جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان: 4 مسيّرات مفخخة هاجمت 3 حقول نفطية في زاخو و دهوك 

logo
العالم العربي

بعد الضربة الأمريكية.. العراق أمام اختبار لكبح جماح الميليشيات المسلحة

بعد الضربة الأمريكية.. العراق أمام اختبار لكبح جماح الميليشيات المسلحة
تجمع لميليشيات عراقية في بغدادالمصدر: رويترز
22 يونيو 2025، 2:56 م

تتزايد المخاوف في العراق من احتمال انخراط الفصائل المسلحة الموالية لطهران في أتون المواجهة الإقليمية المفتوحة بين إيران وإسرائيل، عقب الضربة الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.

وجاءت الضربات في ظل توتر غير مسبوق بين طهران وتل أبيب، أعقب سلسلة ضربات متبادلة طالت قيادات بارزة، ومواقع شديدة الحساسية.

ودعت الحكومة العراقية، في بيانات رسمية، إلى "التهدئة الفورية" و"فتح قنوات دبلوماسية عاجلة"، محذّرة من خطر انفجار الوضع، وخروجه عن السيطرة.

كما شددت بغداد على رفضها لاستخدام القوة في العلاقات الدولية، وأكدت على ضرورة احترام سيادة الدول، وحماية منشآتها الحيوية.

أخبار ذات علاقة

بعد "دروس" العراق وليبيا وأفغانستان.. هل يُعيد العالم أخطاء الماضي في إيران؟

الحياد والضغط الداخلي

رغم تمسك الحكومة العراقية بسياسة الحياد وعدم الانجرار خلف الصراعات المحورية، فإنها تواجه ضغطًا متزايدًا من ميليشيات مسلّحة تصعّد لهجتها ضد الوجود الأمريكي، وتهدد بتحويل العراق إلى جبهة موازية في حال تصاعد الدور الأمريكي في دعم إسرائيل.

ومن أبرز الفصائل التي أطلقت تهديدات مباشرة، كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وكتائب سيد الشهداء، التي توعدت باستئناف الهجمات على القواعد الأمريكية إذا استمرت واشنطن في دعم العمليات العسكرية ضد إيران.

وفي بيانها الأخير، قالت كتائب حزب الله إنها "تراقب عن كثب تحركات الجيش الأمريكي في المنطقة"، وأكدت أنها "لن تتردد في استهداف مصالحه إذا ما تورّط بشكل مباشر".

وبحسب مراقبين، تعكس هذه التهديدات احتمال تحوّل العراق إلى ساحة مفتوحة للردود المتبادلة، في وقت يعاني فيه البلد من ضعف أدوات الردع الداخلي تجاه سلوك الميليشيات، ما يعزز المخاوف على الاستقرار الأمني الذي تحقق نسبيًا خلال السنوات الماضية.

معادلة إقليمية جديدة

يرى الباحث في الشأن الأمني، عبدالغني الغضبان، أن الضربة الأمريكية كشفت حجم التنسيق العسكري بين واشنطن وتل أبيب، وأرسلت رسائل واضحة إلى حلفاء طهران في العراق بأن معادلة الردع الإقليمية مقبلة على تحوّل كبير.

وقال الغضبان لـ"إرم نيوز" إن "الفصائل العراقية تمتلك ورقة ضغط إستراتيجية داخل العراق وخارجه، ولا تُلوّح بها إلا عندما ترى أن أمن إيران بات مهددًا على نحو وجودي، وهو ما قد يبرر لها استهداف القواعد، والسفارات الأمريكية".

وأشار إلى أن الحكومة العراقية تواجه اختبارًا صعبًا في ظل ضعف سيطرتها على تحركات هذه الجماعات، محذرًا من أن أي تصعيد جديد قد يجرّ البلاد إلى دائرة الخطر، ويعرّض المصالح الحيوية لهجمات محتملة، سواء من الفصائل أو من الجانب الإسرائيلي.

وتتخوف أوساط سياسية وبرلمانية من أن أي تصرف فردي من بعض الميليشيات قد يمنح إسرائيل ذريعة لتوسيع عملياتها في العراق، ما قد يهدد البنية التحتية والمنشآت الحيوية، ويرفع احتمالات نزوح داخلي جديد في حال اندلاع مواجهات ميدانية.

مربع الخطر

من جانبه، قال الباحث في الشأن السياسي، عبدالله الركابي، إن ما يجري يعيد العراق إلى "مربع الخطر"، مشيرًا إلى أن الدولة لا تملك قدرة حقيقية على ضبط الجماعات المسلحة المرتبطة بالخارج، خاصة إذا حصلت على ضوء أخضر من طهران للرد على أي هجوم إسرائيلي جديد.

وأضاف الركابي، لـ"إرم نيوز"، أن "الدعوات الداخلية للنأي بالنفس ستظل غير فعالة ما لم يُحسم ملف العلاقة بين الدولة والفصائل المسلحة ضمن إطار القانون والمؤسسات".

ولفت إلى أن "تكرار الهجمات على القواعد أو السفارة الأمريكية سيضع بغداد في موقف حرج أمام واشنطن والمجتمع الدولي، ويفتح الباب أمام ضغوط اقتصادية وأمنية متزايدة".

وفي محاولة لاحتواء الموقف، أعلنت السفارة الأمريكية في بغداد مغادرة معظم موظفيها خلال الساعات الماضية، مع الإبقاء على عمل السفارة والقنصلية العامة في أربيل بشكل طبيعي.

ولا يزال موقف عدد من القيادات الدينية والسياسية، وفي مقدّمتها المرجعية الدينية في النجف، يركز على الدعوة إلى ضبط النفس، وتجنّب تحويل العراق إلى ساحة مواجهة بين أطراف دولية.

أخبار ذات علاقة

على وقع التصعيد.. ما حقيقة إغلاق السفارة الأمريكية في بغداد؟

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC