جندي إسرائيلي يقف أمام دبابتين في أحد شوارع غزة
جندي إسرائيلي يقف أمام دبابتين في أحد شوارع غزةرويترز

شهادات قاسية لعائلات اعتقل أبناؤها على حواجز إسرائيلية في غزة

لأول مرة منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، تشهد شوارع رئيسة في القطاع حواجز عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية، لا سيما شارعي صلاح الدين في شرق القطاع، وشارع الرشيد في غربه.

وشهدت هذه الحواجز العسكرية تمركزًا للدبابات والآليات العسكرية والجنود القناصة، إذ تم وضع غرف إسمنتية تحتوي على كاميرات متطورة تفحص هوية النازحين من شمال وادي غزة إلى جنوبه، مثلما شهدت هذه الحواجز اعتقال العشرات من النازحين دون معرفة أي أخبار عنهم.

تقول السيدة مريم الصعيدي، وهي نازحة من مخيم الشاطئ: "نزحنا بتاريخ 10 نوفمبر بسبب عمليات القصف المتواصل على المخيم، وسلكنا شارع صلاح الدين باتجاه وادي غزة، وعند الحاجز العسكري على الطريق، قام الجيش الإسرائيلي بإيقافنا وطلب منّا رفع بطاقاتنا الشخصية عاليًا، ونحن نرفع الرايات البيضاء.. كانت معي عائلتي، إخواني الاثنان وأولادهما، وفجأة طلب الجيش الإسرائيلي أولاد أخي الاثنين محمد ويوسف (20 و22) عامًا، واقتادوهما بعيدًا عن الشارع".

جندي إسرائيلي يقف أمام دبابتين في أحد شوارع غزة
لوموند الفرنسية تستذكر "النكبة" وتطالب بوقف تدمير غزة

وأضافت الصعيدي في حديث خاص لـ"إرم نيوز": "شاهدنا الجنود الإسرائيليين يقومون بإجبار أبناء أخي بخلع جميع ملابسهما، باستثناء الملابس الداخلية، وقاموا بالتحقيق معهما لمدة ساعة كاملة، ثم أطلقوا سراح محمد واعتقلوا يوسف لجهة غير معلومة".

وأوضحت: "قمنا بالتواصل مع الصليب الأحمر الدولي والشؤون المدنية والجهات ذات العلاقة لمعرفة مصير يوسف، لكن قوبل السؤال بعدم معرفتهم أي تفاصيل عن مصيره حتى اللحظة، وأكدوا أن عشرات الحالات تم تسجيلها وتسجيل بياناتها، لكن الجانب الإسرائيلي يرفض الإفصاح عن أي معلومات بخصوصهم".

من جهته، قال الشاب فيصل الوحيدي، الذي يسكن في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ونزح قبل يومين: "لم نكن نرغب بالنزوح كوننا لا نملك أي مكان نذهب إليه، عوضًا عن سوء الأوضاع في مراكز الإيواء جنوب القطاع وامتلائها بالنازحين، ولكن بعد ليلة دامية عشناها في المخيم بقصف استمر لـ 6 ساعات متواصلة، قررنا النزوح إلى جنوب الوادي عبر شارع صلاح الدين".

امرأة تحمل علمًا أبيض مع مجموعة من الفلسطينيين النازحين لجنوب غزة عبر شارع صلاح الدين
امرأة تحمل علمًا أبيض مع مجموعة من الفلسطينيين النازحين لجنوب غزة عبر شارع صلاح الدين AP

وأضاف الوحيدي في حديث خاص لـ"إرم نيوز": "كنّا بالآلاف على طول الشارع نحمل الرايات البيضاء، ونسير بخطى متثاقلة لمسافة تزيد عن 20 كم حتى وصلنا إلى الحاجز العسكري المنصوب على شارع صلاح الدين، وبالتحديد عند سوق السيارات، ورأينا لأول مرة الدبابات الإسرائيلية والجنود الإسرائيليين على الحاجز، وعند دخولنا الغرفة المجهزة بالكاميرات، أوقفني الجندي أنا وأولاد عمي الاثنين، وطلب من باقي العائلة الاستمرار في المسير".

جندي إسرائيلي يقف أمام دبابتين في أحد شوارع غزة
صور أقمار صناعية تظهر نحو نصف مباني شمال غزة وهي مدمرة

وأوضح أنه "في هذه اللحظة شعرنا بقلق كبير كونها التجربة الأولى التي نتعرض لها، حيث قام مجموعة من الجنود بتصويب الأسلحة علينا، والحديث باللغة العبرية، الأمر الذي زادنا قلقًا، وفهمنا أنهم يطلبوا خلع ملابسنا كاملة.. نفذنا الأمر، ثم جاء جندي يتحدث اللغة العربية، وبدأ بالتحقيق معنا لأكثر من ساعتين، ثم قرروا إخلاء سبيلي، والإبقاء على أولاد عمي محمد وجميل البالغين من العمر 25 و19 عامًا، واقتادوهما إلى جهة مجهولة".

وتابع الوحيدي: "فور وصولي لمدخل البريج بعد وادي غزة بمئات الأمتار، وجدت عائلتي في الانتظار، وأبلغتهم أنهم قاموا باعتقال محمد وجميل وسط حالة من البكاء والذهول معًا، وفور وصولنا إلى مستشفى شهداء الأقصى قمنا بالتواصل مع الصليب الأحمر وإبلاغهم بالحادثة وبالأسماء وأرقام بطاقاتهما الشخصية، وقالوا إنهم سيتابعون الأمر وفور وصول أي معلومة سيقومون بالتواصل معنا".

بدوره، تواصل موقع "إرم نيوز" مع الناطق باسم الصليب الأحمر الدولي، هشام مهنا، الذي قال إن "هناك خطا مباشرا للجنة الدولية للصليب الأحمر مخصصا للبحث عن المفقودين والمعتقلين على الحواجز، وتقوم اللجنة بنقل أي معلومات تردها من الجانب الإسرائيلي لأسر هؤلاء المعتقلين فور توفرها لدينا".

جندي إسرائيلي يقف أمام دبابتين في أحد شوارع غزة
"هيئة الأسرى": حملة اعتقالات "مسعورة" ضد الفلسطينيين في الضفة

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com