من قصف المستشفى المعمداني في غزة
من قصف المستشفى المعمداني في غزةرويترز

"الأخبار المضللة".. حرب موازية بين حماس وإسرائيل

مع عودة الصراع بين إسرائيل وحركة حماس إلى مركز الاهتمام مرة أخرى، وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، يصل نشر المعلومات والصور إلى مستويات غير مسبوقة. 

وبحسب تقرير نشره موقع The Economic Times، فإن هذا الارتفاع الكبير في المحتوى أدى أيضًا إلى انتشار طوفان من الأخبار المزيفة المحيطة بالصراع. فمنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، في 7 تشرين الأول، اجتاحت موجة من المعلومات المضللة منصات التواصل الاجتماعي على أنها روايات حقيقية لما يحدث على أرض الواقع.

ومن الأمثلة البارزة التي أوردها الموقع على ذلك، الانتشار السريع لصور من شاشة إحدى ألعاب الفيديو الشهيرة، تمت مشاركتها على نطاق واسع كما لو كانت تصويرًا حقيقيًا للعنف ضد القوات الإسرائيلية، بعد ساعات فقط من هجوم حماس المفاجئ، وهو ما ساهم بشكل إضافي في تفاقم الفوضى في سياق معقد بالفعل.

من مقطع الفيديو المضلل
من مقطع الفيديو المضللمتداولة

وأضاف التقرير أن هذا النمط من المعلومات المضللة لا يقتصر على الصراع بين إسرائيل وحماس، إذ كافحت الهيئات الدولية التي تتوسط في النزاعات في سوريا وميانمار وأوكرانيا ومناطق أخرى للتحقق من كميات هائلة من الأدلة الرقمية، على مدى العقد الماضي.

ولفهم دور ومسؤولية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، يفرق صناع السياسات بين المعلومات الخاطئة والمعلومات المضللة على أساس الهدف منها، إذ تتكون المعلومات الخاطئة من معلومات كاذبة لا تهدف إلى الخداع، في حين تتضمن المعلومات المضللة معلومات كاذبة تم إنشاؤها وتعميمها عمدًا للخداع والتسبب في الضرر.

وبالنظر إلى متلقي المعلومات، يجادل البعض بأن المستخدمين هم متلقون سلبيون للمحتوى الذي أنشأه الآخرون، وبالتالي لا يتحملون أية مسؤولية، إلا أن هذا ليس دقيقًا تمامًا. فبحسب التقرير، يتمتع المستخدمون بالقدرة على التأثير على المحتوى الذي يواجهونه على وسائل التواصل الاجتماعي؛ بسبب استخدام المنصات الرقمية خوارزميات لتقديم المحتوى، وبالتالي فإن تفاعل المستخدمين مع هذا المحتوى يؤثر بشكل كبير على ما يرونه، وهو ما يساهم أيضا وبشكل فعال في تشكيل مشهد المعلومات المتداولة.

ولحل هذه المشكلة، يمكن للمستخدمين إخفاء المحتوى العنيف أو الزائف أو الإبلاغ عنه، ما يقلل من احتمالية وصوله إلى الآخرين، كما يمكنهم أيضًا حظر أو إلغاء متابعة الأفراد الذين يشاركون معلومات كاذبة بشكل متكرر.

من قصف المستشفى المعمداني في غزة
حسابات هندية "مضللة" تنشر معلومات تستهدف فلسطين وتدعم إسرائيل

وللتحقق من الصور المتداولة، يؤكد التقرير أن إحدى طرق مكافحة المعلومات الخاطئة هي البروتوكول المعروف باسم SIFT (الإيقاف والتحقيق والعثور والتتبع)، إذ يمكن للمستخدمين التحقق من مصدر الرسالة وتتبع اقتباساتها الأصلية. كما يمكن لأدوات مثل البحث العكسي عن الصور من Google أن تساعد في تتبع الصور حتى مصدرها، ما يوفر وسيلة للتحقق من صحة المحتوى المرئي.

وفي حين أنه لا يوجد بروتوكول يوفر سيطرة مطلقة على المعلومات التي يتم تداولها أثناء الحرب، فإن إدراك المستخدمين لدورهم في تشكيل المحتوى من خلال كونهم مستهلكين ناقدين، يمكنهم من المساهمة في بناء نظام بيئي معلوماتي أكثر صدقًا في هذه الأوقات المضطربة.

المصدر: موقع The Economic Times

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com