واشنطن: المناورات العسكرية الصينية "غير مبررة" وتنطوي على خطر حصول تصعيد
أوضح خبراء في الشؤون الأمنية والعسكرية أن تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي بشأن انتهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة لا تعني بالضرورة بدء المرحلة الثالثة من الحرب، ولكنها قد تكون مؤشرًا على تغيير في التكتيك العسكري.
وقال الخبير في الشؤون العسكرية العميد رائد موسى في حديث لـ"إرم نيوز"، إن المرحلة الثالثة من الحرب قد تتضمن تكثيف العمليات البرية أو التحرك نحو أهداف جديدة تختلف عن المراحل السابقة، مثل التركيز على تدمير البنية التحتية لحماس بشكل أعمق أو تحقيق مكاسب سياسية أخرى، وخدمة الأهداف الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وبين موسى أن "التصريحات العسكرية في بعض الأحيان تهدف إلى إعادة توجيه الرأي العام أو التأثير على معنويات الخصم، لذا يجب مراقبة الأفعال على الأرض لمعرفة النوايا الحقيقية".
تمهيد لتصعيد عسكري جديد
وأشار الخبير العسكري إلى أنه من المهم أيضًا ملاحظة أن أي إعلان عن انتهاء العمليات العسكرية قد يرافقه زيادة في النشاط الدبلوماسي أو جهود لتحقيق هدنة، ولكن يمكن أيضًا أن يكون تمهيدًا لتصعيد عسكري جديد في حال لم تتحقق الأهداف المعلنة سابقًا.
ولفت موسى إلى أن هذه التصريحات قد تعني أن العمليات الحالية وصلت إلى هدف معين، لكنها لا تستبعد احتمال وجود مراحل أخرى تعتمد على التطورات الميدانية والسياسية.
ملامح المرحلة الثالثة
وقال الكاتب والمحلل السياسي تحسين غنام في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على غزة بدأت تتشكل في ظل التصعيد المستمر والتركيز المتزايد على العمليات الميدانية، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تتميز بعدة ملامح رئيسية، أبرزها استهداف أكبر للبنية التحتية لحماس.
وأضاف غنام أنه في هذه المرحلة، تقوم إسرائيل بتركيز هجماتها على مواقع حيوية تابعة لحماس في غزة، بما في ذلك مراكز القيادة، الأنفاق، ومخازن الأسلحة، بهدف إضعاف القدرة القتالية لحماس وإجبارها على القبول بالشروط الإسرائيلية.
وتابع المحلل السياسي أنه من بين ملامح هذه المرحلة العمليات البرية والجوية المكثفة، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في تنفيذ عمليات برية محدودة في بعض المناطق داخل غزة، مدعومة بغطاء جوي مكثف، مبينًا أن هذه العمليات تهدف إلى السيطرة على مواقع إستراتيجية وإخراج قوات حماس من تلك المناطق.
ولفت غنام إلى أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة من ضمن ملامح بروز المرحلة الثالثة، لا سيما وأن الحصار المستمر على غزة تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد، مع نقص في الإمدادات الطبية والغذائية والوقود؛ ما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية لملايين السكان في غزة.
وختم غنام قائلًا إن "هذه المرحلة تعكس تحولًا في طبيعة الصراع، حيث تركز إسرائيل على تقويض قدرات حماس، بينما تحاول الأطراف الدولية التوسط لتحقيق هدنة طويلة الأمد".