد أن اطلعت مجموعة غينيس على الاختراع خاطبت المخترع السوري لإعلامه بتسجيله في هيئة الاختراع برقم عضوية 184144 وتاريخ 2008 كما تم توقيع اتفاقيات مع عدد من الشركات اليابانية والصينية لتقديم مساعدات تقنية وذلك وفق القانون السوري ولمصلحة طالب الاختراع. وقد أطلق على القمر الصناعي اسم القمر "آ ـ آ ـ 1".
وقبيل تقديم اختراع علي فارس، كان القمر الصناعي الموجود في بوسطن بالولايات المتحدة (طوله عشرة سنتيمترات وعرضه عشرة سنتيمترات وارتفاعه عشرة سنتيمترات) هو الأصغر في العالم، لينتزع الشاب السوري هذا الإنجاز عبر قمره الصناعي الذي حمل اسم "أ ـ أ ـ 1".
يُذكر أن المخترع فارس كان طالبًا في السنة الأولى في هندسة الميكانيك حين قدم اختراعه الذي لم يكن الأول له، فقبل ذلك بثلاث سنوات، عندما كان علي في الأول الثانوي صمم جهاز توليد طاقة كهربائية عبر آلية تغير التدفق كروي الشكل، وسُجل في مركز الإبداع والاختراع بدمشق.
ولكن لم يقدر للشاب السوري أن يسير على طريق الاختراع، إذ غابت أخباره وأخبار اختراعاته بعد هذا الإنجاز العالمي، وغالبًا كان للحرب التي اشتعلت في سوريا في العام 2011 الدور في غياب علي وإنجازاته، كما غابت وماتت أحلام ملايين السوريين طيلة 14 عامًا، لتنتهي حياته بطلقة في الرأس أو القلب، وبكيس أبيض أمام منزل والده المفجوع، في مدينة جبلة على الساحل السوري.